العبادي يغمز من قناة الروابدة وحسان يستقبل الهجوم بصمت
شخصية ثقيلة “الفرامة ” هي الاجابة على البيانات الساخنة
ترقب لما بعد الدورة العادية للبرلمان مع تعاظم اشارات التغيير
مرايا – شؤون سياسية – لا يحتاج سياسي عتيق بوزن ممدوح العبادي الى كثير عناء , كي يرسل اشارات مناكفة لطبقة الحكم , حتى لو كان الفضاء جاهة عرس , او حديث عزاء , فالنقيب الاسبق للاطباء خبير استثنائي في توجيه الابصار بحكم عمله طبيباً للعيون ووزيرا للصحة وكان الرجل الثاني في مجلس الوزراء القائم .
العبادي ومن خلال رده على طلب الدكتور عبد الرؤوف الروابدة الصيدلاني العتيق في جاهة ابن الزميل احمد الوكيل خاطب الروابدة قائلاً ” يا جبل ما يهزك ريح ” جملة الرئيس الراحل ياسر عرفات الخالدة , في اشارة الى حادثة استقالة نجل الروابدة , عصام من الديوان الملكي , بما يشبه الاقالة كما تؤكد مصادر عديدة كان آخرها غمزة العبادي .
مناكفات رجال الدولة واستخدام الاسلحة اللفظية باتت منتشرة بكثرة ولا تحتاج الى تراخيص من الجهات المختصة ، فالحرب بين اركان طبقة الحكم مستعرة اليوم , وسط اغلاق اذان من الجالسين على مقاعد المسؤولية الذين يمعنون في عدم الاستماع لاوجاع الناس ومطالبهم ، بل ان شخصية سياسية من العيار الثقيل أجابت على سؤال عن مصير الكثير من الرسائل والبيانات التي تنتقد الوضع القائم “في الفرامة” اي في سلة النفايات ، مما يشير تماما بادارة ظهر رجال الدولة لمطالب الناس واقتراحاتهم .
حرب التصفيات السياسية باتت الاكثر انتشاراً في اوساط النخبة طبعا باسناد من مواقع اعلامية تلتقط اقل ايماءة او اشارة اذا لم تكن اصلا مدعومة او متواطئة مع هذه الشخصية او خصمها ، لكن اشارة العبادي الأخيرة تكشف حجم غضب الرجل على طريقة اخراجه من الحكومة التي تشبه الى حد كبير رائعة الروائي ماركيز ” قصة موت معلن ” فالرجل ومعه معظم الشارع السياسي كان يعرف انه خارج الحكومة في التعديل الاخير .
تصفيات من كل صنف تبدأ بالذبح الاعلامي ولا تنتهي بالاقصاء السياسي فالرجل الثالث في الحكومة كان على موعد مع قصف مركز حتى قبل جلوسه على المقعد الحكومي قادماً من ” المقر السامي ” باعتباره استمراراً “لنهج الليبراليين” لكن المسكوت عنه ان خشية عميقة من تطور مكانته الحكومية هي التي فتحت النار عليه مبكراً ، فالشاب” جعفر حسان ” يحمل صفات اقتصادية تؤهله لشغل منصب رئيس الوزراء المتنازع عليه اليوم اكثر من اي وقت مضى مع اقتراب نهاية الدورة العادية لمجلس النواب وتراجع شعبية الحكومة مع ظلال الظرف الصحي للرئيس الذي حمته يداه ومرافقوه من السقوط خلال ادائه واجب العزاء في الزميل فهد الفانك مما سمح بارتفاع دائرة التأويل.
طبقة الحكم تمارس اليوم ادواراً متباينة لكنها مجمعة على الابتعاد عن اسناد القائمين في المسؤولية وعدم تقديم اي دعم لهم بل ان ثمة صيغة شماتة تفوح من احاديثهم حيال تشخيص الازمة العابرة للحكومة الحالية الى الحد الذي دفع بنائب من العيار الثقيل الى رفض الخروج الى الناس قائلاً ” خليهم يقلعوا شوكهم بايدهم ” فأنا لن اتحدث لأدعم أحدا بعد ان خذلوني في كل شيء .
الواضح ان رسائل النقد وتصريحات ادارة الظهر ليست غائبة عن ذهن صانع القرار الذي يرقب المشهد بعين مختلفة هذه الفترة بانتظار نهاية الدورة العادية وانضاج قانون انتخاب جديد سيكون عنواناً لمرحلة متجددة قابلة لانتاج نخبة جديدة واستجابة اجزاء من النخبة الحالية لشروط المرحلة القادمة .
مشهد طبقة الحكم اليوم يكشف مدى انعزال هذه الطبقة وانشغالها بالنكايات والحفاظ على المواقع وعكس ذلك فان الغمز واللمز هو مفتاح التصفيات .
عن الانباط