مرايا –
رغم تأكيدات خبراء أوبئة في الأردن والعالم أن “وباء كورونا لم يعد يشكل خطرا، نظرا لارتفاع نسب التطعيم وازدياد المناعة المجتمعية، وتحوله إلى مرض موسمي مستوطن”، غير أن اعلان انتهاء الجائحة يحتاج الى مزيد من الوقت، مرجحين أن تغلق منظمة الصحة العالمية ملف هذا الوباء نهائيا مع نهاية العام.
وفي السياق تساءل خبير الاوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني: “هل حان الوقت لتغيير سياستنا اتجاة فيروس كورونا المستجد؟ وهل طوينا أزمة الجائحة ليصبح الفيروس موسميا؟”.
ويؤكد المعاني أن هذا الفيروس خلف نحو 6 ملايين وفاة؛ و600 مليون إصابة؛ وأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، مرجحا ان تعلن منظمة الصحة العالمية نهايتها في ختام العام الحالي؛ لافتا الى أن الأصل في هذا المرض أنه مرض تنفسي؛ أي أنه من الأمراض التي إما ان تتحول إلى مرض متوطن او مرض موسمي أسوة بأمراض الشتاء ونزلات البرد في فصلي الربيع والشتاء.
ولفت المعاني في تصريحات صحفية إلى أن الفترة المقبلة ستكون فيها الحياة طبيعية، والجائحة ستختفي إلى أدنى مستوى ممكن، ولن تكون هناك إجراءات تؤثر على حياة الناس.
وتوقع أن يشهد هذا العام إعلان منظمة الصحة العالمية انتهاء الجائحة، مرجحا أيضا أن نتجه في الأردن نحو التعافي، بدلالة الارقام الوبائية التي تنشر بشكل رسمي كل أسبوع، إذ وصلت الوفيات إلى رقم صفر تقريبا، كما أن عدد الإصابات في انخفاض مستمر؛ كما أن أعداد الاصابات التي تتم معالجتها في المستشفيات لا تتعدى العشرات، حيث بلغت في آخر اسبوع وبائي 60 حالة فقط.
وبين ان العالم بات يتعايش مع الفيروس تمهيدا لاحتوائة؛ وعلينا الاستمرار في حياتنا الاقتصادية والسياحية والتعليمية كالمعتاد، مع الالتزام بالحد الادنى من الإجراءات الاحترازية وتلقي المطعوم.
وبين المعاني أن الوباء لن يختفي بشكل كامل، لكن الفيروس سيتوطن في العالم ويصبح كالانفلونزا الموسمية، وهذا هو حال الجوائح حول العالم التي عادة تستمر من سنتين إلى ثلاث سنوات؛ مشيرا الى “اننا قد نضطر إلى دراسة تلقي المطاعيم سنويا، والمطلوب هو إقبال المواطنين على أخذها، والالتزام بلبس الكمامة في الأماكن المغلقة”.
بدوره، أكد استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة انتهاء الفيروس، مشيرا الى أنه بات موسميا، وقد تظهر حالات منه في الخريف والشتاء، كأي مرض فيروسي موسمي. واشار الطراونة الى أن سبب انتهاء الجائحة محليا هو ارتفاع معدلات التطعيم وتحسن المناعة المجتمعية التي تحول دون عودة الإصابات، مؤكدا أن العالم أسدل الستار على الجائحة فعليا.
وكان أمين عام وزارة الصحة لشؤون الأمراض السارية والأوبئة الدكتور رائد الشبول قال في تصريحات سابقة إن منظمة الصحة العالمية تدرس طي ملف كورونا هذا العام، فيما تدرس أوضاع الدول التي شهدت انتشارا بسبب انخفاض نسب التطعيم، تمهيدا لإعلان كورونا مرضا موسميا مستوطنا.
وجسد اعلان الرئيس الاميركي جو بايدن بأن جائحة كورونا قد انتهت، اشارات واضحة للعالم بأن الجائحة الفايروسية تحولت الى مرض موسمي أسوة بجميع الاوبئة التي انتشرت في العالم.
وقال الشبول: “رغم ان اعلان بايدن شكل صدمة للعالم، لكننا ما نزال نواجه مشكلة مع الفيروس، وما نزال نقوم بعمل كثير في هذا الملف… رغم أن الجائحة انتهت”. وتابع: “إذا لاحظتم، لا أحد يضع كمامات ويبدو الجميع في حالة جيدة جدا”.
وأعقب تصريح الرئيس الاميركي تصريحات لمنظمة الصحة العالمية أكدت فيها ان “نهاية جائحة كورونا تلوح في الأفق”.
وقالت المنظمة: “تراجعت أعداد الإصابة بفيروس كورونا المستجد إلى أدنى مستوى لها منذ نحو عامين ونصف العام”.
وصرح مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس بأنه “يجب اغتنام الفرصة ومواصلة جهود القضاء على كوفيد19 وإلا سنواجه خطر رؤية مزيد من المتحورات والوفيات”.
وشبه تيدروس العالم كما لو أنه “شخص يركض في ماراثون ولا يتوقف حين يرى خط النهاية، بل يجري أسرع، بكل الطاقة المتبقية لديه”، لافتا الى انه “يمكننا جميعا رؤية خط النهاية ونحن في طريقنا للفوز لكنه سيكون فعليا أسوأ وقت للتوقف عن الركض”.
وتابع المدير العام للصحة العالمية: “إذا لم نغتنم هذه الفرصة فإننا نواجه خطر رؤية مزيد من المتحورات ومزيد من الوفيات واضطرابات أكثر، ومزيد من عدم اليقين”، داعيا الى “انتهاز هذه الفرصة”.
وبحسب آخر تقرير وبائي نشرته منظمة الصحة العالمية وخصص لوباء كوفيد 19 فإن عدد الإصابات تراجع بنسبة 12 % خلال الأسبوع الممتد من 29 آب (أغسطس) إلى 4 أيلول (سبتمبر)، مقارنة مع الأسبوع الذي سبقه، ليصل الى حوالي 4,2 مليون إصابة جديدة.