ترجيح وصول الأردن المرتبة السادسة عالميا من حيث نسبة المدخنين
يحيي الأردن والعالم، في 31 أيار/ مايو من كل عام “اليوم العالمي للامتناع عن التدخين”؛ لإبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ، والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه.
ويعد تعاطي التبغ أهم سبب منفرد للوفيات التي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي، علما بأنه يؤدي حاليا إلى إزهاق روح واحد من كل عشرة بالغين في شتى أنحاء العالم.
ويكمن الهدف النهائي لليوم العالمي للامتناع عن التدخين في “المساهمة في حماية الأجيال الحالية والمقبلة من هذه العواقب الصحية المدمرة، وأيضاً من المصائب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض لدخانه”.
والأردن، حسب منظمة الصحة العالمية، يمتلك النسبة العليا من المدخنين على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
وقالت رئيسة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان السابقة، سمو الأميرة دينا مرعد، الأحد، إنّ “أكثر الأمور نجاحا لتقليل نسبة المدخنين هي زيادة سعر علبة السجائر، وزيادة الضرائب عليها”.
وأضافت الأميرة دينا، لبرنامج “صوت المملكة”، أن “الأردن تخطى إندونيسيا في التدخين، مرجحة أن الأردن وصل إلى المرتبة السادسة عالميا من حيث نسبة المدخنين”.
وأشارت، إلى أن “شركات التدخين في هوليوود والسينما سوقت للتدخين من خلال ربطها بالرجولة أو الحالة النفسية”.
“لدينا قانون الصحة العامة، وفيه بنود تتحدث عن كيفية مجابهة التدخين، وهناك عدة أصعدة، يمكن العمل عليها لنستطيع الحد من نسبة التدخين”، وفقا للأميرة دينا رئيسة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان السابقة.
وطالبت، بتطبيق القانون؛ للحد من التدخين، داعية إلى البدء بتطبيق القانون في الأماكن العامة؛ مما يجعله أصعب للشباب خاصة أن شركات التدخين تستقطبهم سواء خارج المدرسة أو في الأماكن الترفيهية”.
وتشير إحصاءات إلى أن “9 آلاف إنسان يموتون سنويا في الأردن؛ نتيجة أمراض يسببها التدخين، في وقت يبلغ مجموع ما يتم إنفاقه على التدخين نحو 1.6 مليار دينار، أو ما نسبته نحو 6% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة مع النسبة العالمية التي تبلغ نحو 1.8%”.
فيما أشار تقرير صدر عن دائرة الإحصاءات العامة في 2019، إلى أن متوسط إنفاق الأسر في الأردن على “التبغ والسجائر” بلغ نحو 717 مليون دينار بنسبة بلغت 4.4% من مجموع الإنفاق على السلع والخدمات، وذلك وفقاً لمسح صحة الأسرة والسكان 2017-2018.
قانون الصحة العامة يفرض غرامة على من يدخن في الأماكن العامة من 100 إلى 200 دينار، والحبس 3 شهور، وترتفع الغرامة على المنشآت من 1000 إلى 3000 دينار.
وزارة الصحة، أعلنت في نيسان/أبريل، عن توسعة تقديم خدمات المشورة والإقلاع عن التدخين والعلاجات اللازمة؛ لتشمل المقيمين على أرض المملكة من غير الأردنيين، لتقدم خدماتها مجاناً ؛ حفاظاً على الصحة العامة.
وأعلنت في وقت سابق، عن توسعها في تقديم خدمات المشورة والإقلاع عن التدخين والعلاجات اللازمة، في 15 مركزا صحيا موزعة في أقاليم الشمال والوسط والجنوب، لتقدم خدماتها بشكل مجاني للمواطنين، إضافة إلى 5 مراكز صحية موجودة أصلاً، وتقدم هذه الخدمات.
الأميرة دينا مرعد، قالت في تصريح سابق لـ “المملكة”، إنه في عام 2015 كانت عوائد الأردن من التدخين 898 مليون دينار، فيما أظهرت دراسة أجريت من خبراء أن الخسائر من التدخين 1.6 مليار دينار، وتشمل التكاليف الصحية؛ مما يعني أننا نخسر 700 مليون دينار سنويا.
“حملة عالمية”
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن اعتزامها في إنجاح مساعي الراغبين في التخلي عن عادة تعاطي التبغ؛ عبر إطلاق حملة تستمر لمدة عام، وتوفر خلالها المنظمة الأدوات والموارد اللازمة لذلك.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، أعلن نحو 780 مليون شخص في العالم اعتزامهم الإقلاع عن تعاطي التبغ، غير أن 30% منهم فقط لديهم إمكانية الوصول إلى الأدوات التي يمكن أن تساعدهم في تلك المهمة.
وأطلقت المنظمة الثلاثاء حملة تحت شعار “التزم بالإقلاع عن تعاطي التبغ أثناء جائحة كورونا” تستمر لمدة عام، وستدعم الحملة، التي تأتي استعدادا لليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ 2021، ما لا يقل عن 100 مليون شخص يحاولون التوقف عن التدخين، عدة دول في العالم منها الأردن وإيران والولايات المتحدة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن التدخين “يتسبب في هلاك ثمانية ملايين شخص سنويا، ولكن إذا كان متعاطو التبغ في حاجة إلى المزيد من التحفيز للتخلص من هذه العادة، فإن الجائحة توفر الحافز المناسب”.
“رفع الوعي”
تركز الحملة على البلدان ذات العبء الثقيل التي يعيش فيها غالبية متعاطي التبغ في العالم، وستساعد على تهيئة بيئات صحية مواتية للإقلاع عن تعاطي التبغ من خلال الدعوة إلى اعتماد سياسات جريئة، وزيادة فرص الحصول على خدمات الإقلاع ورفع الوعي بشأن الأساليب التكتيكية التي تنتهجها دوائر صناعة التبغ.
وقال مدير إدارة تعزيز الصحة في المنظمة روديغر كريش: “يرغب الملايين من الأشخاص في العالم بالإقلاع عن تعاطي التبغ؛ لذا يجب علينا أن نغتنم هذه الفرصة، ونستثمر في الخدمات لمساعدتهم على النجاح في ذلك، كما نحث الجميع على الابتعاد عن دوائر صناعة التبغ ومصالحها”.
ومن الدول التي ينصب عليها التركيز: الأردن وإيران وباكستان والهند وتركيا والولايات المتحدة.