مرايا – قال خبير فض النزاعات وأستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني أن الأردن أمام معضلتين رئيسيتين لتحمل تبعات التصعيد الحاصل في الجنوب السوري أولهما أن ما يحدث في الجنوب السوري هو معضلة أمنية بامتياز نظراً للحدود الأردنية السورية التي تمتد لأكثر من 400 كم وطبيعة الصراع المتمثل في فصائل مسلحة وجماعات ارهابية مذهبية، أما ثاني المعضلات فتكمن في مخاوف الأردن من صفقة القرن
وأضاف الدكتور حسن المومني خلال استضافته عبر فضائية الجزيرة أن الأردن انتهج منذ بداية الصراع السوري ما يسمى بـ “الواقعية الدفاعية” بمعنى أنه تعاون مع الدول المعنية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا إضافة الى التقارير التي تحدثت عن وجود قنوات اتصال بينه وبين النظام السوري وكل ذلك بهدف خلق نوع من الاستقرار في الجنوب السوري الذي لا تقف معضلته عند المسألة الأمنية وإنما تتجاوزها إلى المشاكل الانسانية وفي مقدمتها مشكلة اللجوء،وبالتالي فإن قدوم عشرات الالاف من اللاجئين السوريين يشكل حالة ضغط أمنية واقتصادية على الأردن .

وبين المومني أن ما يقلق الأردن في سياق الجنوب السوري هو وجود ميليشيات مذهبية على حدوده مثل حزب الله والميليشيات التابعة لايران والجماعات الارهابية المتشددة ،مشيراً إلى أن العامل الاسرائيلي يعتبر عاملاً حاسماً ،لا سيما وأن واقع الجنوب السوري شكل نوعاً من التقاء المصالح بين هذه الأطراف.

وتابع المومني أن التطور الحاصل في الموقف الأمريكي أضاف معضلة جديدة بالنسبة للأردن ففي حين كانت الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد على التزامها بأمن الأردن إلا أن موقفها اللاحق مما يجري بدا وكأنه ضبابي وغير ثابت ،موضحاً أن أمريكا حذرت النظام السوري من تداعيات الهجوم واضطرت للقيام ببعض ردات الفعل العسكرية قبل فترة وجيزة لكن في الأيام الأخيرة ومن خلال الرسالة غير المؤكدة التي أرسلتها أمريكا لفصائل المعارضة السورية بأنها لن تدعمها عسكرياً بدا وكأن الأمريكان أكثر ميلاً وقبولاً لتقدم النظام السوري وقواته العسكرية في الجنوب السوري .

واستبعد المومني أن تكون الترتيبات القائمة وفي مقدمتها ابعاد الميليشيات عن الحدود في الجنوب السوري تجري لصالح اسرائيل وأمنها ،فهناك مصلحة أردنية وأخرى لأمريكا من خلال قاعدتها العسكرية على المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن فضلاً عن الارتباط السوري في العراق الذي يمثل مصلحة استراتيجية أمريكية،لافتاً إلى أن لا مشكلة لدى أمريكا والأردن واسرائيل بوجود الجيش السوري النظامي في الجنوب السوري .

وأكد المومني أن سوريا ليست مصلحة استراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها مصلحة لحلفائها ،مشدداً على أن أمريكا لن تقدم تنازلات لروسيا والنظام السوري مقابل لا شيء وإنما سيكون أي تغيير في موقفها لصالح النظام السوري قائماً على خدمة مقابل خدمة وإن لم تظهر الخدمة التي تريدها أمريكا فضلاً عن أن هذا الموقف الأمريكي اللين تجاه النظام السوري هو نوع من التمهيد للقاء القمة الذي سيجمع بين بوتين وترامب .
وختم المومني أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما ترغب بتهدئة الأوضاع في الجنوب السوري لكي تتفرغ لصفقة القرن التي من المحتمل أن يتم الإعلان عن تفاصيلها بعد أسابيع .