قوات اسلامية الى سورية ومشروع سلام في اليمن
تهديد أمريكي معلن لطهران وجماعة الحوثي لإراحة السعودية
إيران تعلن جاهزيتها لصفقة البرنامج النووي مقابل الحوثي والنفوذ في سورية

مرايا – شؤون سياسية – ساعات فقط بين انتهاء “قمة القدس” في مدينة الظهران السعودية, وتصريحات كاشفة أطلقها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حول استعداد بلاده لإرسال قوات إسلامية إلى سورية لمحاربة الإرهاب والعرض ما زال قائمًا حسب منطوق الوزيرالطازج جدا كرئيس للدبلوماسية العربية, ولم تتوقف التنزيلات السياسية عند حدود سوريا, بل أكمل الجبير “الأوكازيون السياسي” بأن بلاده لا تريد الحرب في اليمن وأن توقف الحرب التي تقودها السعودية مرتبط بالحوثيين, الذين جاءت استجابتهم بأسرع من المتوقع وعلى لسان المبعوث الدولي الى اليمن غريفيث الذي قال: الحوثيون أكدوا لي انهم يريدون نهاية الحرب, وأنهم سيتعاونون مع الأمم المتحدة, التي أعلنت عن مفاوضات خلال شهرين لحسم النزاع في اليمن الذي كان سعيدا .
تطورات اليوم الاول بعد القمة العربية تكشف ان جولة ولي العهد السعودي الخارجية التي شملت العاصمة واشنطن وعواصم اوروبية نافذة , كانت للتجهيز لهذا اليوم , فاللهجة الامريكية ارتفعت وتيرتها حيال ايران وجماعة الحوثي وعلى لسان مندوبة الولايات المتحدة في الامم المتحدة هيلي , والتي قالت فيها , ان ايران وجماعة الحوثي بحاجة الى فهم جديتنا في السلام وهذا لا يعني عدم اتخاذنا تدابير اخرى .
فالتهديد واضح وليس خافيا ان واشنطن باتت اقرب الى تمكين الرياض من أخذ دور الريادة العربية والاسلامية بعد ان بات العجز المصري واضحا في هذا المجال , وبعد الخطوات الاجتماعية الصارمة التي اتخذتها السعودية حيال الانفتاح الاجتماعي والذي يتطلب رفع المستوى الاقتصادي للمواطن السعودي كما يقول القائد الاعلامي غير الرسمي لماكينة واشنطن الاعلامية البرتوا فرنانيدز الذي كان ضيفا امس الاول على مائدة محمد العجلوني احد كبار المستثمرين في الاعلام ومالك قناة الاردن اليوم الفضائية .
إنجاح السعودية كقائد للقمة العربية ظهر سريعا من الادارة الامريكية والامم المتحدة , فالنشاط سرعان ما دب في اوصال الازمات العربية المجاورة للسعودية والتي تستنزف موارد الدولة الغنية والنفطية التي مارست مؤخرا ولاول مرة سياسة الضرائب على مواطنيها والمقيمين بشكل قاس , مما يربك الصورة السعودية ويرهق قادتها على المستوى الداخلي في ظل مسافات سريعة تقطعها السعودية للالتحاق بالركب الكوني المدني وتحجيم نفوذ الوهابية الدينية التي سلبت المجتمع المدني السعودي كل حقوقه وانتجت قطعان الارهاب المتوحش , اضافة الى ان الشراكة التجارية السعودية مع واشنطن باتت مرتفعة جدا , مما دفع واشنطن الى مزيد من الحرص على الاموال السعودية وعدم هدرها في حرب لا طائل من نتائجها وستربك واشنطن وتربك القيادة السعودية التي تخشى انفجار ثورات غضب شعبية في مناطق الفقر السعودي .
طهران ردت على التهديدات الامريكية والافصاحات السعودية المتأخرة من بوابة مصالحها الذاتية فقط ومن بوابة برنامجها النووي الذي نجحت في تنفيذه من خلال العبث بالواقع الاقليمي العربي , مهددة ايضا بأن الاقتراب من برنامجها النووي يعني ان العالم سيرى ردود فعل ايرانية لا تسرّه , ولعل عقلا عربيا يقرأ هذا التصريح كي يعرف اولويات طهران ومدى استثمارها في الازمات العربية لصالح اجندتها الداخلية , ورغم نبرة التهديد الايرانية الا ان الرد الايراني يحمل عنصر التسوية , فالبرنامج النووي الايراني مقابل الحوثيين اولا وربما يتوسع الامر للخروج من المشهد السوري هذا الخروج الذي اثبتت الضربة الثلاثينية الغاشمة على دمشق انه يحظى بدعم روسي وربما باتفاق روسي امريكي .
الرياض فتحت جعبتها السياسية عشية انعتاق الزعماء العرب من مدينة الظهران وبعد مشاركتهم في الفرجة على مناورة عسكرية مقصودة تماما في هذا الوقت وهذا المكان , حيث جرى اختزال زمن القمة واصدار بيانها الختامي بسرعة البرق من اجل الرسالة الاعمق للقمة ومكان انعقادها والمناورة العسكرية التي كانت رسالة سعودية الى ايران فقط وبمشاركة القادة العرب , فالظهران وحدها هي القادرة على مشاهدة اضواء ايران البعيدة وهي القادرة على منح السعودية هذا الدور وهذه المكانة .
الظهران المكان والزمان لم تبُح بكل اسرارها بعد , ويبدو ان للظهران ما بعدها من تداعيات على الاقليم المحترق , بانتظار نتائج الانتخابات العراقية التي ستحمل ربما مفاجأة اكثر صادمة لكل اطراف الصراع في المنطقة .الأنباط – قصي ادهم