مرايا – شؤون اردنية – يروي مواطنون من سكان محافظة الكرك تفاصيل نجاتهم الصعبة من الموت غرقا على الطريق الصحراوي مساء أول من أمس، عندما داهمتهم مياه السيول الجارفة وحاصرتهم بمركباتهم وهم يسيرون على الطريق.
ويؤكدون أن الموت غرقا على الطريق الصحراوي، هو آخر ما كانوا يتوقعونه على هذا الطريق، فالموت على “الصحراوي” غالبا ما يكون بحادث سير مروع بين المركبات التي تقطع الطريق المتهالك ذهابا وإيابا.
ويؤكدون أن عشرات المواطنين كانوا على موعد مع الموت بسبب غرق جميع مركباتهم على الطريق، في منطقة تقع جنوبي مفرق الطريق إلى بلدة أم الرصاص التابعة لمحافظة مادبا، حيث عاشوا لحظات صعبة قبل ان يقوم عدد من المواطنين من مستخدمي الطريق يملكون مركبات دفع رباعي ومرتفعة نبقلهم من موقع السيل إلى منطقة بعيدة.
ويشيرون إلى أن مياه الامطار داهمت المركبات التي كانت تسير على الطريق الصحراوي فجأة واغرقتها، ما ادى الى تعطل المركبات بعد تسرب المياه الى داخلها، واصطدامها ببعضها البعض.
وأشاروا إلى أن مياه جارفة قطعت الطريق بوسط السهل الذي تمر به المركبات وبسرعة عالية في منطقة ام الرصاص، ما ادى الى غرق المركبات وخروج بعض الركاب والسائقين منها في محاولة للنجاة، وهو الأمر الذي ساهم في زيادة الخطورة على حياتهم، بعد أن وصل ارتفاع المياه الى رؤوسهم.
وقال عضو مجلس محافظة الكرك ابراهيم المبيضين واحد المواطنين الذين تعرضوا للخطر بالمنطقة ان كميات كبيرة من المياه داهمت عشرات المركبات بالمنطقة، ولم تستطع التحرك واصطدمت بعضها ببعض، بعد ان غطت المياه المركبات وركابها، وكاد أغلبهم ومن بينهم سياح أجانب، أن يغرقوا لولا أن قام عدد من السائقين ممن يملكون مركبات عالية وذات دفع رباعي بإنقاذهم ونقلهم الى اماكن اكثر ارتفاعا.
وبين المبيضين ان “العديد من المواطنين كانوا يقومون بالاتصال مع عمليات الدفاع المدني لفترة طويلة دون جدوى”، رغم أن عددا منهم كان في حالة خطر شديد وقارب على الغرق بسبب ارتفاع منسوب المياه، لأكثر من منتصف أجسادهم.
واعتبر المبيضين ان “ما حدث كان حادثا خطيرا واجهه المواطنون لوحدهم دون أي مساعدة”، لافتا الى ان “المواطنين هم من أنقذوا بعضهم من مياه السيول الجارفة”.
واشار احمد النوايسه انه كان في طريق العودة من عمان الى الكرك مساء اول من امس، عندما داهمت مياه السيول الجارفة عشرات المركبات في موقع آخر غير موقع ضبعة على الطريق الصحراوي، مؤكدا أن التحذيرات الرسمية لم تكن تشمل وجود سيول جارفة على الطريق الصحراوي، ما جعله وغيره من المواطنين يسلكون الطريق.
ويتندر النوايسه بأنه لم يكن يعتقد، بأنه سيموت غرقا على الطريق الصحراوي سابقا، سيما وانه غالبا ما يكون طريقا للموت في حوادث السير فقط، لافتا الى ان نجاة المواطنين من هذه الحادثة كانت عبارة عن حلم، لكون المواطنين أصابهم اليأس من النجاة، وخصوصا مع تزايد مياه الامطار المتساقطة بغزارة على المنطقة، وارتفاع المياه لتغطي المركبات التي بقي فيها غالبية المواطنين خوفا من الخروج لمجرى السيل.
وأكد النوايسه أن “عددا من المواطنين قاموا بانقاذ غالبية ركاب المركبات، واخراجهم من مجرى السيل رغم المناشدات للأجهزة الرسمية”.
من جهته اكد مصدر في غرفة عمليات الدفاع المدني بأن أي بلاغ يأتي للدفاع المدني يتم التعامل معه فورا، حرصا على سلامة المواطنين، لافتا الى ان الحالة العامة أول من امس كانت صعبة بسبب كثرة المواقع التي تساقطت فيها مياه الأمطار وتوزع الكوادر على اكثر من مكان.
وكان 6 اشخاص قد لقوا حتفهم غرقا بالمياه الجارفة التي داهمت مركباتهم في منطقة ضبعة على الطريق الصحراوي، وهي منطقة قريبة من المنطقة التي واجه فيهم المواطنون الموت ايضا.