قال مركز الفلك الدولي، إن جميع المعايير القديمة والحديثة تبيّن أن رؤية هلال شهر شوال يوم الخميس “غير ممكنة بالعين المجردة” من العالم العربي.
وأضافت، في بيان الأربعاء، أن “هذا التوقع ليس رأيا لشخص أو جهة، بل هو إجماع من قبل متخصصين أشبعوا هذه المسألة بحثا، ونشروا فيها أبحاثا في دوريات علمية محكمة. وممن ذكر أسماؤهم رؤساء للجان علمية في الاتحاد الفلكي الدولي، ومنهم مدراء لمراصد أحدهم مرصد غرينتش”.
وتابع البيان المشترك الذي وقّعه أكثر من 25 متخصصا بعلم الفلك من 13 دولة حول رؤية هلال عيد الفطر، أن المتخصصين بنوا أبحاثهم ومعاييرهم على أرشيف كبير من رصد الأهلة، يمتد من العام 1859م وحتى العام 2023م.
وأشار إلى أن “اللغط يحصل بسبب شهادات برؤية الهلال بالعين المجردة يعلم المختصون أنها خاطئة، بل توجد دراسات كثيرة تبيّن إحصائيات تلك الأخطاء عبر العالم العربي، وفي سنوات سابقة كانت تأتي في أوقات لا وجود للهلال في السماء حينها أصلا”.
وأورد البيان مثالا، قال فيه “عام 2007م شهد 10 أشخاص ومن أربع مناطق برؤية هلال عيد الفطر، رغم أن القمر في ذلك اليوم غرب قبل الشمس بثلاث دقائق، وفي شهر ذي الحجة 1428 هـ تقدم عدد من الشهود برؤية الهلال يوم الأحد 09 كانون الأول 2007 وبدأ شهر ذو الحجة في اليوم التالي، إلا أن القمر يومها غرب قبل الشمس بـ 25 دقيقة”.
وأضاف مركز الفلك الدولي “بسبب تكرار هذه الشهادات المغلوطة، شك البعض بدقة الحسابات الفلكية، وصار يستدل بتلك الشهادات للقدح في الحسابات الفلكية بشكل عام وبالمعايير الفلكية لرؤية الهلال بشكل خاص، إذ يشيرون إلى تلك المشاهدات التي حدثت مرارا بقيم أدنى مما تنص عليه المعايير، وبعدد كبير من الشهود، وهذا استشهاد لا يصح”.
– وضعية هلال شوال –
وقال المركز إن من أهم العوامل المحددة لإمكانية رؤية الهلال هو بعد القمر عن الشمس بالدرجات، حيث بحث هذه المسألة العديد من العلماء، وتوصل العالم الفرنسي “دانغون” في ثلاثينيات القرن الماضي، أي قبل حوالي 100 سنة، إلى أن رؤية الهلال غير ممكنة إذا كان بعد القمر عن الشمس أقل من حد معين، ووجد بأنه يبلغ ست درجات.
ويعتبر هذا الحد، والذي يقبله ويأخذ به كل المختصين عبر العالم، مسلمين وغيرهم، من أهم العوامل للبدء بالنظر بإمكانية رؤية الهلال.
وعن وضعية هلال شوال في يوم الخميس 20 نيسان، أشار المركز إلى وضعه في بعض المدن العربية والإسلامية عند غروب الشمس: في جاكرتا يبعد القمر حينها عن الشمس 2.7 درجة (وحد “دانغون” المتفق عليه عالميًا هو 6 درجات).
وفي أبو ظبي يبعد عن الشمس 4.7 درجة، وفي مكة المكرمة يبعد عن الشمس 5.1 درجة، وفي القدس يبعد القمر عن الشمس 5.4 درجة، وفي القاهرة يبعد القمر عن الشمس 5.5 درجة، وفي داكار (السنغال) يبعد القمر عن الشمس 8.0 درجات، ويمكن أن يرى بالأجهزة.
وأضاف: “بالنظر إلى جميع المعايير العلمية المعتبرة للهلال والمنشورة في دوريات محكمة، نود أن ننبه إلى أن رؤية الهلال غير ممكنة بالعين المجردة في العالم العربي أو الإسلامي، وغير ممكنة حتى باستخدام التلسكوب في معظمه، وجلها أقل من حد دانغون”.
وقال “بالنسبة للدول التي تكتفي بغروب القمر بعد الشمس حسابيا ولا تشترط رؤية الهلال، أو تكتفي بإمكانية الرؤية من أي مكان في العالم يشترك معها بليل، فيصح تمامًا أن يكون أول أيام عيد الفطر فيها يوم الجمعة 21 نيسان، أما بالنسبة للدول التي تشترط الرؤية المحلية (الصحيحة) بالعين المجردة فقط، أو الدول الواقعة في آسيا وتقبل الرؤية المحلية بالتلسكوب، فيفترض أن تكون عدة رمضان فيها 30 يوما وأن يكون عيد الفطر فيها يوم السبت 22 نيسان.
وأعاد المركز التأكيد على أن إعلان بدايات الأشهر الهجرية هي من اختصاص الجهات الشرعية في الدول الإسلامية.
وأشار إلى أن الهدف من هذا التصريح ليس تحديد اليوم المتوقع لعيد الفطر كونه مرتبطا بعوامل متعددة ما بين فقهي وعلمي، إنما الغاية منه بيان بعض الحقائق العلمية المتعلقة بمسألة رؤية الهلال.
وأضاف المركز أن وجود الهلال في السماء لمدة قصيرة بعد غروب الشمس لا يكفي للقول بإمكانية رؤيته، بل حتى مدة مكوثه وعمره هي عوامل غير كافية للتنبؤ برؤيته، حيث كتب المتخصصون المسلمون وغير المسلمين العديد من الأبحاث حول هذه المسألة، كان من أهمها أبحاث العالم الأميركي “شيفر” والذي كان يعمل في وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، حيث بيّن في أحد أبحاثه المدعمة بالأرصاد بأنه لا يمكن الاستناد على عمر القمر ومكوثه لإعطاء توقع مقبول حول إمكانية رؤية الهلال.