تهيئة لدعم الاردن ام اثارة للشباب
الدراسة تتحدث عن المجلس الاعلى للشباب ولا تذكر الوزارة
التوقيت يفتح باب الاسئلة الحرجة ويمنحه اهمية ودلالة
مرايا – عمر كلاب
قبيل ساعات من لقاء رئيس الوزراء عمر الرزاز مع البنك الدولي , تنفجر في حضن البنك استقالة رئيسه فيرد البنك بتفجير موازٍ في القوة ومعاكس في الاتجاه بنشره دراسة عن واقع الشباب في الاردن وصف فيها قطاع الشباب في الاردن بانه يواجه تحديات كبيرة معتبرا ان الشباب الاردنيين يقفون اليوم على ما اسماه بحافة الهاوية , وتحدث التقرير عن 29 % من شباب الاردن تحت وطأة افتقار المهارات وضعف التأهيل .
وتناول التقرير الذي حمل عنوان اشراك الشباب الاردني , ما وصفه بان ثلث شباب المملكة في الوقت الحاضر خارج نظام التعليم والتوظيف والتدريب وان الشباب الذين لديهم وظائف لا يتمتعون بالرضا التام , وقال التقرير ان الاردن يمر بمرحلة حاسمة من الازدهار والسلام والتقدم الاجتماعي فيما يقف شبابه على شفا الهاوية وان احتياجات وتطلعات القطاع الشاب لا تزال لا تخضع للعلاج على نحو ملائم رغم ان الشباب يمثلون ثلثي مجموع السكان .
التقرير الذي اثار جدلا واسعا في الاردن وجرى تشفيره عن بعض المواقع التي نشرته , قديم بالتأكيد , فهو يضع المسؤولية على المجلس الاعلى للشباب الذي رحل منذ وقت وتلاه خمسة وزراء شباب اخرهم الوزير الحالي محمد ابو رمان , مما يضع التقرير بمجمله في احدى الخانتين حسب تعبير خبير اجتماعي , فإما ان التقرير يستهدف الضغط على الاردن من خلال احتوائه على اشارات بان الشباب الاردني يعاني من ضعف في منصات التعبير عن نفسه ومن احباط سياسي عام , او انه اشارة الى البنك نفسه وباقي مؤسسات الاقراض الدولية لدعم الاردن , تحديدا وانه ياتي بعد يوم واحد من تصريحات امريكية بضرورة دعم الاردن وحفظ نظامه واستقراره .
هذا الرأي هو الاقرب الى المنطق حسب تصريح اكاديمي استراتيجي يرى في التقرير تهيئة او توطئة لدعم الاردن على حد قوله , مؤكدا بأن التقرير قديم بالتأكيد بحكم اشارته الى المجلس الاعلى للشباب ولكنه يأتي في وقت حرج , ينضم المزيد من الشباب الاردني الى الحراكات الشعبية وسط ازمة اقتصادية ضاغطة جدا يقدر بعض الخبراء بانها قد تكون في طريقها الى التحول الى ازمة اجتماعية ثم امنية وهو الخيار الذي تحاول الدولة الاردنية تجنبه تماما .
تقرير البنك الدولي ايضا يأتي في يوم بدأ فيه الملك عبدالله اعادة تفعيل العمل السياسي والبرامجي من خلال لقاءات ملكية مع الكتل النيابية , بداها الملك بلقاء كتلة المبادرة النيابية التي ورثت حالة خاصة من الاشتباك الايجابي وربما هي من انتجت هذا المصطلح من خلال مؤسسها النائب السابق والاكاديمي المرموق مصطفى الحمارنة , لكنها انتكست كثيرا في موضوعة الاشتباك الايجابي , بعد لجوء الكثير من اعضائها الى الخطاب الغرائزي والشعبوي في جلستي الثقة بالحكومة ومناقشات موازنة العام 2019 رغم ان رئيسها الحالي النائب ابراهيم بني هاني قال كلاما مغايرا امام الملك اعاد فيه التذكير بجزئية الاشتباك الايجابي رغم السلوك المعاكس للكتلة بشكل يوحي بأنه يسعى الى ارضاء الملك الذي ابدى ارتياحه لفكرة الاشتباك الايجابي والعمل البرامجي للكتل النيابية ودعم هذا النهج .
وبالعودة الى دلالة تقرير البنك الدولي في هذا التوقيت فلم تعرف بعد اسباب صدور هذا التقرير بالتزامن مع زيارة يقوم بها رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الى واشنطن ويتخللها لقاء تفاوضي مع مسؤولي البنك الدولي .