تسود أجواء شديدة البرودة ليلا عشية منخفض جوي عالي الفعالية يبدأ الاثنين ويستمر لأيام، ما دفع الحكومة والمؤسسات الرسمية للاستعداد والجهوزية للتعامل مع التداعيات المتوقعة للحالة الجوية المقبلة.

ليلا، تكون الأجواء شديدة البرودة مع ظهور بعض الغيوم على ارتفاعات منخفضة، وفق إدارة الأرصاد الجوية التي حذرت من خطر تدني مدى الرؤية الأفقية في ساعات الصباح بسبب الضباب فوق المرتفعات الجبلية والسهول.

يوم الاثنين، يبدأ المنخفض الجوي على شكل رياح شديدة مع هبات تفوق سرعتها 100كم/ساعة، وتبدأ الأمطار بعد الظهر بدءا من الشمال ثم تمتد نحو المناطق الوسطى وعمّان، وفق ركز طقس العرب الإقليمي للأرصاد والتنبؤات الجوية.

وتوقع المركز أن تكون الأمطار شديدة بدءا من ليلة الاثنين/الثلاثاء ونهار الثلاثاء وتحديدا على المناطق الوسطى والعاصمة عمّان.

وصدرت تحذيرات من تشكل السيول في ساعات المساء والليل في الأودية والمناطق المنخفضة في الشمال والوسط في الأيام المقبلة.

“الأبرد”

قال مدير العمليات الجوية في المركز لـ”المملكة”، إن المنخفض الجوي المتوقع الاثنين هو الأعلى شدة منذ بدء فصل الشتاء، وتوقع أن تكون حركة الرياح شديدة جدا الاثنين والأمطار غزيرة جدا الثلاثاء.

وأشار المركز إلى أن يوم الثلاثاء سيكون الأبرد منذ بداية فصل الشتاء الحالي.

وتوقعت إدارة الأرصاد تساقط زخات من الثلج فوق قمم الجبال العالية التي يزيد ارتفاعاها عن 1100م عن سطح البحر، وتكون ممزوجة بالمطر أحيانا. ويتوقع أن تتراكم بشكل محدود فوق قمم جبال الشراة العالية، وذلك خلال ساعات اليل يوم الاثنين.

وأعلن مركز طقس العرب المناطق المشمولة بفرص الثلوج والتي تشمل قمم جبال جرش وعجلون مثل رأس منيف وثغرة عصفور ومثلث القاعدة وأعالي سوف بالإضافة إلى قمم جبال المفرق.

وتمتد الفرصة لتشمل المزار الجنوبي ومؤتة في الكرك بدءا من مساء الثلاثاء ولاحقا جبال الطفيلة، وتمتد الثلوج مؤقتا مرتين لجبال العاصمة عمّان والبلقاء عند صباح الثلاثاء وصباح الأربعاء.

ويتوقع أن تهطل زخات من الثلج بين الحين والآخر فوق قمم الجبال العالية التي يزيد ارتفاعها عن 1000م عن سطح البحر، الثلاثاء، مع احتمال حدوث تراكم للثلج فوق قمم الجبال العالية بشكل متفاوت حسب الارتفاع، بحسب الأرصاد الجوية.

إدامة عمل المخابز

طلب وزير الصناعة والتجارة والتموين ووزير العمل يوسف الشمالي من جميع مديريات وزارة الصناعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإدامة عمل القطاعات الأساسية وسلاسل التوريد الخاصة.

وأكد الشمالي ضرورة متابعة تزويد المخابز بكميات إضافية من الطحين تغطي استهلاكها لأيام إضافية عن المعتاد، وقال الشمالي إن المطاحن أيضا ستواصل عملها لتلبية احتياجات القطاع.

وأكّد أهمية استمرار عمل شركة مصفاة البترول ونقابة أصحاب محطات المحروقات وموزعي الغاز المنزلي لضمان توافر المحروقات.

وأوعز الوزير الشمالي بإدامة الجولات الرقابية على الأسواق خلال فترة المنخفض الجوي لضمان التطبيق الأمثل لقانون الصناعة والتجارة، والاطمئنان على توافر المواد التموينية.

ودعت الوزارة للتواصل معها بشأن الأسواق على هاتف رقم (5661176 /06) أو منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها.

توجيهات حكومية

وجّه رئيس الوزراء بشر الخصاونة، الأحد، الوزارات والمؤسسات والأجهزة المعنية، إلى اتخاذ أعلى درجات الجاهزية والاستعداد،

وأشار الرئيس إلى ضرورة الانتباه للمواقع والأماكن التي قد تشهد تجمّعا أو جريانا للمياه سواء داخل العاصمة عمّان أو في المحافظات، وضرورة التعامل مع أيّ حالات من هذا القبيل بما يحفظ السلامة ويحول دون الإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة.

