مرايا – رعى جلالة الملك عبدالله الثاني الاحتفال الديني الكبير بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، الذي أقامته وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، في المركز الثقافي الملكي اليوم الثلاثاء.
وبدأ الحفل، الذي حضره سمو الأمير فيصل بن الحسين، وسمو الأمير هاشم بن الحسين، بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم تلاها الشيخ معروف الشريف.
وألقى وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبدالناصر أبو البصل كلمة قال فيها اسمحوا لي يا صاحب الجلالة في مفتتح هذه الكلمة أن أتقدم باسمي وباسم الأئمة والوعاظ والواعظات والعاملين في المساجد كافة وفي مقدمتهم (العاملون) في المسجد الأقصى المبارك وأوقاف القدس الشريف ، نتقدم جميعاً من جلالتكم والأسرة الهاشمية المباركة والأسرة الأردنية والأمة الاسلامية بعامة بأصدق التهنئات المباركات بمناسبة ذكرى مولد نبي الرحمة والهداية جدّكم الأعظم سيدنا محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه.
وأضاف أن استقلالية رسالة الاسلام لا تمنع شموليتها لأصول الهداية السماوية المتعلقة بأصل الاعتقاد والتوحيد، وأصول الفضائل والقيم الأخلاقية، فرسالات الله سبحانه موصولة لا تَناقُضَ في أصولها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم خامس أولي العزم من الرسل، جاءت رسالته لتكمل البناء الذي شيدّه الرسل والأنبياء من قبله بما يؤسس قاعدة للوئام الديني والعيش المشترك على هذه البسيطة.
وقال من هنا أجدني لا أملك إلا القول بأنّ احتفالنا الحقيقي بالذكرى قد بدأ في مثل هذا اليوم من الأسبوع الفائت حينما خاطبتم العالم في احتفال تسلم جلالتكم الجائزة العالمية، جائزة تمبلتون، حيث عرضتم مبادئ الرسالة المحمدية الانسانية وجليتم مصطلحاتها الأساسية كالجهاد الذي تم اختطاف معناه وتشويه صورته من الداخل والخارج فوضعتموه في نصابه الحق.
وتجسيدا للمعاني السامية التي تحملها هذه المناسبة العظيمة، كرم جلالة الملك، خلال الحفل محسنين ومتبرعين في مجالات الوقف التعليمي ورعاية الأيتام، وعددا من الأشخاص الذين تحلوا بالأمانة والمسؤولية بإعادة أموال لأصحابها.
فقد كرم جلالته، العين محمد أحمد حمدان غنيمة، الذي تبرع بإنشاء مدرسة أحمد حمدان غنيمة الأساسية المختلطة في لواء عين الباشا عن روح والده كوقف تعليمي وصدقة جارية، حيث تقام المدرسة على مساحة 5 دونمات، وتضم 747 طالباً وطالبة في الصفوف الثلاثة الأولى إضافة إلى الروضة.
كما كرم جلالته الدكتور ياسين محمد الحسبان، الذي تبرع بإنشاء مدرسة الشهيد محمد صايل الحسبان في المفرق كوقف تعليمي وصدقة جارية، حيث افتتحت المدرسة في شهر أيلول الماضي، ويدرس فيها 155 طالباً من الصف الأول حتى الخامس.
وفي مجال العطاء ورعاية الأيتام، كرم جلالة الملك، سميحة الطراونة والتي تعمل كأم بديلة في مؤسسة الحسين الاجتماعية للأيتام وتعتبر من أقدم الأمهات البديلات في المؤسسة، وقد كرست حياتها لرعاية الأطفال اليتامى والعطف عليهم من خلال تعاملها معهم على مدى سنوات طويلة في هذا المجال.
وكرم جلالة الملك، عمر عبد الله المومني الذي يعمل سائق تكسي، حيث أعاد المومني مبلغ 25 ألف دينار أردني عثر عليه إلى زائر كويتي، مثلما كرم جلالته أحمد عبد الكريم المعايطة وهو طالب في جامعة مؤتة، عثر على حقيبة تحتوي على 7 آلاف دينار أردني وقام بتسليمها للجهات المختصة، حيث تبين أن الحقيبة تعود لسيدة من الجنسية الفلبينية.
وألقى الشاعر حيدر محمود قصيدة شعرية تحدثت عن المعاني والدلالات العظيمة والروحانية لهذه المناسبة العطرة، لنبي الرحمة والهداية محمد صلى الله عليه وسلم، وسيرة آل هاشم الأخيار في الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
وقدمت فرقة الفلاح التابعة لوزارة الأوقاف أنشودة، تضمنت مديحا نبويا يستحضر قيم المناسبة، ومسيرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في نشر رسالة الحق والخير والعدل بين الناس أجمعين.
وحضر الاحتفال رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس المحكمة الدستورية، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، وعدد من الوزراء والأعيان والنواب، ومفتي المملكة وقاضي القضاة، وإمام الحضرة الهاشمية، وأمين عمان، ومدراء الأمن العام وقوات الدرك والدفاع المدني، وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي في عمان، وعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وجمع من المدعوين.