مرايا – اقام منتدى الاطباء الكتاب الاردنيين بالتعاون مع جمعيه الأطباء الرواد وجمعيه اطباء خريجي اسبانيا في نقابه الاطباء امسية بعنوان تعريب التعليم الطبي في الوطن العربي ضرورة تعليمية وقومية وحتمية، حاضر فيها وزير الصحة الاسبق الدكتور زيد حمزه وذلك في قاعة المحاضرات الرئيسية في مستشفى الاستقلال.

وقال الدكتور حمزه ان التعليم في بلادنا باللغة الانجليزية او الفرنسية او غيرها من اللغات الأجنبية ليس ارتقاء بمستوى الطلاب بل طعنة في مبادئ التعليم الجامعي وأي تعليم على الاطلاق، والذي ينبغي ان يكون بلغه الأم.
واضاف هل يعقل أنه بعد مائتي عام تقريبا من انشاء أول كليه طب في بلد عربي وكانت في القاهره عام 1834 ميلادي وكانت باداره الفرنسي كلوت بيك، كان التدريس باللغة العربية وباصرار من هذا الأستاذ الفرنسي، واستمر الوضع كذلك الى ان دخل الجيش الانجليزي مصر وقمع ثوره عرابي وعندها أمر بتغيير لغة التدريس في كلية الطب من العربية الى الانجليزية، وليس مصادفه بعد ذلك مباشرة ماجرى في بلد عربي آخر من قبل جامعة اجنبية هي الامريكية في بيروت التي كانت تدرس الطب بالعربية منذ انشائها في ستينات القرن التاسع عشر. واضاف أن جميع دول العالم قامت بتحويل التعليم الى اللغة الوطنية حتى دولة الاحتلال الصهيوني.
واوضح أن النقاشات حول هذه ” المعضله ” استمرت عند انشاء المجلس الطبي العربي ومن ثم المجلس الطبي الاردني، والأمتحانات بموجب قوانينها.
وتسائل لماذا وتم وضع عراقيل وصعوبات جمه في وجه الحلول ” اللغويه ” ووقعت مظالم متنوعة على طلابنا وما حدث لهم جراء هذه العراقيل من ” تسقيط ” وتطنيش واحباط واهانات وهم كانوا فقط يطالبون اسخدام اللغة التي يفهمونها بلغتهم وليس اللغة الاجنبية ( الانجليزية ) ومع ذلك كان الرفض، ولم يلبثوا امام اصرار المطالبين ان أصبح بالعربية أيضا.
وبين أنه خلال عقد من الزمن سبق ثمانينيات القرن الماضي وبناء على الحاح من اتحاد الاطباء العرب واقتناع من بعض وزارات الصحة العربية انضم اتحاد الجامعات العربية لقافله المطالبين بتعليم الطب باللغة العربية، وأغرب الامور ان اساتذة الطب في الجامعة الامريكية في بيروت كانوا من أكثر المتحمسين لذلك، وبعدها تحركت الجامعة العربية وبعدها تحركت الحكومات بضغط من بعض وزراء فيها، وتجاوب مجلس وزراء الصحة العرب ومجلس وزراء التعليم العالي العرب ولبوا جميعا الدعوة للمصادقه على التقرير النهائي ( الملف الكامل ) لمشروع تعليم الطب باللغة العربية في جميع انحاء الوطن العربي التي وضعت لجان مختصة من اكبر اساتذة الطب العرب والذي استغرق اعداده سنوات عديدة وسوف يستغرق تطبيقه حوالي عشر سنوات.
وبين ان دمشق هي. العاصمة العربية الوحيده التي التي يتم تدريس الطب فيها باللغة العربيّة التقت الوفود الممثله لجميع الاطراف التي ذكرت آنفا وتم اقرار الخطة الكاملة للمشروع، وحملتها معها الى حكوماتها كي تشرع في تطبيقها تدريجيا ابتداء من السنه الاولى في كليات الطب متدرجة سنة بعد اخرى حتى السنة النهائية بعد سته سنوات حسب البرنامج المعتاد، لكن لسوء الحظ انه بعد ان انتهى الاجتاع في دمشق وعاد الوزراء المعنيون الى بلادهم حدث صمت مطبق على الموضوع، واختفى الحديث عنه تماما من كل وسائل الاعلام او الأوساط الأكاديمية.
وأضاف الدكتور زيد حمزه ان من عدم الانصاف وضع كل اللوم على الاطباء.
وخلال المحاضرة التي أدارها رئيس جمعية الأطباء الرواد د.نعيم ابونبعة جرى نقاش مطول مع الحضور حول اهميه التعليم الطبي في الوطن العربي بلغه الام ” اللغة العربية.