قال سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، إن اجتماعاته في سنغافورة تأتي في وقت صعب ومؤلم على المنطقة العربية وسط المشاهد التي تدمي القلب في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال كلمة سموه في مأدبة غداء رسمية أقامها رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ تكريما لسموه والوفد المرافق، حيث أكد فيها أنّ الخسائر في أرواح الابرياء فادحة، وأنّ المعاناة اليومية في القطاع لا توصف، والتدمير المعتمد ليس فقط للبنية التحتية الأساسية، وغنما امتحدت للثقافة والتراث ودور العبادة، وتحطيك أحلام وآمال أجيال بأكملها.

وتابع سموه، أنه يجب أن تتوقف إراقة الدماء، ويجب أن تنتهي المعاناة، ويجب أن يعود النازحون داخليًا، ويجب إعادة الحقوق المسلوبة.

وبين أن هذه الاوقات الحرجة تتطلب عملًا جماعيًا وتظافر القوى لتحقيق المصلحة العليا، وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال الالتزام المتساوي وغير الانتقائي بالقوانين والأعراف، وسط حاجة ماسة إلى أن تتغلب أصوات الحكمة والتعاطف على أصوات الانقسام واللامبالاة.

وتحدث سموه عن بذل جلالة الملك كافة الجهود من أجل إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة عبر كافة المنابر الدولية، وقبل خمس سنوات، أكد جلالته، في كلمته أمام المؤتمر الدولي “مجتمعات متماسكة” في سنغافورة، “أن الأزمة الأساسية في منطقتنا هي الحرمان الطويل من إقامة الدولة الفلسطينية، وأن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يغذي الفتنة والتطرف العالمي. وتثبت أعمال العنف السابقة والحالية أن هذا هو الواقع. إن حل الدولتين هو الطريق إلى الأمام، وهو الموقف الذي يدعمه كل من الأردن وسنغافورة”

واكدّ سموه أنّ الأردن، جنباً إلى جنب مع حلفائه وأصدقائه، لا يدخر جهدًا لتحقيق السلام والأمن الإقليميين، معبرًا عن تقدير الأردن لتصويت سنغافورة لصالح لمشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تقدم به الأردن، ولدعمكم لجهود الإغاثة الإنسانية في غزة.

 

وفي ما يلي نص كلمة سمو الأمير الحسين كاملة فيمستهل غداء عمل موسع استضافه رئيس الوزراء لي هسين لونغ:

بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا سعادة رئيس الوزراء على كلماتك الطيبة ودعوتك الكريمة.

أصحاب السعادة،

لقد حظينا بترحيب يملأه الدفء وكرم الضيافة منذ وصولنا إلى سنغافورة. إنه لشرف عظيم لي وللوفد المرافق أن أكون هنا في زيارتي التي طال انتظارها.

علاقاتنا الثنائية متجذرة بعمق في قيمنا المشتركة. يسعدني أن أرى صداقتنا تتعمق على مر السنين، وأن أكون هنا اليوم، حيث نعمل معًا من أجل تحسين وازدهار دولنا، وهو هدف مركزي نسعى إليه بكل جد من أجل شعوبنا.

نجتمع اليوم في وقت صعب ومؤلم لمنطقتنا. إن المشاهد التي نراها في في غزة تدمي القلب، والخسائر الفادحة في أرواح الأبرياء، والمعاناة اليومية التي لا توصف، والتدمير المتعمد ليس فقط للبنية التحتية الأساسية، ولكن أيضًا للثقافة والتراث ودور العبادة، إضافة إلى تحطيم أحلام وآمال أجيال بأكملها.

يجب أن تتوقف إراقة الدماء. ويجب أن تنتهي المعاناة. ويجب أن يعود النازحون داخلياً. ويجب إعادة الحقوق المسلوبة.

تتطلب هذه الأوقات الحرجة عملًا جماعيًا وتظافر القوى لتحقيق المصلحة العليا، وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال الالتزام المتساوي وغير الانتقائي بالقوانين والأعراف الدولية. إننا في حاجة ماسة إلى أن تتغلب أصوات الحكمة والتعاطف على أصوات الانقسام واللامبالاة.

بذل جلالة الملك كافة الجهود من أجل إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة عبر كافة المنابر الدولية. وقبل خمس سنوات، أكد جلالته، في كلمته أمام المؤتمر الدولي “مجتمعات متماسكة” في سنغافورة، أن الأزمة الأساسية في منطقتنا هي الحرمان الطويل من إقامة الدولة الفلسطينية، وأن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يغذي الفتنة والتطرف العالمي. وتثبت أعمال العنف السابقة والحالية أن هذا هو الواقع. إن حل الدولتين هو الطريق إلى الأمام، وهو الموقف الذي يدعمه كل من الأردن وسنغافورة.

إن الأردن، جنباً إلى جنب مع حلفائه وأصدقائه، لا يدخر جهداً لتحقيق السلام والأمن الإقليميين. وهنا، أود أن أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن تقدير الأردن لتصويت سنغافورة لصالح لمشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تقدم به الأردن، ولدعمكم لجهود الإغاثة الإنسانية في غزة.

وعلى المستوى الثنائي، يسعدني أننا نشهد فرصًا جديدة من شأنها أن تتيح المزيد من التعاون والتنسيق بين بلدينا، والتي تغطي مجموعة واسعة من المجالات.

الأردن حريص على تبادل المعرفة مع سنغافورة، والتي تحظى بنموذج يثير الإعجاب في التحديث. لقد كانت هذه الرحلة غنية ومثمرة، وأنا أتطلع إلى تسخير اجتماعاتنا لدفع النمو والتقدم وتمكين الشباب الذين هم عماد القوى العاملة في المستقبل.

“أتمنى أن يجلب لنا هذا العام السلام والوئام بينما نقوم بواجبنا الجماعي في خدمة الإنسانية”.