مرايا – وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني الحكومة إلى الاستعجال والمباشرة بالمشاريع الرأسمالية المخصصة في الموازنة العامة لمحافظة معان.
وأشار جلالة الملك، خلال لقائه اليوم الأربعاء، وجهاء وممثلين عن المجتمع المحلي في محافظة معان، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إلى أولوية دعم المصانع الإنتاجية في المحافظة، لتوفير فرص العمل.
ولفت جلالته، خلال اللقاء الذي يأتي ضمن النهج الملكي في التواصل مع أبناء الوطن وبناته، إلى أن هنالك أجواءً إيجابية واهتماماً في الاستثمار بالمملكة من قبل الأشقاء والأصدقاء خاصة بالمشاريع الكبرى والأمن الغذائي والزراعة، ما سيساهم في زيادة الفرص الاقتصادية والحد من الفقر والبطالة.
وأكد جلالة الملك أن المشروع الوطني لسكة الحديد أولوية للمملكة ولمحافظة معان، وبخاصة الميناء البري الذي يحظى الاستثمار به باهتمام دول خليجية شقيقة.
وأشار جلالته إلى أهمية العمل على تنشيط الحركة السياحية إلى المحافظة، والاستفادة من المتحف والمركز الحرفي في هذا السياق.
وفي المجال السياسي، أكد جلالة الملك أن الأردن يسير بقوة في عملية التحديث السياسي من دون تردد ولا تراجع، مُذكّراً بأن مشروعي قانوني الأحزاب والانتخاب بحوزة مجلس النواب لإقرارهما، يرافق ذلك المضي بجدٍ في الإصلاحات الاقتصادية والإدارية.
وبين جلالته أهمية دور المجتمع، بخاصة الشباب والمرأة، في الفترة المقبلة من خلال المشاركة بانتخابات مجالس المحافظات والمجالس البلدية.
وتطرق جلالة الملك إلى ورشة العمل الاقتصادية التي ينظمها الديوان الملكي الهاشمي وتغطي مختلف القطاعات، لوضع الأولويات الوطنية والاستعجال بالقرارات التي تُخفّف عن المواطنين.
وفيما يتعلق بالحدود الشمالية، جدّد جلالته الإشارة إلى أن الأردن في مواجهة مفتوحة ويومية ضد كل محاولات تهريب المخدرات والتسلل، مشدداً على أن نشامى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي يقفون بالمرصاد لكل من يحاول استهداف أمن المملكة.
من جهتهم، أكد الحضور التفافهم حول جلالة الملك في الدفاع عن الوطن وصون منجزاته، لافتين إلى دعمهم لمسيرة التحديث والإصلاحات التي يقودها جلالته على الصعد كافة.
وشددوا على أن محاربة الإشاعات والمشككين بالوطن ومؤسساته، الذين يسعون للنيل من مواقف الأردن وجلالة الملك، تكون بتحقيق الإنجازات، مؤكدين دعمهم للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وقال الوزير الأسبق الدكتور بركات عوجان إن معان تحتضن اليوم سيد البلاد وعميدها وبرفقته سمو ولي العهد، مؤكدا أن الشعب الأردني يقف حول جلالته ومعه في الدفاع عن الوطن، ويستمد منه الشجاعة.
ولفت إلى الإنجازات التي حققتها الدولة الأردنية خلال مئة عام، وهو ما يتطلب البناء عليها، ووضع الخطط للحد من الفقر والبطالة، والسير بالإصلاح الإداري، ودعم الأحزاب، وتطوير نوعية التعليم وربطه باحتياجات سوق العمل، وإقامة المشاريع الزراعية، وإنشاء مصفاة بترول في معان، مشيرا إلى أن الإصلاح خيار اجتماعي شامل للدولة والمجتمع.
وأكد العميد المتقاعد حسين الرفايعة أن المتقاعدين العسكريين يقفون خلف قيادة جلالة الملك في الحفاظ على الأردن وحمايته والتصدي للإشاعات والمشككين بالوطن ومؤسساته.
وأشار إلى أن الأردن مر عبر مسيرته بحملات استهداف، لكنه استطاع بمواقفه الثابتة أن يتصدى لها، ليبقى عزيزا راسخا ثابت الأركان.
وشدد على أننا في الأردن علينا أن نواجه الإشاعات بالإنجاز في المجالات كافة، ونمضي بكل عزم وتصميم لمواصلة البناء، لافتا إلى تطلع المتقاعدين العسكريين لإنشاء مركز استشاري في المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، يكون ممثلا للقطاعين العام والخاص.
ولفت الوجيه ماجد أبو فرج إلى تاريخ مدينة معان العريق، وإقامة جلالة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، طيب الله ثراه فيها، مؤكدا التفاف أبناء الأردن وبناته حول قيادتهم في الدفاع عن الوطن وصون منجزاته.
وشدد على دعم مسيرة الإصلاح، والوصول إلى أحزاب وطنية تعمل لمصلحة الأردن والأردنيين، مطالباً بحل مشكلة البطالة بين صفوف الشباب، ومعالجة عشوائية التخطيط في التعليم العالي.
وأشار نائب رئيس مجلس مفوضي إقليم البترا السابق المهندس عبدالمنعم أبو هلالة إلى ضرورة إيجاد حلول مستدامة للتحديات المادية التي تواجه جامعة الحسين بن طلال.
