مرايا – شهدت الجلسة العلنية الثالثة التي تعقدها محكمة صلح عمان برئاسة القاضي محمد الطراونه، للنظر بقضية فاجعة البحر الميت التي اودت بحياة ٢٢ مواطنا بينهم طلاب وطالبات من مدرسة فيكتوريا، مواقف انسانية خلال روايات ما حدث خلال الحادثة .
بين ناجي ومتوفى، كانت الام المكلومة تدلي بافادتها امام المحكمة، تستوقفها الكلمات وغصات الألم ،فوالدة الطالبة المتوفيه راية قالت والدتها التي كانت ترافق ابناءها الثلاث خلال تلك الرحلة التي توفيت بها ابنتها راية فيما نجا ابنيها هاشم وبشار .
وروت السيدة ديما عن ذلك اليوم ” وصلنا الى منطقة الوادي في تمام الساعهة ١١ إلا ربع ،وقد قام الكابتن هاشم باعطاءنا التعليمات في الباص ، وقد طلب من الطلاب تناول الساندويشات والزاكي الذي احضروه لكون خلال الرحلة لن يكون معهم سوى الماء ..ولدى وصولنا الى مكان الرحلة طلب منا عدم اخذ اية اغراض او هواتف خلويه ،ونزلنا من الباص”.
واضافت “اثناء المسير بالوادي كان عبارة عن حجارة وصخور ومنسوب من المياه غير مرتفع وكنا نسير حسب تعليمات المسير للمرافقين بالرحلة حيث كانت تضاريس الوادي عاديه وكذلك بالنسبه للطلاب “.
وتابعت ” اثناء المسير لمسافة ٢كم توقفنا خلالها مرتين حيث كان يفترض الوصول الى الشلال، وقبل وصولنا بدات السماء تنقط مطر حينها ذكر الكابتن هاشم زيادات لا يستطيع المجازفه وعلينا العوده ،وقمنا بالرجوع ليستمر هطول المطر لمدة ١٠ دقائق “.
واشارت الى مجموعات من الطللبة متاخرة خلال المسير حيث كانت من ضمن مجموعة تضم ٧ اشخاص .
وقالت الشاهدة وهي والدة الطفله المتوفية راية التي جلست على كرسي بناء على طلب من القاضي ،وذلك لشعورها بالتعب والبكاء ” سمعنا صوت هدير ماء بشكل غير طبيعي..وشاهدت سيل من الماء عال جدا ..وقد طلب منا التوجه الصعود الى اعلى الجبال “.
وواصلت ” مكثنا على الجبل وقت من الزمن حيث مر بنا احد الافراد للعسكريين من الجيش او الدرك لا اعرف لكن كان امامنا محموعة اخرى تقف على الجانب الاخر حيث ابلغنا بان الدفاع المدني بطريقهم الينا ..لم اكن اعرف عن اولادي شئ”.
واكدت الشاهدة على عدم توزيع خوذ او اي من معدات السلامة عليهم قبل الرحلة بل طلب فقط منهم ارتداء حذاء رياضه “.
وقالت بانفعال وبصوت حزين “ابنتي راية راحت اولادي مصدومين .
واكدت الشاهدة عدم علمها فينا اذا كان اسمها مدرج على قائمة الاسماء التي ارسلت الى وزارة التربية او ان كانت تعرف اذا كان يسمح لاولياء الامور بمرافقة الابناء خلال الرحل .
واعتبرت ان الدفاع المدني كان مقصرا بالبحث عن اخرين اذ كانوا يقومون بالبحث عن جثث ولم يبحث عن ناجين .
وتشارك والد الطالب المتوفي طلال احمد العساف الذي جلس على كرسي وفي لفتة انسانية من القاضي قام باعطاءه محارم خلال ادلاءه بشهادته امام المحكمة .
وقال الشاهد احمد العساف ان” ابنه المرحوم ابلغه بموعد الرحلة قبل يوم منها حيث ابلغه بانها للبحر الميت اذ لم يقدم طلال ابني ورقة الموافقة على الرحلة مشيرا الى ان موافقته لان ابنه ابلغه بانه سيكون برفقة اصحابه ..وقام بدفع تكاليف الرحلة صباح يوم الحادثه ..ليختم شهادته (الله يسهل على طلال ) ..”.
اما والد الطالبة المتوفيه ميلار تامر ابو سندس فقد روى في شهادته ” ان ابنته حتى يوم الاربعاء قبل الحادث لم تكن ترغب بالذهاب في تلك الرحلة الا انها في صباح يوم الخميس ابلغته برغبتها بالذهاب “.
واضاف الشاهد ابو سندس “تم العثور على جثة ابنتي في اليوم التالي حيث كنت واقاربي قد شاركنا في الدفاع عنها “.
واشار ” علمت بما حدث من المواقع الالكترونية عن تعرض باص المدرسة لحادث وقد جرفه السيل …توجهت الى مستشفى الشونه والتقيت زميلات ابنتي ميلار وابلغوني بانها قادمه وراءهم مؤكدين من مشاهدتهم لها على صخرة عاليه …وراح يجيبوها “.
وتابع انتظرت في مستشفى الشونه لكن ما وصل جثث وهناك ابلغت انها من ضمن المفقودين .
اما والد الطالب يوسف عدنان الشوبكي فقال في شهادته “ابني يوسف بالصف السادس كان قد ابلغني بطلب الموافقه على الرحلة لكون المدرسة كانت قبل تلك الحادثه بيومين الغت رحلة اخرى ..ووافقت على رحلة البحر الميت …ذهبت الى المدرسة لكي اعرف مة حدث الا ان معلمة حضرت وابلغت ان حادث وقع للباص …وفي الساعه الواحده بعد منتصف الليل عرفت بوفاة ابني “.
كما تخلل عقد الجلسة الاستماع الى الطالب الناجي عبد الرحمن نجم الذي افاد بشهادته “انا طالب في الصف السادس وكنت احد الطلبة المشتركين في الرحلة …وتوجهنا الى البحر الميت ..ولنم يتم توزيع ادوات سلامة او خوذ وقاموا فقط باعطاءنا زجاجة ماء….وقددخلنا الوادي من جانب الجسر وكان في ماء خفيف .. خلال مسيرنا بدا المطر بالتساقط ..وقد طلب منا الرجوع من قبل كابتن اعتقدانه توفى اثناء رجوعنا توقف المطر ..خلال رجوعنا شاهدنا موجة قادمه بعدها بدانا بالصعود الى اعلى الجبل.وضربت المياه المكان ..بعدها خفت المياه وحضر الدفاع المدني”.
واشتكت عائلات الضحايا والناجين عل كل من يثبت ان تسبب بوفاة ابنائهم .
واستمعت المحكمة خلال ٥ ساعات الى عشرة شهود نيابة بالقضية .
واجلت المحكمة النظر بالقضية الى يوم الاحد للمقبل لاستكمال باقي شهود النيابة بالقضية.