مرايا –

الزمان، عصر الأربعاء، المكان، في معان حيث “حنا العريس”، المشهد، رصاصة طائشة تصيب صدر الفناطسة الذي صافح أصدقاءه ومحبيه وكأنه يودعهم “الوداع الأخير”.

مشهد محزن، ومقاطع فيديو امتدت عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر عبرها بخضاب الحنة على يديه، مبتسما، ليذوب بعدها الحلم كما تذيب النار شمعة لم تهنأ بضوئها، برصاصة لم تشفع لفرحته ولا لريعان شبابه.

 

رصاصة اخترقت جسده

صراخ، دموع ، في الوقت الذي هرع فيه المحتفلون إلى العريس الذي سقط أرضا، متأثرا برصاصة اخترقت جسده، لينقل بعدها إلى مستشفى الكرك الحكومي، ليصل متوفيا إذ تلقفه الموت دون رحمة.

 

أم العريس كانت تنتظر أطفال فلذة كبدها، إلا أن المنتظر أضحى مستحيلا ولم تكتمل فرحتها بعد دخوله العسكرية، ولم تكتمل فرحتها كذلك بعد أن رأته ببدلة العرس، فودعته إلى مثواه الأخير مكفنا، بدلا من ذهابه إلى منزله عريسا يقابل زوجته المستقبلية.

 

الفناطسة، خلف وراءه أرملة خلعت في ذات اليوم الأبيض لترتدي الأسود، وأصبحت اليوم “أرملة الفناطسة”، قبل أن تتوج فرحتها ومباركة حولها بالزفاف.

“عروس معان”.. خلعت بدلة زفافها في مشهد يصعب وصف مداد الحزن في المشهد، لترتدي الأسود ، أمام عيون مشبعة بالدموع وقلوب مُثقلة بالحزن، وأجساد كانت تتراقص على أغاني الزفاف باتت تتحرك نحو العروس الذي فرقت الصدمة ابتسامتها وسعادتها.

 

من فرح إلى ترح

رصاصة طائشة وأدت الفرح، وحولته إلى ترح، وأدت سعادة عائلة بأكملها، ليلحق حمزة بشقيقه ووالده الذي توفي بحادث سير قبل سنوات.

معان بدت كوجه شاحب، وصفحة سوداء الأربعاء، بدت وكأنها نور تلاشى حزنا على “عريس معان”، الذي كتب على صفحته ” في الرابع والعشرين من الشهر الماضي “كمية إنا لله وإنا إليه راجعون مخيفة جدا، ربي إن كنت أنا القادم فأحسن خاتمتي وتوفني وأنت راض عني”.

وتابع “اللهم نشهدك أننا عفونا، وإن كنا سببا في ألم غيرنا فوالله ما كان إلا سهوا ، فاعفوا عنا”.