وأشار إلى أهمية وضع خطط قابلة للتنفيذ، للحد من مشكلتي الفقر والبطالة، والعمل على تحسين البنى التحتية والطرق المتهالكة في المحافظة.
وطالب رئيس مجلس إعمار الشوبك عبدالرحمن الطورة بتحويل لواء الشوبك إلى إقليم زراعي وتنموي، ووضعه على خارطة الاستثمار.
وطالب الطورة بضم كلية الشوبك الجامعية إلى جامعة الحسين بن طلال، لافتاً إلى أن اللواء بحاجة إلى مركز ثقافي وقاعة متعددة الأغراض.
من جهتها، نقلت الدكتورة منى أبو درويش مطالبات القطاع النسائي في المحافظة، مشيرة إلى أن التمكين السياسي للمرأة في معان لا يزال متواضعاً، ومؤكدة ضرورة إيجاد برامج تدعم وتمكن المرأة سياسياً.
كما طالبت بزيادة الدعم المقدم للأسر من وزارة التنمية الاجتماعية، إذ إن الدعم المقدم حالياً لا يغطي احتياجات الكثير من الأسر.
وبين رئيس جمعية الفنادق في البترا طارق الطويسي أن الاستثمارات السياحية في لواء البترا تعاني من شح الموارد، وهو ما يتطلب إعادة النظر ببعض الإجراءات الحكومية.
وطالب بإنشاء قصر للمؤتمرات في اللواء، وتسهيل الاستثمار بسياحة المغامرات، وإقامة المشاريع السياحية، وتسهيل إنشاء مشروع الطاقة الشمسية للاستثمارات السياحية.
وأعرب رئيس اتحاد المزارعين في محافظة معان ياسر آل خطاب عن تقديره لتوجيهات جلالة الملك للحكومات بإعطاء القطاع الزراعي الأولوية، باعتباره مصدرا مهما للنهوض بالواقع الاقتصادي.
وقدم عددا من المطالب، من ضمنها تنفيذ مشاريع تساهم في توفير فرص العمل لأبناء المنطقة، ودعم الثروة الحيوانية، والجمعيات الزراعية.
وتحدث الناشط الشبابي موسى المغربي عن واقع واحتياجات الشباب في المحافظة، قائلاً إن الشباب يدركون حجم الأزمات التي يشهدها الإقليم، مؤكداً أن الشباب يقفون خلف قيادة جلالة الملك في الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وطالب بضرورة إعادة تأهيل مجمع الأميرة هيا الرياضي، ودعم نادي معان الرياضي، وتخصيص قطعة أرض لإنشاء مرافق للنادي، إضافة إلى إنشاء مدرسة للثقافة العسكرية في المحافظة.
من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان أن الحكومة تعمل لإنجاز الإصلاحات الإدارية، كما أنها حريصة على ترجمة الرؤى الملكية لتوفير الحياة الكريمة للمواطن.
ولفت إلى أن الحكومة ستعمل على تنفيذ عدد من المشاريع، بخاصة مشروع سكة الحديد والناقل الوطني للمياه، وغيرها من المشاريع التي ستسهم في تعافي الاقتصاد الأردني وتوفير فرص العمل.
وبين كريشان أن المشاريع المدرجة لمحافظة معان في موازنة 2022 تتضمن إنجاز طريق معان – الشيدية، وإنشاء مبنى الشؤون الصحية في البترا، وتوسعة مستشفى معان الحكومي، وزيادة الغرف الصفية بعدد من المدارس، وتأهيل طرق ثانوية وزراعية.
ولفت إلى أن الحكومة تعمل حالياً من خلال وزارة الأشغال العامة والإسكان على إنجاز عدد من المشاريع المتعثرة، لافتاً إلى أن مشاريع أخرى قيد التنفيذ أبرزها إعادة تأهيل قصر الملك المؤسس، وإنشاء قصر العدل بمعان الذي أنجز منه 95 بالمئة، وإنشاء المستشفى العسكري الذي أنجز منه 35 بالمئة، ومدرسة ذكور الطيبة والتي أنجز منها 70 بالمئة، ومشروع مبنى بلدية معان الذي أنجز منه ما نسبته 63 بالمئة.
بدوره، استعرض رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي المبادرات التي أمر جلالة الملك بتنفيذها في محافظة معان لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، مؤكداً أنها مكملة لخطط وبرامج الحكومة.
ولفت إلى أبرز المشاريع الإنتاجية والخدمية والصحية والدينية والسياحية التي أنجزت في محافظة معان، بالإضافة إلى المشاريع المخصصة للمتقاعدين العسكريين والشباب.
وأشار العيسوي إلى أن هنالك 100 مسكن للأسر العفيفة ضمن المبادرات الملكية لمحدودي الدخل، وكذلك إعادة تأهيل مركز التدريب المهني، كما سيتم بتوجيه ملكي إنشاء مصنع في المحافظة ضمن مبادرة مشاريع المصانع الإنتاجية التشغيلية لتوفير 200 إلى 400 فرصة عمل.
وحضر اللقاء مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر الدكتور عاطف الحجايا، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، ومدير الأمن العام اللواء حسين الحواتمة، ومحافظ معان فراس الفاعور.