مرايا –
وصلت خلود وطفلاها الأردنيان أخيرا إلى عمّان، بعد رحلة طويلة وشاقة هربا من الحرب “الهمجية” و”المشاهد الفظيعة” التي عايشتها في قطاع غزة، حيث يتعرض للعدوان الإسرائيلي منذ 41 يوما.
ولدى وصولهم إلى مطار الملكة علياء الدولي، التقت خلود القصاص وطفلاها (خالد ولين)، بزوجها الأردني الذي كان ينتظرها بفارغ الصبر، لتقول في تصريحات صحفية في المطار “أخيرا أوصلت الأمانة (أولادي) إلى زوجي”، مضيفة أن وصولها “إلى الأردن بلد الأمان كان حلما وتحقق”.
وأضافت القصاص أن رحلتها من قطاع غزة مرورا بمصر إلى الأردن “كانت صعبة جدا ومنهكة جدا جدا ومليئة بالمعيقات”، موجهة الشكر للأردن ملكا وحكومة وشعبا ولكل من أسهم في وصولها وأطفالها إلى الأردن بسلام، حيث خصّت وزارة الخارجية الأردنية لتيسير أمورها وإصدار وثيقة سفر اضطرارية للعودة سريعا إلى زوجها.
وعبرت عن سعادتها بلقائها زوجها في عمّان، لكنها في الوقت ذاته حزينة أيضا لترك أهلها في غزة، حيث تقول إن “ظروف الحرب منعتها من وداع أهلها ما عدا والدها”.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، عبر منصة (إكس) إنه “بعد متابعة وجهود مستمرة من مركز عمليات وزارة الخارجية وشؤون المغتربين استطعنا، بحمد الله، تلبية مناجاة هذه الأم وأولادها وإخراجهم من قطاع غزة عبر معبر رفح، حيث استقبلهم فريق السفارة الأردنية لدى جمهورية مصر العربية الشقيقة أمام المعبر وتم إخلاؤهم إلى القاهرة وتأمين عودتهم إلى المملكة”.
وأضاف أنه “بعون الله سنستمر بتنفيذ توجيهات جلالة الملك حتى إخراج آخر أردني في غزة وتأمين عودته إلى المملكة”.
وقال، إن الوزارة “حددت مكان السيدة وتواصلت معها إلى حين إدراج اسمها في الكشوفات المسموح لها بمغادرة قطاع غزة، وأصدرنا لها وثيقة سفر اضطرارية، وجرى بالفعل إجلاؤها بالأمس إلى القاهرة ضمن مهام السفارة هناك وتأمين عودتها إلى الأردن”.
وأعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، الخميس، أنها حصرت أسماء 666 أردنيا في قطاع غزة، أجلي منهم إلى الأردن أو إلى بلدان أخرى 276 مواطنا تقريبا.
– “أكثر مرارة من مجازر صبرا وشاتيلا” –
القصاص، سردت، معاناتها في العبور من غزة إلى عمّان، حيث تقول “هاجرت وعائلتي من منطقة إلى أخرى، بداية من منزل أهلي في رفح أولا، ثم من منطقة إلى منطقة حتى وصلت إلى معبر رفح الحدودي مع مصر”.
وأوضحت أن “المشكلة كانت في عدم امتلاكي رقما وطنيا أردنيا ، إذ وافق القائمون على معبر رفح على عبور أبنائي من معبر رفح إلى مصر وأبقى دونهما في غزة”.
وأكدت أن الحكومة الأردنية عبر وزارة الخارجية أصدرت لها وثيقة سفر اضطرارية للذهاب إلى الأردن، موجهة الشكر للأردن ملكا وحكومة وشعبا.
ووصفت القصاص الأوضاع في قطاع غزة المحاصر بالأمر الفظيع، قائلة إن “ما ترونه في الإعلام لا شيء مما يحدث في غزة، فهناك مشاهد فظيعة أكثر مرارة من مجازر صبرا وشاتيلا”.
وبينت أن الانتهاكات الإسرائيلية كبيرة جدا فاختفت أحياء كاملة من قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع المحاصر، موضحة أن المنظمات الدولية لم تقدم المساعدة اللازمة للفلسطينيين في غزة.
وعن ممر صلاح الدين الأيوبي في غزة الذي أجبر الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين استخدامه للنزوح من شمال غزة إلى جنوبها، قالت القصاص إن “ممر صلاح الدين الأيوبي ليس آمنا كما يدعي الاحتلال الإسرائيلي، فإنهم لا يسمحون لأي شخص أن يلتفت خلفه ويطلقون النار على من يقف لإنقاذ أي مصاب”.
وسردت قصة مؤلمة لأب فقد طفلته ذات اليومين في هذا الممر، قائلة إن “الاحتلال أجبر أحد الآباء أن يضع طفلته ذات اليومين أرضا وأطلقوا النار عليها بدم بارد أمامه في مشهد يدمي القلب”، مضيفة “ما ذنبها أن تقتل أمام والدها ومن يتحمل المسؤولية في قتل هذه الطفلة البريئة”.
“النازحون من شمال غزة إلى جنوبها يجبرون على السير بين جثث الشهداء وبين المصابين بدون القدرة على تقديم العون لهم حتى إن كانوا من أقرب الناس إليهم”، وفق خلود التي تقول إن “الاحتلال يجبر النازحين على المشي بملابس داخلية وبدون أحذية لمسافات بعيدة جدا”.
وعن الأوضاع في غزة، قالت إن القطاع يعاني نقصا شديدا من أبسط مقومات الحياة من مياه للشرب والكهرباء والوقود، قائلة إن “الماء يصل مرة كل 10 أيام، والاتصالات ضعيفة جدا وتحتاج محاولات عديدة لالتقاط الخط”.
ودعت القصاص إلى إيقاف الحرب وإقامة هدنة كاملة وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه في غزة.
وفي حصيلة غير نهائية، أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، عن ارتقاء 11500 شهيد بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي، الأربعاء.