مرايا – شؤون عالمية – تتابع إعلان المواقف الدولية حيال الضربة الثلاثية (المحدودة) التي نفذتها واشنطن ولندن وباريس ضد سورية فجر اليوم السبت.
وتباينت هذه المواقف بين مؤيد للضربات ورافض ومستنكر لها ومحايد.
وتاليا أبرز هذه المواقف الدولية..
الديمقراطيون يشترطون موافقة الكونجرس المسبقة
دعت المعارضة الديمقراطية في الكونجرس الاميركي إلى الموافقة المسبقة على أي عمل عسكري لاحقا والتصويت في الكونجرس.
وكان الرئيس الاميركي دونالد ترمب صرح بأن “الضربات الدقيقة” يمكن أن تتواصل “إلى أن يكف النظام السوري عن استخدام عناصر أسلحة كيميائية”، لكن زعيمة الاقلية الديمقراطية في الكونغرس نانسي بيلوسي دعته الى تقديم خطة مفصلة إلى الكونجرس اذا كان يريد توسيع عمله العسكري.
وقالت في بيان ان “ليلة من الضربات الجوية لا يمكن أن تكون بديلا لاستراتيجية متماسكة، وأن على الرئيس ان يأتي الى الكونجرس ليطلب موافقة جديدة على استخدام القوة العسكرية وتقديم مجموعة واضحة من الأهداف”.
واعتمدت القوات الاميركية في السنوات الأخيرة في عملياتها ضد المجموعات المتطرفة على موافقة تحمل اسم “إذن لاستخدام القوة العسكرية”، صوت عليها الكونغرس بعد اعتداءات 11 ايلول 2001
وقال السناتور تيم كاين، ان الضربات “غير مشروعة، وما يجب ان يفعله الكونغرس هو عدم إطلاق يد هذا الرئيس ليحارب أي أشخاص وكيفما اتفق”، داعيا الى وضع حدود واضحة قبل ان يبدأ حربا اخرى”.
الناتو
أكد حلف شمال الاطلسي (ناتو) في بيان في بروكسل دعمه للضربات التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سورية.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في البيان “ادعم التحركات التي قامت بها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ضد منشآت وقدرات النظام السوري للاسلحة الكيميائية”.
واضاف ان هذه الضربات “ستقلص قدرة النظام على شن هجمات اخرى على الشعب السوري باسلحة كيميائية”.
وتابع ستولتنبرغ أن “الحلف دان دائما لجوء سورية باستمرار إلى أسلحة كيميائية” معتبرا ذلك “انتهاكا واضحا للمعايير والاتفاقات الدولية”. وأكد أنه “يجب أن يحاسبوا على فعلتهم”.
ولاحقا أعلن الحلف، الذي لا يشارك بشكل مباشر في عمليات التحالف الدولي في سورية، عن اجتماع لسفراء الدول الاعضاء في مقره في بروكسل بعد ظهر السبت.
وقال ان هدف الاجتماع هو اتاحة الفرصة لفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لاطلاع مجلس الحلف على التطورات الاخيرة في سورية.
الصين تعارض “استخدام القوة”
أعلنت الصين السبت معارضتها “استخدام القوة” عقب الغارات الجوية، داعية للعودة “إلى إطار القانون الدولي”.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينغ في بيان “نعارض بشكل ثابت استخدام القوة في العلاقات الدولية وندعو إلى احترام سيادة واستقلال وسلامة أراضي جميع الدول”.
المعارضة البريطانية تشترط
قال زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربين، أنه كان يجب على رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، الحصول على موافقة البرلمان قبل إصدار أمر بتوجيه ضربات صاروخية على سورية.
وأضاف أن “القنابل لن تنقذ الأرواح أو تجلب السلام. هذا العمل المشكوك فيه قانونيا يخاطر بمزيد من التصعيد”.
وتابع كوربين: “يجب أن تلعب بريطانيا دورا قياديا تجاه وقف إطلاق النار في الصراع وأن لا تتلقى تعليمات من واشنطن وتعرض حياة أفراد في الجيش البريطاني للخطر”.
روسيا: انتهاك للقانون الدولي
وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الضربات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة على سورية بمشاركة فرنسا وبريطانيا، بأنها “انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
جاء ذلك في أول رد فعل للرئيس الروسي على الضربات الغربية الثلاثية التي استهدفت فجر اليوم مواقع للنظام السوري.
ودعا بوتين في تصريحات نقلتها قناة “روسيا اليوم” إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث تلك الضربات.
وقال إنه “بتلك التصرفات تتسبب واشنطن فقط في موجة جديدة من طالبي اللجوء في سورية والعالم ككل”.
وأضاف أن الدول الغربية نفذت الضربة على سورية، رغم أن الهجوم الكيميائي المزعوم لم يؤكده العسكريون الروس وسكان دوما السورية أنفسهم.
وحذر بوتين من أن “هذا التصعيد المحيط بسورية يؤثر تأثيرا مدمراً في منظومة العلاقات الدولية بأسرها”.
وأشار إلى أن “التاريخ سيضع النقاط على الحروف، كما سبق له وسجل لواشنطن حملها الثقيل إثر ارتكابها المجازر بحق يوغوسلافيا والعراق وليبيا”.
