مرايا – لم تتوان القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي التي اختتمت أعمالها في مدينة اسطنبول التركية أول من أمس عن التأكيد على الدعم الكبير للوصاية الهاشمية التاريخية التي يتولاها جلالة الملك عبدالله الثاني على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.
يأتي ذلك فيما أكدت القمة على رفضها المطلق لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنحازة للاحتلال الإسرائيلي، عبر دعمه وحمايته على حساب القضية الفلسطينية.
ووفق سياسيين فإن القمة التي ترأس جلالة الملك الوفد الأردني المشارك بها، كانت بمثابة نافذة كبيرة للتأكيد على أن القدس عاصمة أبدية لفلسطين، وأن نقل السفارة الأميركية إلى المدينة المحتلة لا يغير من وضعها، مع المطالبة بضرورة اتخاذ إجراءات وخطوات للحيلولة دون إقدام أي دولة على نقل سفارتها الى القدس.
وأوضحوا في أحاديث لهم أن الأردن وبفضل جلالة الملك استطاع إرسال رسالة إلى العالم أجمع مفادها أن القدس أساس السلام، وأن عمان ليست وحيدة في كفاحها تجاه القضية الفلسطينية.
وتأكيدا على ذلك، يرى نائب رئيس الوزراء الأسبق العين توفيق كريشان أن الأردن بفضل جهود الملك تمكن من إعادة القضية الفلسطينية للواجهة مجددا، والتأكيد لواشنطن أن لقراراتها ردود أفعال قد تكون بعكس ما تتوقع، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يلمس نتائج أفعال إدارة ترامب، الآن، والمتمثلة بإضعاف ركائز السلام والاستقرار، وتكريس الأحادية، وتعميق اليأس الذي يؤدي للعنف.
وبين كريشان ان الملك حرص طيلة الخمسة اشهر الماضية منذ صدور القرار الأميركي حول القدس على التنسيق مع دول العالم من أجل الحدّ من تداعيات هذا القرار، واعادة التاكيد على الموقف الاردني الثابت، بأن القدس الشرقية أرض محتلة، وهي من قضايا الوضع النهائي، يتحدّد مصيرها بالتفاوض المباشر على أساس قرارات الشرعية الدولية.
وخلال القمة قال الملك “إن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، واجب ومسؤولية تاريخية نعتز ونتشرف بحملها، وسنواصل وبالتنسيق مع أشقائنا في السلطة الوطنية الفلسطينية، وبدعمكم ومساندتكم، حمل هذه المسؤولية والعمل على تثبيت صمود المقدسيين، والتصدي لأي محاولة لفرض واقع جديد أو تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم”.
بدوره، يقول وزير الأوقاف الاسبق د. هايل داوود، إن الأردن وجه من خلال القمة، رسالة تحذير موحدة وقوية رافضة لقرار نقل السفارة الأميركية، ما يمكن أن يردع أي دولة أخرى عن التفكير باستهداف القدس على طريقة الرئيس الأميركي.
وحيا داوود جهود الملك صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، مضيفا أن البيان الختامي للقمة قدم دعما كبيرا للوصاية الهاشمية التاريخية التي يتولاها جلالته.
ويتمتع الأردن قانونيا، بحق الوصاية على المقدسات في مدينة القدس المحتلة، بموجب اتفاقيات وتفاهمات مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وعلى رأسها معاهدة وادي عربة، فضلا عن الاتفاقية الموقعة بين جلالة الملك ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بالإضافة لإعلان واشنطن الذي أكد على هذا الحق.
ويرى الوزير الاسبق حاكم الخريشا، ان البيان الختامي للقمة، عكس بوضوح أهمية الدور الأردني باعتباره صاحب الوصاية الدينية والهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، التي تستمد عزيمتها من شرعية التاريخ.
ويوضح ان التقدير الكبير للدور الأردني والحراك الدبلوماسي الذي قاده الملك قبيل انعقاد القمة، تجلى بدعم الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس. ورأى القمة “بعثت رسالة قوية لدول العالم مفادها أن الأردن ليس وحيدا بهذه القضية في ظل توافق 57 دولة إسلامية”.
ودان البيان الختامي للقمة، افتتاح السفارة الأميركية بالقدس واعتبره عملا استفزازيا، متهما إدارة الرئيس الأميركي بدعم جرائم الاحتلال الإسرائيلي وحمايته.