مرايا – ندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، شارك وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم في اجتماع مجلس حلف شمال الأطلسي (الناتو) على مستوى قادة دول الحلف والدول الأعضاء في مجموعة شركاء الوضع المتقدم مع الحلف، والذي انعقد ضمن اعمال قمة حلف شمال الأطلسي، وبحث افق التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة جنوبي المتوسط.
ونقل الصفدي تحيات جلالة الملك إلى قادة الحلف، وتأكيد جلالته اعتزاز الاْردن بالشراكة مع الناتو في جهود تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتثمين جلالته الدعم الذي يقدمه الناتو للأردن في إطار وضع الشراكة المتقدمة للمملكة، ومن خلال برامج بناء القدرات الدفاعية والصناديق التمويلية. وكان أمين عام الناتو أكد استمرار دعم الحلف للأردن.
وشارك وزير الخارجية اليوم أيضا في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، والذي حضره وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف وبدعوة من الولايات المتحدة الأميركية، التي ترأس وزير خارجيتها الاجتماع الذي حضره ايضا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
كما شارك الصفدي في اجتماع حضره وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وممثل عن وزير خارجية ألمانيا لبحث المستجدات في سوريا وسبل التعاون من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة عبر مسار جنيف وعلى أساس قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤.
وكان وزير الخارجية مثل المملكة مساء أمس في اجتماع وزراء خارجية دول الناتو بصفة المملكة شريكا متقدما مع الحلف. وترتبط المملكة التي حظيت بوضع الشراكة مع الناتو في العام ١٩٩٥ بأطر شراكة استراتيجية مع الحلف تتيح لها الاستفادة من برامج بناء القدرات الدفاعية والصناديق التمويلية.
والتقى وزير الخارجية على هامش اجتماعات الناتو عددا من وزراء الخارجية المشاركين فيها، اضافة إلى الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي فديريكا موغريني.
كما التقى مع الأمين العام الجديد للاتحاد من اجل المتوسط الذي يرأسه الأردن بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي ناصر كامل، وهنأه على انتخابه وبحث معه التحضيرات لعقد المنتدى الإقليمي الثالث للاتحاد من اجل المتوسط في نهاية العام.
وفِي مداخلة الأردن في اجتماع قمة الناتو، قال الصفدي إن جلالة الملك عبدالله الثاني يثمن دعم الحلف للمملكة ويؤكد شراكتها معه من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
وقال الصفدي إن الأردن سيظل شريكا موثوقا في جهود تحقيق السلام والاستقرار والتصدي للتهديدات لأمننا المشترك.
وزاد إن الأردن ملتزم الاستمرار في محاربة الاٍرهاب وظلاميته.
وأكد الصفدي أهمية الانتصارات التي حققها التحالف الدولي عسكريا ضد داعش في سوريا والعراق. لكنه لفت إلى تشديد جلالة الملك أن الاٍرهاب هزم ولَم يدمر، وأن القضاء عليه يتطلب معالجة جذور الأزمات التي يعتاش عليها وهزيمته فكريا عبر تعرية لاإنسانيته شرا لا ينتمي إلى أي حضارة أو عرق أو دين ولا صلة له بالدِّين الاسلامي الحنيف وقيم السلام والحياة واحترام الآخر التي يمثل.
وقال “إن الاٍرهاب وظلاميته يعتاشان على اليأس والجهل والصراع وإن دحرهما يتطلب حل الصراعات وإنهاء جذور التوتر وبناء المدارس وتوفير فرص العمل وتحقيق الاصلاحات السياسية التي تحسن الحوكمة وإيجاد الأفق.”
وشدد الصفدي على أن حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل مفتاح تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين.
وأكد خلال لقاءاته والاجتماعات في بروكسل منذ مساء أمس على أن مركزية أمن الشرق الأوسط واستقراره للأمن والسلم الدوليين يفرضان تحركا فاعلا وسريعا لمعالجة أزمات المنطقة وفِي مقدمها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وحذر من استمرار غياب الأفق السياسي لإنهاء الاحتلال وتلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة.
وقال إن إجراءات إسرائيل الأحادية وتجذر الانسداد السياسي يجعلان من تفجر العنف الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم خطرا حتميا في ضوء استحالة استمرار الوضع الراهن.
وأستعرض الصفدي المستجدات في الأزمة السورية والعبء الذي يفرضه استمرارها على المملكة أمنيا واقتصاديا.
وقال إن الاْردن تحمل فوق طاقته فيما يتعلق باستقبال اللاجئين في الوقت الذي يتراجع فيه الدعم الدولي للمساعدة في تلبية احتياجات مليون وثلاثمائة ألف سوري يستضيفهم الاْردن ويوفر لهم التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل.
وقال إن الاْردن لم يتخل عن دوره الإنساني إزاء اللاجئين ويستمر في القيام بهذا الدور بكل امكاناته لكن ثقل العبء يتطلب أن يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية في حمله.
وأكد اهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لتحقيق تقدم في جهود التوصل لحل سياسي للأزمة يقبله الشعب السوري ويضمن وحدة سوريا وتماسكها ويقدم مصالح الشعب السوري وحقه في العيش بأمن واحترام على أرضه فوق كل اعتبار ويتيح عودة اللاجئين إلى وطنهم.
ودعا إلى التوصل إلى أرضية مشتركة وتحديد نقاط التقاء مع روسيا للتوصل إلى تسوية سياسية للازمة التي يشكل التوافق الأميركي الروسي شرطا لحلها.
واكد الصفدي ضرورة تأمين الشعب السوري في الجنوب السوري على أرضه والتزام الضمانات التي تم التوصل لاتفاقيات المصالحة على أساسها والعمل على إيصال المساعدات إلى المدنيين من الداخل السوري.
وقال لا بد من وضع حد للمعاناة والدمار والقتل الذين تسببهم الأزمة السورية وحماية الشعب السوري والحفاظ على وحدة سوريا وتحريرها من الإرهاب وعصاباته.
وشدد أن الاْردن لا يريد منظمات ارهابية على حدوده ولا يريد منظمات مذهبية طائفية او أي قوى غير سورية كما نص اتفاق المبادئ الذي وقعته المملكة والولايات المتحدة وروسيا لإقامة منطقة خفض التصعيد في الجنوب الغربي.
وأشاد الصفدي بالتضحيات التي قدمها العراق الشقيق من أجل هزيمة داعش.
وزاد ” إن تضحيات العراق الشقيق لن تنسى وإن الأردن يقف مع الحكومة العراقية وهي تعمل على تحقيق المصالحة التي تضمن حقوق جميع العراقيين وتبني العراق الديمقراطي.”
إلى ذلك أشاد حلف الناتو بالدور الرئيس الذي يقوم به الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
واكد وزراء حلف الناتو الذين تحدثوا في اجتماع وزراء خارجية الحلف مركزية الدور الأردني وفرادة النموذج الاردني قوة للاستقرار وشريكا موثوقا في محاربة الاٍرهاب وجهود حل أزمات المنطقة وتكريس ثقافة السلام واحترام الآخر.
وثمنوا الدور الإنساني الكبير الذي يؤديه إزاء اللاجئين وأكدوا التزامهم الاستمرار في تقديم الدعم للأردن.