ووجه الخصاونة وزارة المياه والري لمراقبة أوضاع السدود والتأكّد من مدى جاهزيتها لاستقبال كميات المياه المتوقعة، ووجه وزارة الطاقة والثروة المعدنية إلى التنسيق مع شركات الكهرباء وحثها على اتخاذ أقصى درجات الاستعداد لمواجهة أي آثار أو انقطاعات قد تحدث في التيار الكهربائي.

خطط طوارئ

أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان، الأحد، بدء العمل ضمن خطة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح الاثنين، وأكدت جاهزيتها للتعامل مع الظروف الجوية المتوقعة ومعالجة الملحوظات الواردة لها على مدار 24 ساعة من خلال فرقها الـ106 الموزعة على مختلف المحافظات.

ودعت وزارة الأشغال إلى أخذ الحيطة والحذر من خطر تدني مدى الرؤية الأفقية نتيجة تشكل العواصف الغبارية خاصة في الجنوب والشرق، وخطر تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة في ساعات المساء والليل في الشمال والوسط.

وأعلنت أمانة عمان الكبرى حالة الطوارئ القصوى، اعتباراً من صباح الاثنين، وقال أمين عمّان يوسف الشواربة إن الحالة الجوية الاستثنائية تستدعي الجاهزية القصوى والاستعداد التام للتعامل مع غزارة الأمطار والرياح الشديدة المتوقعة.

وشدّد الشواربة على ضرورة رصد جميع الشوارع الرئيسة، وإيجاد الحلول الفورية من البلاغات تصل إلى غرفة طوارئ تلاع العلي أو الغرف الفرعية في المناطق.

ودعا الناطق الإعلامي في الأمانة ناصر الرحامنة لإزالة الألواح المتحركة عن أسطح المباني التي قد تتعرض للتطاير، وأخذ الحيطة والحذر بالابتعاد عن مجاري الأودية والمناطق المنخفضة، وعدم ربط مزاريب البيوت بمناهل الصرف الصحي تجنبا لفيضانها في الطرق، وعدم إلقاء النفايات بشكل عشوائي لتسببها بإغلاق خطوط تصريف مياه الأمطار.

كما دعا الرحامنة إلى تفقد المضخات الغاطسة في الطوابق والمحال التجارية التي تقع دون منسوب الشارع، وقيام التجار بأخذ الاحتياطات الوقائية عند تخزين البضائع في المستودعات وطوابق التسوية.

وطالب المقاولين وأصحاب المشاريع الإنشائية بتأمين مواد البناء تجنبا لانجرافها وتسببها المباشر بإغلاق خطوط تصريف مياه الأمطار.

وأعلنت وزارة الإدارة المحلية حالة “الطوارئ الشديدة القصوى” في كافة المناطق بدءاً من الليلة، ووجه نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان أمين عام الوزارة/رئيس غرفة الطوارئ الرئيسية في مركز الوزارة بعمان حسين مهيدات بالاستعداد الكامل وبأقصى طاقة للتعامل مع تطورات الأحوال الجوية.

ووجه كريشان إلى أهمية التحضير والاستعداد المُسبق لغرف الطوارئ الـ (100) في البلديات، والـ (21) غرفة في مجالس الخدمات المشتركة، للتعامل الفوري مع أي أحداث طارئة مرافقة للمنخفض الجوي.

وطلب مهيدات من البلديات ومجالس الخدمات المشتركة ومديريات الشؤون البلدية في مختلف المحافظات والألوية وضع برنامج عملٍ خاص بالحالة الجوية الشديدة المتوقعة، والتأكد من جاهزية الآليات والمعدات والأجهزة، مع ضمان مستلزمات الإدامة الكاملة للآليات والعاملين في فِرق الطوارئ.

أما مديرية الأمن العام دعت إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر وانتهاج السلوك السليم، وتوخي الحيطة والحذر أثناء القيادة على الطرقات التي تشهد تدني مدى الرؤية الأفقية نتيجة لتشكل العواصف الغبارية في الجنوب والشرق أو بسبب الغيوم الملامسة لسطح الأرض فوق المرتفعات الجبلية.

ودعت المديرية إلى تثبيت الأجسام القابلة للتطاير بفعل شدة الرياح والهبات القوية المرافقة لها، والابتعاد عن مناطق تشكل السيول خاصة في ساعات المساء والليل في الأودية والمناطق المنخفضة في الشمال والوسط، وعدم المجازفة بعبورها في أي حال من الأحوال سواءً بالمركبات أو سيراً على الأقدام.

وكذلك دعت المديرية إلى الاستخدام الآمن لوسائل التدفئة على اختلاف أنواعها، وتوفير التهوية المناسبة للمنازل بين الحين والآخر، وعدم ترك المدافئ مشتعلة دون رقابة أو أثناء النوم.