مرايا – أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب خلدن حينا أن الملك عبدالله الثاني حدد خلال مشاركته في قمّة جدة للأمن والتنمية، معالم الطريق للأردن والمنطقة في هذه المرحلة التي يواجه فيها الأردن والشرق الأوسط والخليج العربي مخاطر وتحديات محلية وإقليمية مُتسارعة.
كما أكد حينا في تصريح صحفي اليوم الأربعاء أن الملك خلال القمة التي حضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن وزعماء وقادة 9 دول عربية، وتصريحاته لصحيفة (الرأي) الأردنية، وقناة (CNBC) الأميركية، ولقائه مع شيوخ ووجهاء وممثلي المجتمع المحلي في البادية الشمالية، أماط اللثِام بكل صراحة وشفافية عن هذه المخاطر والتحديات، والتي عوّدنا عليها منذ أن اعتلى العرش الهاشمي قبل ما يزيد على العقدين على الوضوح والمُكاشفة والمصارحة، بأعلى درجات المسؤولية القيادية العُليا التي تتصف بالحِكمة والحِنكة.
وعلى الصعيد المحلي، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إن الملك يريد من الجميع المُشاركة في مسيرة الإصلاحات السياسية التي قطع الأردن شوطاً طويلاً فيها، وحقق إنجازاتٍ يمكن البناء عليها بقوّة، إيماناً منه بأن العملية السياسية والديمقراطية والحزبية هي مسيرة تراكمية طويلة الأمد، وتتطلّب تقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية والضيّقة والفرعية، وذلك لضمان نجاح العمل السياسي والحزبي.
وأضاف، أن الملك يريد من جميع الأردنيين “مؤسساتٍ حكومية وعامة وخاصة وأفرادٍ ومجتمعات شعبية” أن تساهم جميعاً ومعاً في بناء النموذج الأردني الديمقراطي، مُراهناً مجدداً على أهمية دور الشباب في مسيرة التحديث السياسي الوطني، والانخراط في البرامج والمشاريع الواقعية القابلة للتطبيق، وعدم الانجرار وراء الشعارات الشعبوية الجوفاء التي لا قيمة لها على الأرض.
وأشار إلى أن الملك أكد أهمية الرؤية الاقتصادية المتكاملة للعبور إلى المُستقبل، والتي وضعتها قيادات وخبراء من القطاعين الخاص والعام، وأهمية خطة الحكومة التنفيذية لإنجاز هذه الرؤية، وتأكيده مجدداً ضرورة أن تولي الحكومة بأعلى درجات المسؤولية اهتماماً بشبكة الأمان الاجتماعي لحماية الفئات الأقل دخلاً بالسبل والوسائل كافة، إلى جانب تعظيم الاستفادة من الفرص والمزايا التي يتمتع بها الأردن لتوسيع القطاعات الواعدة في المجالات الاقتصادية، وفي مقدمتها الأمن الغذائي، وتعزيز القطاع الزراعي والصناعات المُختلفة كالبوتاس والفوسفات.
وعلى الصعيد الإقليمي، أكد النائب حينا أن الملك أرسل رسالة واضحة أيضاً، بأن الأردن حريص على الأمن الإقليمي، لأن المنطقة لا تحتمل أزمات جديدة.
وأشاد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بالجهود التي يبذلها الملك لدعم الأشقاء الفلسطينيين لتحقيق السلام، وإقامة دولتهم الفلسطينية على الثرى الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، وكذلك جهوده للحفاظ على الهوية التاريخية للقدس باعتباره وصياً وراعياً للمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، إلى جانب جهوده في مجال ترسيخ وتعزيز التعاون الإقليمي، خاصة مع الأشقاء في السعودية والإمارات ومصر والعِراق، والدول الإقليمية والعالمية الصديقة. وبين أن القوات المُسلّحة والأجهزة الأمنية هي مصدر الأمان والاستقرار والسلام الذي عشناه ماضياً ونعيشه حاضراً، ونتطلع أن يستمر بإذن الله مستقبلاً.