كندا تؤيد
قال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو أمس إن بلاده تؤيد تماما الضربات الجوية الأميركية في سورية وتدين كل أشكال استخدام أسلحة كيماوية وستواصل دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة في سورية.
وقال ترودو في بيان إن “كندا تدعم تماما التحرك المحدود والمركز الذي قامت به الولايات المتحدة لتقليل قدرات نظام الأسد على شن هجمات بأسلحة كيماوية ضد المدنيين الأبرياء ومنهم الأطفال”.
وتابع يقول “لا يمكن تجاهل استخدام الرئيس الأسد أسلحة كيماوية ولا الجرائم التي ارتكبها النظام السوري ضد شعبه”.
تركيا ترحب
قالت أنقرة أنها ترحب بالعملية العسكرية التي “ترجمت مشاعر الضمير الإنساني بأسره في مواجهة الهجوم الكيماوي على دوما”. وقالت أن الضربات الصاروخية الموجهة للنظام السوري بعد هجماته الكيميائية لن تساهم بحل المشاكل في سورية ومن الواضح أنها لن تحقق أي نتائج.
المفوضية الأوروبية: حل سياسي
دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى حل سياسي تفاوضي بسورية تحت رعاية الأمم المتحدة، وذلك عقب الضربات العسكرية بقيادة الولايات المتحدة فجر اليوم.
جاء ذلك في بيان صادر عنه، تطرق خلاله إلى استخدام النظام السوري الأسلحة الكيمائية.
وقال يونكر، إن النظام السوري لم يستهدف المدنيين بالأسلحة الكيمائية للمرة الأولى، مشددا على وجوب أن يكون هجوم “دوما” هو الأخير.
وأشار إلى أنه يقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية تحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية ومحاسبتهم.
ولفت يونكر إلى أن الاتحاد الأوروبي يدين بأشد العبارات استخدام الأسلحة الكيمائية.
وشدد على وجوب أن تبذل كل الأطراف بسورية جهودها من أجل التوصل إلى حل سياسي تفاوضي تحت رعاية الأمم المتحدة.
منظمة “الأسلحة الكيميائية” ستواصل التحقيق
أعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية السبت ان بعثتها الى دمشق ستواصل مهمة التحقيق في هجوم كيميائي مفترض في دوما رغم الضربات الجوية الغربية في سورية.
وقالت المنظمة في بيان مقتضب “إن فريق المحققين التابع لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية سيواصل مهمته في الجمهورية العربية السورية لإثبات الحقائق حول مزاعم باستخدام الاسلحة الكيميائية في دوما”.
ألمانيا: مع الضربة و”الحل السياسي”
قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس إن الهجوم المحدود “كان إشارة مناسبة ومطلوبة”، داعيا إلى حل سياسي لتحقيق السلام في سورية.
وفي بيان نشره الموقع الرسمي للخارجية الألمانية، قال ماس: “طوال سبع سنوات من الحرب في سورية، لاحظنا جميعًا أن نظام (بشار) الأسد ارتكب جرائم حرب، واستخدم الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين”.
وأضاف: “ينظر لاستخدام الأسلحة الكيماوية دوليًا على أنه جريمة حرب، ويجب ألا تمر بلا عواقب”.
ولفت الوزير الألماني إلى أن “القرارات الروسية عطّلت مجلس الأمن فيما يتعلق بالمسألة السورية، لأشهر، بما في ذلك ملف استخدام الأسلحة الكيماوية، ولم يعد المجلس قادرا على أداء واجباته”.
ومضى قائلا “في هذا الإطار، كان الهجوم المحدود “اشارة مناسبة ومطلوبة”.
واستطرد قائلا إن هذا الهجوم “يساهم في جعل تكرار هذه المعاناة في المستقبل، صعبا”.
ماس أشار أيضا إلى أن بلاده “تتفق مع الدعوة لتكليف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية باجراء تحقيق شامل ومستقل في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية”.
وتابع “في الوقت نفسه. فإن هذا الصراع وتطوراته ومداه يعلمنا أن الحل السياسي هو الوحيد القادر على تحقيق سلام دائم”.
إسرائيل تبرر الضربة وتغلق المجال الجوي في الجولان
اعتبرت اسرائيل السبت ان الضربات الاميركية والفرنسية والبريطانية على سورية “مبررة”، قائلة ان النظام السوري يواصل “اعماله المجرمة”. وأغلقت المجال الجوي فوق الجولان المحتل.
قالت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، على موقعها الإلكتروني “أغلقت إسرائيل المجال الجوي فوق مرتفعات الجولان صباح اليوم السبت عقب الضربة الغربية في سورية”.
وأضافت: “تم إبلاغ شركات الطيران بأنه لا يسمح لها بالسفر جواً في المنطقة على ارتفاعات تفوق 5000 قدم”، دون مزيد من التفاصيل.
وتابعت الصحيفة “ستبقى الأجواء الجوية مغلقة حتى نهاية نيسان الجاري”.
ومن جهتها قالت مصادر عسكرية إسرائيلية للإذاعة الإسرائيلية إن “إسرائيل لم تشارك في الهجوم، إلا أنها مصممة على الحفاظ على مصالحها بعدم إقامة قواعد إيرانية في سورية قد تستهدفها”.