مرايا – شؤون محلية – بدأت في عمان السبت، اعمال مؤتمر الميزة التنافسية في المؤسسات التعليمية ودورها في تطوير مخرجات التعليم، تحت شعار” نلتقي.. نتحاور… لنرتقي”.
ويهدف المؤتمر الذي تنظمه جمعية كتاتيب للتعليم والثقافة التربوية بالتعاون مع نقابة أصحاب المدارس الخاصة، إلى البحث في كيفية تبني استراتيجيات التميز في التعليم لتحقيق الميزة التنافسية المستدامة في المؤسسات التعليمية، والارتقاء بها، وبما يحقق الابداع فيها ويسهم في نهضة التعليم في الوطن العربي بشكل عام.
واكد وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز، الذي افتتح المؤتمر، أن التعليم هو القضية المصيرية لأمتنا العربية والإسلامية، مشيرا لأهمية الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر والتوصل إلى توافقات تمثل القاسم المشترك الأعلى الذي ينقلنا إلى الأمام في العملية التعليمية بدلا من الاختلاف.
وقال الرزاز، إن الابداع في عالم اليوم، لم يعد ترفا في ظل السباق المحموم في العالم في وقت أصبح فيه الابداع نمط إنتاج في الكثير من الدول، ومنها دول كانت إلى وقت قريب خلفنا في مدى تطورها ونهضتها.
وقال إن التقاء المعنيين وتحاورهم، هو الذي يؤدي إلى الارتقاء، مبينا في هذا الإطار اننا جميعا نطمح إلى أن نربي جيلا مبدعا منفتحا على تجارب الآخرين ومنغرسا في هويته العربية والإسلامية.
ودعا إلى جعل الابداع نمطا في التربية والتعليم في الوطن العربي، عبر إيجاد طفل مستقل في التفكير ومنتم لمجتمعه وقيمه الحضارية، مشيرا في هذا الإطار إلى أهمية الشراكة الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص على مستوى الأردن والوطن العربي.
وأعتبر أن الالتقاء والحوار للارتقاء الذي يشكل شعارا للمؤتمر، يعد هدفا أساسيا نسعى جميعا إليه، معرباً عن شكره لجمعية كتاتيب وجميع المشاركين في المؤتمر.
وبين نائب رئيس جمعية كتاتيب الدكتور خميس عاشور، ان المؤتمر يتطلع إلى بناء شراكات فاعلة بين المؤسسات التعليمية في الأردن وخارجه لخدمة العملية التعليمية، مشيرا لما حققه الأردن من تطور وتميز في هذا المجال.
ويسعى المؤتمر بحسب عاشور الى التعريف بالميزة التنافسية في مؤسسات التعليم ونشرها، وتشجيع المبادرات والتجارب الناجحة في هذا المجال، وبحث دور الموهبة والإبداع في تحقيق الميزة التنافسية، والتعرف على الآليات الحديثة في تحقيقها.
وقال نقيب أصحاب المدارس الخاصة منذر الصوراني، ان المؤسسات التعليمية الخاصة أخذت على عاتقها تحقيق الميزة التنافسية والحفاظ على استمراريتها لدورها النموذجي في تطوير مخرجات التعليم المعتمدة على الكفاءات البشرية والإبداعات التربوية لديها.
وأشار لأهمية الموتمر في نشر المعرفة وتبادل الأفكار والخبرات لتحقيق الجودة في التعليم والتميز في الأداء والاطلاع على كل ما هو جديد في التعليم من أفكار ونظريات.
وفي محاضرة الافتتاح للمؤتمر، عرض رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران لدور القيادة الملهمة في تفعيل الميزة التنافسية في المؤسسات التربوية.
وقال إن التعليم بحاجة إلى استاذ ينمي إبداعات التلميذ إبداعات التلميذ لتحلق على مدارات وآفاق علمية، وينمي المعرفة من الكم الهائل للمعلومات، مؤكدا كذلك أهمية المعلم في شحذ ملكة البحث العلمي عند الطالب لاكتشاف المجهول باستخدام الطرائق والتقنيات الحديثة في التعليم.
وأشار الدكتور بدران إلى دور المعلم كميسر في القاعة أو المختبر أو الميدان وتحويل الصف الدراسي إلى ذكي، يشارك فيه الجميع في النقاش، وبما يبني الثقة بالنفس والتفكير والاعتماد على الذات.
واكد دور المدرسة والجامعة كحاضنات للفكر المبدع والمبتكر، الذي يحلل الأشياء من خلال منهاج مستنير بحيث يتم توجيه رغبات الطفل والطالب وتنمية اتجاهاته وسلوكياته وأخلاقياته.
وقال إن عملية التعلم مستمرة وتبدأ منذ الطفولة المبكرة بالتركيز على العلوم لبناء الفكر الموضوعي والتحليل والاستنتاج والرياضيات لبناء المنطق وتكنولوجيا المعلومات للتواصل مع المعرفة والعالم، واللغة العربية للتفوق في فهم لغة المحادثة والكتابة بطريقة سليمة ولغة قومية باعتبارها الوعاء الثقافي للأمة.
وقال إن الأردن يستطيع أن يكون نقطة تحول إقليم من خلال التعليم والبحث العلمي لقيادة في عالمنا العربي نحو الاقتصاد المعرفي واعتماد جودة الرأسمال البشري من خلال حاضناته في المدارس والكليات والجامعات، وصولا إلى مخرجات تعلم من الفكر الخلاق المبدع والمبتكر الذي سيقود عملية التغيير والتحول من مجتمع معرفي إلى مجتمع إنتاجي.
واكد الدكتور بدران أهمية التركيز على احداث ثورة بيضاء للتركيز على الإنسان الأردني كثروة بشرية، مبينا أن التعليم كان متقدما في الاردن على مستوى المنطقة العربية، غير أنه تأخر قليلا، ما يستدعي إنقاذ التعليم العام والعالي ووضعه على أولوياتِ أجندتنا الوطنية.
ويناقش المؤتمر الذي يشارك فيه تربويون وخبراء من الاردن وعدد من الدول العربية، عددا من أوراق العمل حول دور الميزة التنافسية في صنع بصمة المؤسسة التعليمية، وكيفية تحقيقها، ودور المعلم في تحقيقها، وانعكاسها على المعلم والبيئة التعليمية.