مرايا – تنشغل الساحة المحلية والاقليمية وحتى الدولية بما يجري في القدس من اعتداءات صهيونية على المسجد الاقصى المبارك.
وحدّد جلالة الملك عبدالله الثاني منذ اللحظة الاولى للاعتداء على المسجد الاقصى، اولوية الاردن وهي حماية الاقصى، وبدأ باجراء اتصالات مع قادة عرب ودوليين من اجل وقف الهجمة الصهيونية على المسجد الاقصى ومنع المتطرفين الصهاينة من تنفيذ مؤامرتهم بتقسيم الاقصى زمانيا ومكانيا، كما أعطى جلالة الملك توجيهاته السامية الى الحكومة بجعل حماية القدس والمقدسات اولوية اردنية، وترأس اجتماعا عبر الفيديو من اجل ذلك مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية ومدير المخابرات العامة ومدير مكتبه.
وبدأت الحكومة عبر رئيس الوزراء ووزير الخارجية بتحركات من اجل وقف العدوان الصهيوني على المسجد الاقصى، وهنا كان لافتا الموقف القوي الذي قدمه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة تحت قبة البرلمان والذي عبر فيه عن ضمير كل اردني وعن تاريخ الاردن في الدفاع عن القدس والمسجد الاقصى، وأكد ان الاردن يتصدى بكل قوة لمحاولات المحتلين تقسيم الحرم القدسي زمانيا ومكانيا، قائلا «لن نسمح به ونتصدى له بكل ما أوتينا من إمكانية».
ووزير الخارجية ايمن الصفدي بدأ بسلسلة تحركات تجلّت بعقد اجتماع مع وزراء خارجية عرب والامين العام لجامعة الدول العربية لوقف العدوان الصهيوني على المسجد الاقصى.
والموقف الاردني الصلب وتصريحات الخصاونة تحت قبة البرلمان أزعجت الصهاينة واطراف اليمين الصهيوني الذين بدأوا بحملة ضده والاردن.
وبالتحليل السياسي للحملة الصهيونية على الخصاونة، فانها حملة على الاردن وعلى مواقفه القوية في الدفاع عن القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية، فالهجمة تأتي على الاردن وعلى المسؤولين لاسباب كثيرة والتي اولها التحركات الاردنية الاخيرة والجهود التي بذلها الملك والتي هدفت الى ايجاد موقف عربي ودولي ضاغط على الاحتلال الصهيوني لوقف الاعتداءات على المسجد الاقصى، اضافة الى سياسة الاردن الثابتة في الدفاع عن القدس والمقدسات وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وثانيها ان رئيس الوزراء قدم خطابا سياسيا تحت قبة البرلمان مدافعا بشراسة عن القدس، بل انه حرص على توجيه تحيّة لحراس المسجد الأقصى والمرابطين فيه، كما ان مسار الحكومة السياسي وخاصة اتصالات وزير الخارجية كانت ايضا قوية.
وقام جلالة الملك بزيارة الى رام الله ولقاء الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية لايصال رسالة ان الاردن وفلسطين في خندق واحد، فشكلت زيارة الملك الى رام الله أملا للفلسطينيين بانهم ليسوا وحدهم وان الاردن سند لهم في نضالهم ضد الاحتلال. موقف الخصاونة تحت القبة وحرصه على قراءة أبيات شعرية للشاعر غازي الجمل من قصيدة «قف شامخا»، من اجل تمجيد المرابطين والمدافعين عن المسجد الاقصى وتعزيز صمودهم، كانت تأكيدا أردنيا بان القدس خط احمر.
وفي جلسة مجلس النواب الماضية وجّه النائب المعارض صالح العرموطي تحية الى موقف رئيس الوزراء، واستنكر العرموطي الحملة الصهيونية على الخصاونة، معتبرا انه عبّر عن موقف الشعب الاردني.
ويقف الاردن رسميا وشعبيا خلف الملك في الدفاع عن القدس والاقصى والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وهو ما اكده رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، بالقول » اننا في الاردن على قلب رجل واحد في الدفاع عن القدس في ظل قيادتنا الهاشمية وتحت الوصاية التي يمارسها باقتدار جلالة الملك».
والتفاعل الأردني كان حاضرا دائما بقوة رسميا وشعبيا لنصرة اهل القدس سواء نصرة المقدسات وحمايتها او تعزيز صمود اهل القدس وتثبيتهم على ارضهم لمواجهة سياسة التهويد والجميع تابع قضية سكان حي الشيخ جراح وكان للحكومة تحرك مباشر لمنع تهجير العائلات المقدسية، اذ قام وزير الخارجية بزيارة الى رام الله وتسليم السلطة الوثائق القانونية التي تثبت ملكية سكان الشيخ جراح لمنازلهم هناك.
والملك دائما ينتصر لفلسطين ويقف مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الازمات، علاوة على متابعة جلالته الدائمة لاوضاع اهل القدس الشريف، اذ يحرص على تعزيز صمودهم وثباتهم في مواجهة سياسات الاحتلال بتهويد المدينة المقدسة.
ولا تزال الاحداث في القدس خطيرة وقابلة للتطور باتجاه صراع قوي بسبب إصرار دولة الاحتلال الاعتداء على المسجد الاقصى واقتحامه من قبل شرطته وجيشه والاصرار على اعتقال المقدسيين والمرابطين، الامر الذي قد يؤدي الى دخول غزة على الخط باتجاه تصعيد المواجهة مع الصهاينة.
الراي – ماجد الامير