مرايا – توعد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة “حماس”، بإفشال “صفقة القرن”، وخطة واشنطن نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، مشددًا على أن إعلان ترمب المدينة عاصمة للكيان الصهيوني “جريمة لن تمر”.
وقال مشعل خلال ندوة نظمتها جامعة “السلطان محمد الفاتح الوقفية” في إسطنبول: إن القرار الأمريكي بافتتاح سفارة واشنطن في القدس في مايو المقبل “هو إمعان بالخطيئة والجريمة من الإدارة الأمريكية”.
وأشار إلى أن هذا الموقف استمرار لما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من أسابيع (في 6 ديسمبر/كانون أول الماضي)، وهو مقدمة للإعلان عن صفقة القرن، التي تعني تصفية القضية الفلسطينية.
وأدان مشعل الموقف الأمريكي، مشددا على عدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية وقضية القدس، “فالقدس عاصمتنا الأبدية، وقلبنا وروحنا وحاضرنا ومستقبلنا، كما كانت ماضينا”.
وقال: “القرار الأمريكي سيظل زوبعة في الفنجان، ونحن أصحاب الحق”، مطالباً دول العالم بالوقوف معنا، وأن تدين الموقف الأمريكي، وأن لا يسمح له بالتطبيق.
وحول موقف تركيا؛ أشار إلى دور أردوغان في عقد القمة الطارئة لدول مجلس التعاون الإسلامي، في إسطنبول في 14 ديسمبر الماضي، بمشاركة 16 زعيمًا، إلى جانب رؤساء وفود الدول الأعضاء.
وقال: “نريد من تركيا مواصلة مواقفها، وأن يتحول للموقف الرافض، لإجبار الإدارة الأمريكية على التراجع، وأن تعمل على الأرض لتعزيز أهل القدس، واستمرار الجهود لكسر الحصار عن غزة”.
وأضاف مخاطباً تركيا: “اليوم القدس تحتاج ..أموالكم وجهودكم ومؤسساتكم الرسمية والشعبية، القدس قلبنا النابض، وهي عبر التاريخ مقياس نبض الأمة، هناك تصفية للقضية ولكن على الأرض هناك أحرار، والتاريخ التركي العثماني له باع طويل في القدس وفلسطين”.
وأشار إلى أن أميركا لم تكتف بمناصرة “إسرائيل” وإعطائها السلاح القاتل وحمايتها بالأمم المتحدة ومجلس الأمن وبالفيتو، “بل اليوم يريدون تصفية القضية الفلسطينية، ترمب يظن نفسه إلهاً، إن قال كلمة فعلى العالم أن يستجيب لها”.
وأضاف “أقول من هنا، صفقة القرن ستفشل وسنفشلها، والقدس لن تكون إلا فلسطينية عربية مسلمة، لا حق للصهاينة فيها، نحن وإخواننا المسيحيون، هم شركاء لنا، ولهم فيها تاريخ ضمن مظلتنا العربية”.
وشدد القيادي الفلسطيني على أن “خذلان أهل فلسطين والقدس جريمة كبرى، والجريمة الأكبر التواطؤ على القدس والأقصى، والتاريخ سيسجل من وقف مع القدس والأقصى بأحرف من نور، ومن وقف ضدها ستكون له صفحات سوداء في التاريخ”.
ونبه إلى أن “جراح الأمة كثيرة، الجرح السوري ينزف من سبع سنوات، ونرى ما يجري في الغوطة من حصار وتجويع وقتل، والعالم يتفرج، ندين هذه الجرائم، فهم أهلنا ولا يستحقون هذا القتل والتدمير بعد الجوع والحصار”.
وانطلقت اليوم في مدينة إسطنبول، فعاليات ندوة اللجوء والحرب والفقر، بتنظيم من جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية، وجمعية “دنيز فنري” التركية الخيرية الأهلية، وذلك على مدار يومين.
وتتضمن الندوة عدة جلسات عن الفقر والحرب واللجوء وما يتعلق بها من تأثيرات مجتمعية، وتحديات التعليم والصحة للاجئين، وتقديم الخدمات لهم، والمؤسسات العامة التي توفر لهم الخدمات.
وتشارك في الندوة مؤسسات حكومية تركية، وجهات أهلية محلية ودولية، كما تضمنت إلقاء كلمات عديدة، من الجهات المنظمة، ورؤساء منظمات تركية مشاركة في الندوة.