مرايا – بدأ مزراعو الزيتون في المملكة، بقطف ثمار أشجارهم، متوقعين موسما مزدهرا، وسط مخاوف من منافسة المنتج السوري، بعد فتح المعبر الحدودي بين البلدين، منتصف الشهر الماضي.
وتربط هذه الثمرة سكان بلاد الشام (الأردن، فلسطين، سوريا، ولبنان) بعلاقة وجدانية، فهي تنبت بكثرة في تلك الدول، وتمتاز بجودة استثنائية، وتُدر على مزارعيها دخلا ماديا مقبولا.
ووفقًا لمزارعين في سهول أربد شمالي البلاد، فإن محصول الزيتون للموسم الحالي يُبشر بالخير، وسيكون أفضل من سابقه.
بعض المزارعين توقعوا، في لقاءات مع مراسل الأناضول، أن يصل سعر “تنكة” زيت الزيتون (16 كغم) إلى 100 دينار أردني (141 دولارا).
** كمية ممتازة
علي المحمود (67 عاما)، أحد المزارعين، قال للأناضول إن الأمطار هطلت بكميات كبيرة، وهذا سينعكس على جميع المحاصيل الزراعية، بما فيها الزيتون.
وأضاف: “رغم تراجع اهتمام بعض المزارعين بأشجارهم، لم تتأثر كمية الثمار؛ فمعظم الأشجار مزروعة في أراض صخرية تُحافظ على رطوبة الأرض وتوفر لها الماء”.
فيما دعا مازن الكامل (45 عاما)، إلى تأجيل قطف ثمار الزيتون إلى شهر ديسمبر/ كانون ثاني المقبل؛ للحصول على نسبة زيت أكبر.
وقال محمود البشارات، صاحب أحد المعاصر، إن “حمل ثمار الزيتون أضعف قليلًا من العام الماضي، لكن كمية سيل الزيت من الثمار لهذا العام تعتبر ممتازة”.
واستدرك: “كمية الزيت لهذا العام لن تختلف عن العام الماضي، وسعر التنكة يتراوح بين 90 و95 دينارا أردنيا (126-133 دولار)”.
وقلل البشارات من أهمية دخول زيت الزيتون السوري إلى الأسواق الأردنية، قائلًا إن “الزيت الأردني يتمتع بجودة عالية”.
ويجلب أردنيون كميات من زيت الزيتون السوري إلى المملكة، بدعوى الاستهلاك الشخصي.
** زيت أكثر
الاستبشار بموسم أفضل من سابقة، أفاد به أيضا المهندس نضال السماعين، المتحدث باسم النقابة العامة لأصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون الأردنية.
وقال السماعين للأناضول، إن “كميات ثمار الزيتون لهذا العام متوقع أن تبلغ 180 ألف طن”.
وأضاف أن “نسب الزيت ستكون أعلى من العام الماضي؛ لأن حمل الزيتون أقل، وهذا يؤدي إلى ارتفاع نسب سيل الزيت”.
وأردف أن “معاصر الزيتون مفتوحة منذ 15 من الشهر الماضي، ومسألة تأخير القطاف تزيد نسبة الزيت، ولكن جودته تقل”.
وتابع: “السعر حاليًا يتراوح بين 90 و115 دينارا (126- 161 دولارا)، وعندما يتقدم الموسم أكثر، ستتغير الأسعار، مع بقاء فروق تعتمد على نوعية الزيت”.
وأوضح أنه “من المتوقع أن يستقر السعر بين 80 و95 دينارا أردنيا (111- 133 دولار)، وأيضا ذلك يعتمد على الجودة”.
ورجح أن “الأسعار السابقة، والتي سيستقر عندها سعر زيت الزيتون لهذا العام، ستكون مماثلة للعام الماضي”.
** الزيت السوري
وقال السماعين، إن المملكة تصدر زيت الزيتون إلى أسواقها التقليدية، المتمثلة بالسعودية وبقية دول الخليج العربي.
ويخشى مزارعون أردنيون، أن يؤثر دخول زيت الزيتون السوري إلى الأردن سلبا على المنتج المحلي.
وقال السماعين: “سياسة الحكومة منذ سنوات طويلة هي عدم السماح باستيراد زيت الزيتون، وهذا ينطبق على كافة الدول ومن أي جهة كانت، لحماية المنتج المحلي والمزارع الأردني”.
وأردف: “ما يدخل من سوريا بعد فتح الحدود، يأتي عن طريق البحارة (من يعملون على نقل البضائع بشكل فردي)”.
وحذر بقوله: “هنا تكمن الخطورة، فالزيت المُهرب إلى الأردن لا يخضع للفحوصات المطلوبة لتأكيد أنه صالح للاستهلاك البشري”.
وتابع أن “إدخال الزيت بطريقة غير قانونية يؤدي إلى الدخول في سياق الغش”.
** فرق الأسعار
إجمالا، قال المتحدث باسم وزارة الزراعة، لورنس المجالي، إن “المحصول المتوقع هو 150 ألف طن من ثمار الزيتون، و25 ألف طن صالح للكبس (مخلل زيتون)، و24 ألف طن زيت”.
وأضاف المجالي، في تصريح للأناضول، أن “الاحتياج المحلي من الزيت يتراوح بين 20 و21 ألف طن، فيما من المتوقع أن ُتعد الكمية المتبقية للتصدير”.
وأوضح أن “الوسطاء يتلاعبون بالأسعار لتكون بين 105 دنانير (147 دولارا) و110 دنانير (154 دولارا) للتنكة”.
وعن مخاوف المزارعين بشأن المنتج السوري، قال المجالي إنه “لا يمكن أن يُعرض منتج للبيع إلا بعد فحصه”.
وأوضح أن “ما يدخل من زيت سوري ليس لغايات تجارية، وطالما أنها ليست كمية تجارية، فهي لا تؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي”.
متفقًا مع المجالي، قال علي الزعبي، وهو تاجر، إن “كميات زيت الزيتون التي تدخل المملكة من سوريا ليست كميات تجارية”.
غير أنه استدرك محذرا: “لكن هذه الكميات تلقى إقبالًا من المواطنين نتيجة فرق الأسعار، إذ يتراوح سعر التنكة (من الزيت السوري) بين 55 و60 دينارا (77 – 84 دولارا)”.