مرايا – أحيا حزب البناء الوطني مساء أمس الإثنين الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، وقام بتكريم عدد من المعلمين القُدماء ومرشحي الحزب للإنتخابات النيابية.
وقال الأمين العام للحزب معالي الدكتور بركات عوجان: نحمد الله أننا عِشنا كرامتين.. يوم الكرامة الأردني في شهر آذار 1968، التي خاضها الجيش الأردني بكل بأس وقوة، والكرامة الثانية كانت في 7 أكتوبر 2023، والتي خاضها المقاوم الفلسطيني بكل كبرياء وتضحية. فإذا تحدَّث الزِناد تصمت الألسنة والحناجر. إلا بالدعاء إلى الله سبحانه أن ينصر المقاومة وأن يُلهمهم الصبر، وأن يرحم شهدائهم.
وأضاف: هناك مصطلحات سقطت سقوطاً ذريعاً كمصطلح الشرعية الدولية، ومصطلح حقوق الإنسان. لأنهما كانا شكلاً مُنمَّقاً وجميلاً للإستعمار، فقرارات الشرعية الدولية (مجلس الأمن)، والجمعية العامة، قرارا وراء قرار، ورغم ذلك إسرائيل تضرب بها عرض الحائط. وقرار واحد بحق العراق دخلت ثلاثين دولة في هذا البلد وهدمته. والإعلان العالمي لحقوق الإنسان صاغته الدول الأوروبية وأمريكا. لا يوجد حقوق إنسان. وهذا الذي يحدث حالياً، فمن يُقتل الآن في جنوب لبنان ومن يُقتل في غزة على أيدي صهيونية لكن بسلاح أمريكي.
وأوضح عوجان أنَّ الصراع العربي الإسرائيلي (القضية الفلسطينية) ليس كما يظن الكثير بأنها منذ عام 1948، بل هي منذ عام 1887، بمعنى مؤتمر (بازل)، حيث كان هناك نص واضح لم نفهمه صح، وهو “إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين بمظلة عالمية”، بمعنى أنَّ القانون العالمي معهم، وهذا ما يعملون عليه. وكل الجمعيات والمحاكم الدولية بيد إسرائيل. فالصراع قديم، والدول العربية بعمومها هي دول كرتونية وليست حقيقية، لأننا تمَّ تأسيسنا قسريَّاً وليس بإرادتنا، فبعد الحرب العالمية الأولى تم تأسيس الدول العربية، فالذي قسَّمنا فعلاً بريطانيا وفرنسا (سايس بيكو) وبمباركة من روسيا وبحضور ايطالي. ومؤتمر (سان ريمو) و(لوزان) كلها تقسيم للعرب. لأنَّ العرب كانوا مُغيَّبين تماماً.
وذكر د. عوجان أنَّ المقاومة عندما بدأت 7 أكتوبر، لم يأتِ ذلك من فراغ، هناك طُغيان يهودي على بيت المقدس. مؤكداً على أنّٓ الأمة مُبتلاة ببعض ساستها ومُثقَّفيها وفُقهائها. وما فعلته المقاومة في غزة جعلت القضية الفلسطينية عنوان. وكان هناك صمت عربي مُريب. والكيان الصهيوني ليس دولة، فهو مشروع إستعماري إستيطاني، إعتماده مادياً على الغرب وأمريكا، وجبهته الداخلية غير متماسكة، فالمجتمع الداخلي الإسرائيلي غير متماسك لأن أفراده جاؤوا من بلاد مختلفة، وهذا يعني أنَّ الإنهيار سهل جداً. ولا يوجد شرعية لإسرائيل، لذلك ثِقوا تماماً أنَّ إسرائيل لن تبقى. واليهود لن يمكثوا كثيراً لأنهم ليسوا أصحاب حق.
وقال عوجان: ونحتفي اليوم أيضاً بالمعلمين، فهم سدنة الخير، وقادة العلم، ويجب أن نتذكَّر المعلم في كل الأوقات، ومن لا يُحافظ على فرسانه المعلمين لا يحفظ قدر نفسه على الإطلاق. فكل عام ومعلمينا بألف خير، فهم فرسان هذا الوطن. وتكريمهم هو إحياء لفضيلة الوفاء، والشعب الذي ليس عنده وفاء ليس لديه خير.
كما إنّٓ تكريم كوكبة من أبناء حزب البناء الوطني على ما قدموه أثناء الإنتخابات النيابية، على ما بذلوا من الجهود الطيبة والمباركة، وهؤلاء أبناءنا يجب أن نُكرمهم، فهم يمثِّلون عنواناً كبيراً لحزبنا.
وطرح معالي الأمين العام مُقترحاً بإقامة مؤتمراً وطنياً لقراءة الواقع الثقافي الأردني.. يُقيمه ويُديره حزب البناء الوطني.. تعميق وتجذير العمل الثقافي، تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إعادة العمل بصندوق دعم الثقافة وبرؤية جديدة، وتوفير مناخ مناسب للإبداع.
وفي كلمة له، قال معالي الدكتور صلاح جرار أنه سعيد بلقاء هذه النخبة الطيبة من أهل العلم والثقافة في هذا اليوم وهذه المناسبة العزيزة علينا جميعاً وهي الذكرى الأولى لطوفان الأقصى المجيدة، والتي أنجزت فيها المقاومة إنجازاً كنا ننتظره منذ عقود، وكشفت الوجه الحقيقي للعدو الصهيوني. وكل أُمم الكُفر من الغرب تزوِّده بالأسلحة، وطائرات متقدمة، وصواريخ تزن أطنان وتُلقى على الأطفال والنساء والمستشفيات وحتى الطواقم الطبية والإسعاف، وفي لبنان كما نسمع.
وأضاف جرار: نحن قصَّرنا في حق أنفسنا كثيراً، وهذا العدو الذي بجانبنا كان يبني ويُطوِّر ويُعِد نفسه، ونحن نراه يفعل ذلك ولكننا لم نفعل شيئاً لنرُدَّ شرَّه عنا. وبطائراته كما ترون يستطيع أن يُسيطر على كل الأجواء العربية والإسلامية، ولا أحد يستطيع الإعتراض عليه. وهذا الدرس المهم الذي يجب أن نتعلَّمه، ويجب أن نعود لأنفسنا ونبني أنفسنا، ونبني طاقاتنا وقُدراتنا التي نفتخر بها. والتي نستطيع من خلالها أن نبني نهضة حضارية كبيرة نتغلب بها على كل الأعداء.
وبيَّن د. جرار بأنه عمل في عدة مناصب كان آخرها رئيساً لفريق المناهج ولعدة مرات، وقد تقدَّم باستقالته لأنه وجد إعوجاجاً في الأمر، ولم يجد أنَّ هناك جدية في إنجاز مناهج تخدم قضايانا الوطنية وتخدم إنساننا الأردني وإنساننا العربي. وكانت المناهج فيها شُبهة لذلك قدَّمت إستقالتي وانسحبت. موضحاً أننا بحاجة إلى يقظة، وإلى وعي، وأن نتنبَّه جميعاً.. معلمين ومشرفين وكل من له صلة بالعمل التربوي أن ينتبه إلى خطورة المناهج.
وفي نهاية الحفل تم تكريم عدد من المعلمين القدامى وفي مقدمتهم معالي الدكتور صلاح جرار، وعدد من المُرشَّحين للإنتخابات من أعضاء الحزب بدروع تذكارية.