الطراونة نجح في اول مقابلة والفايز لم تثنه الهجمة والرفاعي يعاود النشاط
حوارات الرزاز اغضبت الصالونات ونشاطه التواصلي خف الاحتقان
فايز الطراونة يقاتل بالكلمة والتل اشارة توازن
مرايا – عمر كلاب – اكثر من مؤشر على بداية تناغم مسننات العمل في عقل الدولة , وتدوير العمل الشعبي من خلال استرجاع المسؤولين لذاكرة الميدان التي ظل الملك يدفعهم الى تفعيلها بوصفها الخطوة اللازمة لمعرفة اوجاع الناس وتحسس مطالبهم , خاصة في المحافظات ومناطق التهميش شرقي العاصمة عمان , مما يؤكد بأن الرسالة الملكية وصلت الى جميع طبقة الحكم سواء الجالسون على مقاعدهم او المتقاعدين .
اول التقاطة كانت من رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة الذي حضر بكثافة على الاعلام بعد سويعات من فوزه بمقعد الرئاسة , مرسلا الرجل جملة اشارات ايجابية عن سلوك النواب القادم وطريقة ادارة الرئيس للملفات الساخنة التي بحوزة النواب , مع رسائل للحكومة ورئيسها مفادها العلاقة المتوازنة وعدم القاء الحرائق في حضن النواب او العكس , كما اوضحت اجابة الطراونة على سؤال المادة 11 من قانون الجرائم الالكترونية عقب تصريحات رئيس الوزراء عن اجحافها في لقاء مع نخبة شبابية .
الرئيس عمر الرزاز , لم يقطع بدوره التواصل الحيوي مع التكوينات الاجتماعية والسياسية وادارته لملفات الفساد وقورة وهادئة , وإن باغت الجميع بشكل ومضمون هذه اللقاءات التي تنفتح على تكوينات لم يسبق ان انفتحت عليها الحكومة , ولربما هذا السلوك اورث الرزاز ضغينة صالونات عمان المفتونة بالتنظير والجلوس مع اصحاب المواقع الاثيرة , فتواصل الرزاز مع المحافظات عبر وسائل التواصل مع تواصل حميد في الزيارات اثمر حتى اللحظة عن انتاج حالة ترقب يحتاجها الرئيس وفريقه , لظهور نتائج اعمالهم وقراراتهم , وهذا بدوره ساهم في تخفيف وتجفيف دعم المحتقنين الذين حاولوا تعميق الاحتقان بنشاط على الدوار الرابع لم يحظ باي التفاتة شعبية .
رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز واصل هجمته الشعبية رغم التأويل والتحوير لمقابلته مع قناة روسيا اليوم والتي حاول تيار التوتر حرفها عن مقاصدها , لارهاب الفايز او اي شخصية عامة تسعى الى التواصل مع الناس , ورغم محاولات تعطيل رعايته لنشاط وطني الا ان الفايز نجح في قيادة هجمة معاكسة مسنود بعلاقاته الايجابية مع معظم الوان الطيف السياسي والاجتماعي , فالرجل يمتلك رصيد ايجابي وذاكرة وطنية حميدة .
عقل الدولة بدا فعلا بالعمل والتشبيك بين تكويناته , بعد فترة انقطاع في التواصل وكأن الدولة بعقل غائب بعد سيطرة الاجنحة على هذا العقل وطغيان التجنح على حساب المصلحة الوطنية , ولعل الاستعانة بشخصية قضائية ثقيلة من عيار هشام التل لرئاسة المحكمة الدستورية تأتي في هذا السياق , فالتل قامة قانونية فاعلة في الشان السياسي , والمحكمة الدستورية فيها كثير من السياسة والقانون على حد سواء .
حركة رجال الدولة الرسميون لم تمنع ابناء الدولة المتقاعدين من العمل والحركة , فمقالة فايز الطراونة كانت تحريكا للمياه الراكدة واثباتا ان المنصب ليس شرطا للبقاء في خندق العمل , ودون تحفظ فإن حركة رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي دليل واضح على حيوية هذا العقل ان تحرك وتفاعل , فالرفاعي الشاب ظل على تواصل مع الناس واتصال مع فعاليات شعبية وسياسية , جعلته قادر على تخفيف الوطأة وتخفيف احتقانات ولولا احتجاجات وحساسية من رسميين كانوا على مقاعد المسؤولية من حركة الرفاعي لحقق الرجل اكثر مما حققه بكثير , بحكم امتلاكه عقلا سياسيا ناضجا ودراية بجيل ربما يعجز كثير من منتقديه على الوصول والتواصل معهم , وقد قدم الرجل محاضرة من العيار الثقيل امس في الفحيص .
الخشية الوحيدة من حركة طبقة الحكم الاخيرة , انها فزعة مؤقتة وليست سلوكا متصلا , قادر على خلق نغمة سياسية جديدة تتصدى لنغمة الحزن والتأفف السائدة في الاوصال السياسية والشعبية , ولعل لقاء الملك اليوم مع نخبة سياسية تأتي لتعزيز هذه الحركة واعادة تفعيل اعصاب ومسننات الدولة كي تنتقل من حالة الخمول الصالوناتي الى حالة المةاجهة الشاملة لكل الازمات عبر بوابة التواصل مع الشارع وترك المكاتب الوثيرة والوتوتات السلبية .الأنباط