مرايا – أرجأت القاهرة جولة من المحادثات المتعلقة بالمصالحة الفلسطينية والتهدئة مع إسرائيل والمشاريع الإنسانية في قطاع غزة، في وقت عاد إلى رام الله أمس وفد حركة «فتح» بعد محادثات مع المسؤولين المصريين أبلغهم فيها تمسكه بإنجاز ملف المصالحة «أولاً». وكشف مسؤول فلسطيني لـ «الحياة» أن الحركة سترد على الورقة المصرية اليوم بـ «نعم ولكن».

وقال مسؤول فلسطيني بارز لـ «الحياة» اللندنية، إن وفد «فتح» أبلغ الجانب المصري «قلقنا الشديد من الذهاب إلى التهدئة وما يسمى بالمشاريع الإنسانية، قبل إنجاز ملف المصالحة»، معتبراً ذلك «مدخلاً أميركياً- إسرائيلياً لما يُسمى بصفقة القرن الرامية إلى اتخاذ قطاع غزة مركزاً للحل السياسي».

وتعهد وفد «فتح» تقديم رد على الورقة المصرية اليوم. وقال مسؤول في الحركة إن الرد سيكون «نعم ولكن»، موضحاً: «نرحب بالورقة المصرية، لكننا نعتبر تمكين الحكومة أولاً مدخلاً للخطوات اللاحقة».

وتحدث رئيس وفد «فتح» عزام الأحمد عن «تبادل وجهات النظر خلال اجتماع حول ملف المصالحة الوطنية»، مشيراً إلى أن «الوفد لم يلمس أي تطور إيجابي في هذا الملف، لأن الاجتماعات التي عقدت قبيل إجازة عيد الأضحى في القاهرة، ركزت على ملف التهدئة، فيما كان هناك تفاهم مع الشقيقة مصر على أن يُنجز ملف المصالحة أولاً، لأن ملف التهدئة عمل وطني فلسطيني المسؤول عنه منظمة التحرير الفلسطينية وليس الفصائل».

وعن الورقة المصرية التي قدمتها مصر في شأن المصالحة، قال الأحمد: «أبلغنا الأشقاء في مصر أنه سيتم الرد النهائي على الورقة خلال أقل من 24 ساعة»، مؤكداً أن موقف «فتح» هو ضرورة إنجاز ملف المصالحة أولاً، ثم الانتقال إلى ملف التهدئة والمشاريع التنموية والإغاثية في قطاع غزة.

من جانبها، أعربت حركة «حماس» عن رفضها موقف «فتح»، واعتبرته محاولة لمنع التوصل إلى تفاهمات تقود إلى رفع الحصار عن غزة. وقال مسؤول بارز في الحركة لـ «الحياة: «نريد رفع الحصار عن غزة أولاً، أما بالنسبة إلى المصالحة، فنحن معها، لكن ليس وفق مفهوم فتح، الذي يرفض الاعتراف بأي دور لحماس في غزة». وأضاف: «نحن مع المصالحة، لكننا نراها بعيدة جداً في ظل مطالب فتح القائمة على التفرد في الحكم وعدم الاعتراف بالقوى السياسية الأخرى». وأكد أن حركته ماضية في العمل على رفع الحصار عن قطاع غزة بالتفاهم مع القوى السياسية الأخرى في القطاع».

وقال إن مصر طلبت تأجيل قدوم وفد الفصائل إلى قطاع غزة في وقت متقدم من مساء الأحد- الإثنين، للإفساح في المجال أمام الرئيس محمود عباس و «فتح» للرد على الورقة المصرية التي تسلمها الأحمد أثناء زيارته القاهرة السبت والأحد الماضيين.

كما يأتي إرجاء زيارة وفدَي حركتَي «حماس» و «الجهاد الإسلامي» القاهرة، في ضوء توجه رئيس الاستخبارات العامة المصرية الوزير اللواء عباس كامل إلى أثيوبيا بصحبة وزير الخارجية سامح مصري أمس، في إطار محادثات سد النهضة.

ووصفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ «الحياة» المحادثات بأنها «صعبة للغاية»، وقالت إن «فتح» ستضع شروطاً لإنجاز المصالحة والتهدئة والمشاريع، وكذلك ستفعل «حماس»، ما يجعل الأمور تبدو وكأنها «دوامة لا نهاية لها».

وكان عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» حسام بدران أعلن ليل الأحد- الإثنين إرجاء محادثات أمس، وأكد على «تويتر» أن الحركة «مؤمنة بأن كل ما يتعلق بغزة أو غيرها من القضايا الفلسطينية يجب أن يُدار بتوافق وطني».