مرايا – اجمع سياسيون وخبراء على متانة الروابط الأخوية الوثيقة بين الأردن والمملكة العربية السعودية ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة، والتي تجسدت في مضامين البيان الختامي لاجتماع مكة المكرمة فجر أمس، إذ تم الاتفاق على قيام الدول الثلاث بتقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن، يصل إجمالي مبالغها إلى مليارين وخمسمائة مليون دولار أميركي.
وثمن هؤلاء، في احاديث لهم، الدور العالي والكبير للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود، ودعوته لعقد الاجتماع الذي تم خلاله تقديم حزمة مساعدات اقتصادية للأردن لمواجهة التحديات الكبيرة والأعباء الاقتصادية التي يعاني منها.
وشهد اجتماع مكة المكرمة الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين، وضم الأردن والسعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة، لبحث سبل دعم الأردن للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها، الاتفاق على قيام الدول الثلاث بتقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن، تتمثل في وديعة في البنك المركزي الأردني، ضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن، دعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لمدة خمس سنوات، تمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية.
ويرى وزير الإعلام الاسبق د. نبيل الشريف أن قمة مكة المكرمة “شكلت ردا عمليا على الأصوات المغرضة التي حاولت دق اسافين الشر في العلاقات الراسخة والتاريخية التي تربط الأردن بالاشقاء في المملكة العربية السعودية والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة”.
وأضاف الشريف “جاء الرد واضحا لا لبس فيه من خلال مخرجات قمة مكة المكرمة التي قالت بأوضح مفردات أن المملكة العربية السعودية لن تألو جهدا لتعزيز التضامن العربي وتأكيد حقيقة ان أمن واستقرار الأردن هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المملكة العربية السعودية ودول الخليج”.
واشار الشريف إلى أن قمة مكة المكرمة “أرسلت رسالة طمأنة إلى المواطن الأردني انه ليس وحده في مواجهة الصعاب التي تكالبت عليه نتيجة حالة عدم الاستقرار الإقليمية، واستضافته لما يقرب من مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيه في الوقت الذي لم تقدم الدول والمنظمات المانحة سوى القليل للأردن لمواجهة ذلك العبء الكبير، وقد فاقم الوضع أيضا إغلاق الحدود الأردنية مع كل من سورية والعراق، واللتين كانتا تشكلان بوابتين مهمتين للمنتجات الأردنية الصناعية والزراعية”.
وقال إن أهمية قمة مكة تتجاوز القيمة المالية المقدرة التي خصصت للاردن، فقيمتها الأساس “ترتكز إلى تأكيد حقيقة مفادها أن التضامن العربي بخير وان العلاقات الأردنية السعودية والخليجية قوية ومتينة، ولم تتأثر بالضخ الإعلامي المغرض الذي حاول التشكيك في هذه العلاقة والطعن في اسسها وجذورها”.
وأشار الشريف إلى أن أهمية قمة مكة المكرمة تكمن ايضا “في انها تخلق الأجواء الإيجابية التي من شأنها أن تمكن الحكومة الجديدة بقيادة الدكتور عمر الرزاز من بدء مهمتها في أجواء إيجابية وبروح من التفاؤل”.
وأضاف “ويبقى أن الأردن قد اعتمد سياسة الاعتماد على الذات التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني منذ عدة أشهر والتي تدعو إلى ضرورة بلورة برنامج وطني طموح يعمل على تطوير أداء الجهاز الحكومي، وتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمارات وإطلاق المشاريع التي من شأنها خلق فرص عمل للشباب الأردني”.
وبين الشريف أن الأردن يتطلع إلى تعزيز وتمتين العلاقات الأردنية السعودية والخليجية في المرحلة التي تلي قمة مكة، بحيث يكون الجميع رابحا من خلال الاستثمار الأفضل لموارد دولنا بكل المجالات وعلى رأسها الموارد البشرية المؤهلة.
من جهته، أكد السفير السابق سمير جميل مصاروة، أن مخرجات اجتماع مكة المكرمة “تمثل التفاتة عربية من دولة حكيمة بحجم المملكة العربية السعودية وحكم عاقل يخاف على الأردن واستقراره استنادا للعلاقات التاريخية بين الدول الأربع”، مبينا ان مخرجات الاجتماع تجاه الأردن “ليست غريبة عن الدول العربية المشاركة فيه، الأمر الذي يعكس حرصا على الأردن وأمنه واستقراره، وتقديم العون والمساعدة له لتمكينه من تجاوز أي تحديات اقتصادية وهذا بحكم علاقات الاحترام والمحبة التي تربط الدول الأربع”.
وأشار مصاروة إلى أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة، والأردن هي “علاقات متينة قائمة على الاخوة والاحترام المتبادل ووحدة المصير والهدف، تعززت عبر العقود الماضية، انطلاقاً من ثوابت واستراتيجيات، تعزز مفهوم الأمن المشترك”.
وقال مصاروة إن “الأردن يعتبر دول الخليج العربي عمقه الاستراتيجي، كما تعتبر دول الخليج العربي الأردن عمقها الاستراتيجي، ولهذا كانت علاقاتنا المشتركة علاقات راسخة قوية، ولم تتوان يوما دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الكويت والإمارات عن تقديم الدعم للأردن”.
ويقول السفير السابق احمد علي مبيضين إن الدعوة إلى هذا الاجتماع وما تم الاتفاق عليه من حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن “يؤكد للقاصي والداني عمق العلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة التي تربط الأردن مع الدول العربية الشقيقة المشاركة في الاجتماع، والتي تحرص دوما على دعم الدول العربية وتحقيق الازدهار لشعوبها”.
وشدد مبيضين على جهود الدول العربية الشقيقة المشاركة في الاجتماع، في تعزيز التضامن العربي ودعم المواقف العربية على كافة الأصعدة، خاصة الأردن، من خلال حزمة المساعدات التي ستمكن المملكة من تجاوز الأزمة الاقتصادية التي يواجهها.
وأعاد مبيضين التأكيد على تصريحات خادم الحرمين الشريفين في زيارته الأخيرة للأردن، والتي قال فيها “إن أمن الأردن من أمن السعودية، وأن ما يهم الأردن يهم السعودية أيضا، وأن ما يضر الأردن يضر السعودية”.