مرايا – قدم مراقب سد زرقاء ماعين ادريس الحبابسة عددا من التوضيحات حول مياه السد وعلاقتها بحادثة البحر الميت.
وقال الحبابسة ان الاقاويل كثرت حول سد زرقاء ماعين وعلاقته في حادثة البحر الميت، وعليه فلابد من تقديم بعض التفاصيل المتعلقة بالهطول المطري، و قمت بمراجعة كافة المعلومات المتعلقة بالسد قبل وبعد الكارثة التي ألمت بنا جميعا وأصابت سويداء قلوبنا بحزن وحرقة على ابناءنا الذين قضوا فيها وندعو لهم بالرحمة والمغفرة ولذويهم بالصبر والسلوان ، وحرصا على توفير كافة المعلومات الدقيقة المتعلقة بالسد بمهنية وموضوعية وضرورة التيقن من الحقيقة من مصادرها المعنية والموثوقة حتى لايضل الذين لايعلمون .
وتابع فالسدود تعتبر واحدة من اهم الاعمال الهندسية المرتبطة بكافة العلوم الهندسية وتحتاج الى مجال واسع للاحاطة بتفاصيلها الفنية والهندسية من بيوت الخبرة والتي تعد سلطة وادي الاردن المؤسسة الكفوءة في مجال السدود الوطنية وكذلك اللجنة الوطنية للسدود ، حيث تم البدء باقامة وانشاء السدود منذ عقد الستينات في الاردن والعديد من السدود المنتشرة في مناطق متعددة من الوطن الاردني الكبير التي لم تشهد اي نوع بحمد الله من المشاكل على مدار السنوات الطويلة الماضية وتشهد بهذه الخبرة التي افاضت خبراتها على دول شقيقة وصديقة ورسمت فيها قصص نجاح يشهد لها كل منصف .
واضاف الحبابسة ان وزارة المياه والري ومؤسساتها وخاصة سلطة وادي الاردن تبني مواقفها على منهج علمي يراعي الدقة والموضوعية والشفافية والمصلحة الوطنية ، فالحوض الصباب المغذي لوادي زرقاء ماعين يبلغ 272 كم 2 منها 182 كم2 اعلى منطقة السد و90 كم 2 المنطقة الواقعة اسفل السد والتي تتزود من اكثر من 40 واديا جانبيا على مسافة حوالي 25 كم حتى البحر الميت بعد السد ومنها منطقة حمامات ماعين والاودية الجانبية الاخرى ، وليس كما حاول البعض الترويج لمعلومات خاطئة وغير دقيقة فالطاقة الكلية لتخزين السد هي (2) مليون م3 فكيف له ان يخزن خلفه (3) ملايين م3 !!! .
كما تؤكد كافة التقارير الرسمية المسؤولة والمشاهدات التي تطابق الواقع من كل من مر على المنطقة ان سد زرقاء ماعين كان فارغا تماما من تاريخ 30 /8/2018 ولغاية 25 /10/2018 حيث خزنت الامطار التي هطلت بتاريخ 25/10/2018 حوالي (500) الف م3 من مياه الامطار داخل السد وحتى صباح 27/10/2018.
اما فيما يتعلق بكميات الامطار التي هطلت يوم 25/10/2018 قال الحبابسة انها تركزت في منطقة حمامات ماعين والاودية الجانبية ( الواقعة اسفل السد ) حيث بلغ معدل الهطول المطري فيها ما بين (40-50 ملم ) حيث تتصف هذه المنطقة بطبيعة جيولوجية وطبوغرافية شديدة الانحدار على طول مجرى الوادي الذي يضيق أحيانا وبالتالي ارتفاع مستوى الجريان وسرعته وحدته حاملا معه الصخور والحجارة والاتربة وهذا ما تؤكده كافة الشواهد العلمية والنظرية يوم وقوع ( الفاجعة) ، ففي يوم 25/10/2018 حدث فيضان ومضي كبير نتيجة غزارة الامطار في وقت قصير لايتجاوز الـ (15) دقيقة اسفل منطقة السد مما ادى الى حدوث الفيضان بمجرى الوادي اسفل منطقة السد .
واضاف ليس بالضرورة ان يكون الهطول المطري قد شمل كافة الحوض المغذي لوادي زرقاء ماعين فالمنخفضات الجوية وكما هو معلوم تتوزع هطولاتها المطرية بين منطقة واخرى بنسب متفاوتة وعليه فقد تركز المنخفض على المنطقة المحصورة من الحوض المغذي اسفل منطقة السد والبالغة مساحتها حوالي (90) كم2.
وفيما يتعلق بحساب كميات المياه التي يخزنها السد فالسد مبني وفق طريقة هندسية توضح هذا الأمر من خلال المساطر الموجودة فيه ( Staff Gauges) والتي تبين للقائمين على السد ولشهود العيان من ابناء المنطقة كمية التخزين الفعلية في السد والبالغة (500) الف م3 .
كما ان الوزارة / سلطة وادي الاردن قد شرعت ابواب السد مفتوحة للجميع منذ اللحظة الاولى للاشاعات التي راجت حول السد، كما اكدت اللجان المختصة من اهل العقد والرأي والخبرة والتي زارت السد ان لاعلاقة بالسد من قريب او بعيد بهذا الامر وكذلك قطعت بما لايدع مجالا للشك لأي حد من خلال تقديم الادلة العلمية والعملية القاطعة بأن سد زرقاء ماعين بريء براءة الذئب من دم يوسف .