هتافات مبرمجة واشاعات مشغولة بعناية واستجابة رسمية ضعيفة
ردة الفعل الشعبية على جلب مطيع وحادثة السابع تمنح اي مسؤول الجرأة على العمل
الحكومة بلا برامج مواجهة وبلا مخالب لمحاربة الاشاعة ومطلق
مرايا – عمر كلاب
لم يعد الامر خافيا او “سري ومكتوم” , فكل الهتافات المسيئة والخارقة للسقوف وللمعقول الوطني , يجري اعدادها في غرف مغلقة الاحكام ومدعومة من تيارات نيابية واقتصادية وسياسية , وكثيرا من ابناء الحراك الفعلي ومن نشطائه يقفون على حافة الدهشة وهم ينظرون كيف تقوم تيارات رسمية بالصمت حيال هذه الفئة المعروفة والمكشوفة للجميع , ويرى كثيرون من نشطاء الحراك وقواه الحية , ان هذه الهتافات مشغولة بعناية من اجل اضعاف المشاركة الشعبية في الحراك ومن اجل خلط الاوراق وبالتالي يتساوى الحراكي الجيد والذي يحمل برنامجا منهجيا والحراكي المتسلق على اكتاف الحراك والمدعوم من طبقة تدافع عن مصالحها وسيطرتها وكثيرا عن فسادها .
إزاء حالة الخلط , وفق نظرية ” مولينكس ” السائدة اليوم , تمتلئ الاجواء باشاعات انتقلت من القاطع السياسي الى القاطع الاقتصادي , بشكل ممنهج ومبرمج وبجدولة زمنية , تشي ان الجهات التي تقف خلفها , جهات خبيرة بصنع الاعتقاد وجهات تعرف كيف تضرب بمهارة ودقة , فبعد ساعات من عودة الرئيس عمر الرزاز من زيارته للعاصمة العراقية بغداد , كانت المواقع التواصلية تفيض بصور الشهيد صدام حسين وكأن اعدامه جرى قبل ساعات وليس قبل سنوات كثيرة , وحتى لا يتململ احد , فعليه ان يراجع احياء ذكرى اعدامه في العام الفائت والسخاء في الاحتفال بالذكرى هذا العام وليرقب اكثر تاريخ المحتفلين باعدامه وماذا كانوا يصفونه قبل اعوام قليلة , فلماذا هذا الاحتفاء اليوم ؟
ايضا وعقب زيارة ناجحة لوفد برلماني وحمله رسالة طيبة من الرئيس السوري بشار الاسد , واعلان سورية ان الاردن ليس من دول الضد او من الدول الممنوع عليها العمل في بناء سورية واعادتها الى سابق عهدها , تنتقل الاشاعة من المستوى السياسي الى المستوى الاقتصادي وتنتشر كالهشيم اشاعة هروب المستثمرين واشاعات تصفية اعمالهم في الاردن وكأن الاردن انهار تماما وليس بمقدوره بناء طوبة او تعبيد شارع في دمشق او غيرها من عواصم اعادة البناء والاعمار ’ ولمزيد من الملاحظة , فإن الاشاعة السياسية قد تراجعت بعد ان قال الاردن بالفم الملآن ” لا ” لكل صفقات القرن والعصر ولا تخلي عن الوصاية والرعاية للمقدسات الاسلامية والمسيحية , فكان الرد بالاشاعة الاجتماعية ووسم الجميع بالفساد والافساد والتبذير وانهاك الخزينة بنفقات السفر والسهر والثياب .
امام هذه الهجمة المنظمة والمبرمجة , تقف الحكومة في المنطقة الرمادية , فلا هي امتلكت ادوات مواجهة مراكز صنع الاعتقاد ولا امتلكت برنامجا اصلاحيا حقيقيا على المسارين الاقتصادي والسياسي , بل اعادت انتاج كل ادوات الضعف وكل القوانين الضاغطة على العصب الاردني , وبدل ان تلجأ للشارع الاردني بالمكاشفة والحقيقة , بقيت في اطار تدوير نفس الاسماء ونفس الادارات الكئيبة والعاجزة , بل وادارت ظهرها لكل البرامج القادرة على اعادة تصليب اللحظة الوطنية والانطلاق نحو البناء السياسي والاقتصادي , واعادة ترتيب المجتمع الاردني على قواعده الصلبة , فنحن اليوم بأمس الحاجة الى الاصلاح الاجتماعي , من خلال اعادة الاعتبار للقانون وتطبيقه على الجميع دون محاباة وكسر شوكة مراكز القوى وبؤر الفساد والاستقواء على الدولة .
ان الية تعاطي المواطن الاردني مع ملامح استرداد الهيبة ومحاربة الفساد تمنح الحكومة كل الدعم للسير في مسار الاصلاح واسترداد الهيبة , من قانون السير الى باقي القوانين الكبرى , فردة الفعل الشعبية على حادثة السابع وقبلها على جلب عوني مطيع تفتح شهية اي مسؤول للعمل وسط دعم شعبي غير مسبوق ولكن الجميع ينتظر القرار والخطوة الحكومية الجريئة , والكرة في ملعب الحكومة والشارع جاهز لدعم كل راغب بالنجاح