مرايا  – كتبت : كوثر صوالحة – اختيار التدخين من عدمه امر خاص يلجأ اليه العديد و دائما ما تكون البداية تجربة السيجارة وهناك من يقتنع بها على مدى الايام رغم علمه بمدى الضرر من جراء حرق السيجارة التي ستحرقه حتما.

أن يختار الشخص أن يكون من المدخنين قراره أما ان يجبر اشخاص على تحمل اختيار الآخرين فهو قتل بطئ وكثيرا منا يتناسى اننا نعيش ضمن مجتمع كما نتناسى ” ان حرية الفرد تنتهي عند حدود حرية الاخرين ” اتحدث هنا عن التدخين السلبي لمن لا يعرفه وهو الدخان الذي يجبر على استنشاقه غير المدخن من طرف السيجارة او الغليون او من احتراق السجائر ويحتوي هذا اللهيب على 4 الاف مادة كيماوية واكثر من 50 مادة منها تسبب السرطان اي ان المستنشق للهواء في اي لحظة وفي اي عمر يكون عرضة لمواد كيماوية قاتلة وتؤكد المعلومات العلمية ان الطفل يدخن سيجارة واحدة من بين اربع سجائر دخنت ضمن محيطه المتاثر من التدخين السلبي يدخن دون اختيار مسبق مجبرعلى استنشاق الدخان ومجبر أن يدفع ثمن اختيار الآخرين .

التدخين السلبي خطر يداهم البيوت والمكاتب والمؤسسات والوزارات ووسائط النقل في ضوء الارقام الصادمة على مدى انتشار التدخين في المملكة والذي يعد من أعلى النسب مقارنة بدول اخرى كثييرة وتقدر خسائر الاردن من جراء التدخين “تدخين وعلاج ” اكثر من مليار دينار فالتدخين مسؤول عن 25 نوع من أنواع السرطان المختلفة بينما التدخين السلبي مسؤول 30% عن الاصابى بالسرطان او امراض القلب .

نسبة التدخين في الاردن عالية جدا وان لم تكن من أعلى النسب بين كافة فئات المجتمع وفي مختلف الاعمار علما أن نسبة مدخني السجائر فوق سن 18 عاماً في الأردن بلغت 29 بالمئة ونسبة مدخني السجائر في الفئة العمرية من 13إلى15 بلغت 6ر13 بالمئة ونسبة النساء اللواتي يدخنّ الأرجيلة بلغت 12 بالمئة في مقابل 10 بالمئة للرجال ولا نتناسى ارقام احدث الدراسات الوطنية الرسمية والتي تظهر أن نسبة تدخين السجائر بين البالغين في الأردن (18 سنة فما فوق) تصل إلى29 بالمئة.

وتبين الدراسات ان نسبة تدخين السجائر بين الشباب للفئة العمرية13-15 سنة تصل إلى14بالمئة ، بينما نسبة تدخين الارجيلة لذات الفئة العمرية23 بالمئة ما يدل على تفاقم مشكلة التدخين في الاردن.

الاردن لحق ركب الدول المتنبهة الى خطر التدخين منذ عام 2008 الا ان العشر سنوات الماضية لم تؤدي الى درء اي خطر لان القانون لم ينفذ رغم عقوباته بالحزم والصرامة ولم يطبق فعليا على ارض الواقع

بموجب القانون حظر التدخين في الاماكن العامة الا ان القانون لم يطبق بالشكل الفعلي والمطلوب ونحن نجد ان التدخين ما زال في العديد من المستشفيات لاسيما العامة نراها دون تدقيق او تمحيص” الدخان في وسائط النقل والوزارات والمؤسسات التدخين موجود في كل مكان وليس هناك من رادع واعيد القول ان التدخين اختيار وليس اجبار “

تجربة الاردن في مكافحة التدخين متواضعة اذا ما قورنت بتجربة العديد من الدول التي تحارب التدخين السلبي بكافةالطرق من خلال تضيق الطوق على المدخنين تحت شعار “لاتضر الآخرين بدخان سيجارتك ” فكانت القوانين الصارمة في كافة المواقع في المطارات والفنادق ووضعت غرامات مالية تصل في بعض الدول الى 300 دولار امريكي احدى الصديقات المدخنات اخبرتني انها لم تخضع للقوانين في الولايات المتحدة الامريكية ورغم حظر التدخين في الفندق تحدت القانون ودخنت في غرفتها رغم التعليمات المشددة بعدم التدخين وعند المغادرة تبين ان ادارة الفندق حملتها غرامة مالية الادارة نفذت القانون دون ان يرف لها جفن فالدول اتخذت قرارها ولم تتوقف كثيرا عند الاصوات الممانعة
تفعيل حظر التدخين وفق النظام المنبثق اصلا من قانون الصحة العامة حماية للمجتمع وحق الصحة هو من أول الحقوق الانسانية على الاطلاق من أراد التدخين وهو يعلم بضرره فقد اختار ولكننا لابد أن نستمر في توعيته من أجله ولكن عند الاخرين لابد أن نجبره

التدخين السلبي اذا لم نحاربه بكل شيئ اعلاميا وقانونيا سيكون خطر محدق يطال كل فئات المجتمع