الملك : أنا سعيد جدا بوجودي اليوم بين أهلي وعزوتي في الرمثا
اشهر قليلة لعودة الهدوء والاستقرار على الحدود مع سورية
حضور حكومي بأضيق الحدود ومساحة واسعة للمجالس المحلية والشباب
تشاؤم من ردود المعشر وتفاؤل بطروحات العيسوي

مرايا – عمر كلاب – كان الوقوف بباحة جامعة العلوم والتكنولوجيا ومراقبة وجوه ابناء الرمثا وهم يتوافدون الى خيمة الاستقبال , قبل ان تقلهم الحافلات الى موقع اللقاء مع الملك يختصر المسافة والحكاية كلها , فالوجوه على موعد مع ابتسامة , ولغة الجسد تفيض حيوية ونشاطا , وكأن الغاية اللقاء مع الملك فقط , فمطالب الاردنيين بسيطة ويعرفها الملك قبل اي جهة رسمية , فالتمثيل الحكومي كان محدودا جدا , واقتصر على نائب رئيس الوزراء رجائي المعشر ووزير الداخلية سمير مبيضين .
الملك استهل حديثه الى الرماثنة , بالتعبير عن سعادته بوجوده بين اهله وعزوته في الرمثا , وكانت وجوه الرماثنة تفيض سعادة ايضا , فاسترسل الملك في حديث عفوي , عن اول الوجع الرمثاوي الذي احتمله الرماثنة بصبر المؤمنين , فتداعيات اللجوء السوري كانت اثقاله هناك منذ اليوم الاول للازمة , اثقال على البنية التحتية , وعلى الواقع الاجتماعي والاقتصادي , فكانت الرسالة الملكية واضحة اشهر لن تتجاوز الثلاثة ويكون الشريط الحدودي جاهزا وآمنا , والوقت هذا تحتاجه الشقيقة سورية .
رسالة الملك الى المجتمع الرمثاوي تمثلت في البحث عن الحلول للاوجاع وليس عن تشخيص الحالة , فالملك يعلم التفاصيل الدقيقة , حتى تلك الغائبة عن الرماثنة انفسهم , وكانت احاديث الرماثنة بنفس العفوية كما لخصها المتحدثون , بنية تحتية تحتاج الى عمل وصيانة وتوسعة في المرافق العامة وفرص عمل لشباب ينتظرون دورهم على وعد المستقبل , وقبل ذلك استبشار الرماثنة بزيارة الملك في عيد ميلاده ورفعهم التهاني الى المقام السامي , مقدرين انهم اول الاحتفال واول اشارات سنوات الخروج من النفق الاقليمي الضيق .
نائب رئيس الوزراء رجائي المعشر وبعد ان استمع الى توجيهات الملك بضرورة تنفيذ مزيد من المبادرات والمشاريع الانتاجية ودراسة احتياجات اللواء التنموية , قال انه سينقل الى مجلس الوزراء الذي انعقد بعد لقاء الملك مع لواء الرمثا كل المطالب والاوامر الملكية والشعبية , وحتى كتابة هذا التقرير – في وقت متاخر – لم يصدر عن اجتماع مجلس الوزراء ولو اشارة بسيطة بأن مجلس الوزراء ناقش الامر او اتخذ فيه ولو قرارا بروتوكوليا , مما يؤكد ما همس به احد خبثاء الرماثنة بعد حديث المعشر – رُحنا – مطالبا بأن يبقى الملف بيد الديوان وتحديدا رئيس الديوان يوسف العيسوي .
وكان العيسوي قد اوضح أنه وبتوجيهات من الملك ستركز المبادرات الملكية خلال المرحلة القادمة على المشاريع الإنتاجية في جميع المحافظات وتمكين الأسر من إنشاء مشاريع إنتاجية صغيرة ومتوسطة توفر فرص العمل وتحسن مستوى الدخل بالتنسيق مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية، مشيرا إلى أن هذه المبادرات ليست بديلاً عن الموازنة الرأسمالية للحكومة .
ثلاث رسائل حملتها فاتحة جولات الملك على المحافظات , الرسالة الاولى ان الملك يبحث مع شعبه عن الحلول والمشاريع وليس عن التشخيص مما يؤكد بأن سنوات القحط الاقليمي في طريقها الى الزوال وان الملك ينثر البشرى على شعبه بذلك , فالشهور الثلاثة فترة اقل من قصيرة وفي جعبة الملك ما هو اكثر في هذا المجال ولكن يبدو انه اختار توزيعه على المحافظات بعدالة .
الرسالة الثانية ان الملك سيقود المرحلة بكل تفاصيلها الداخلية والخارجية بعد ان اثبتت الحكومات بأنها قاصرة عن اللحاق بالخطوة الملكية , فما زال اغلب الوزراء مكتبيين بما يفيض عن حاجة المكاتب وان ارادتهم قاصرة عن اتخاذ القرار الصائب في الوقت الملائم , فكان التمثيل الحكومي في اضيق الحدود .
الرسالة الثالثة ان ثمة دورا للمجالس المحلية وللتكوينات الاجتماعية والاقتصادية والشبابية في رسم الصورة الخدمية والمشاريع المحلية , بعد ان استأثر المجلس النيابي بهذا الدور , فعجزوا عن النجاح فيه لاسباب انتخابية ومناطقية ضيقة , كما انه ابعدهم عن دورهم الحقيقي في المراقبة والمحاسبة والتشريع .
قلنا بالامس ان جولات الملك بالعادة , تحمل في نهاياتها ما يشبه التسونامي السياسي , وعلى السلطات ان تتحسس رأسها وقرارها جيدا , فالعسكري الكامن في ذهن وعقل الملك لا يحتمل الابطاء والتسويف والتردد ولا يقبل بأنصاف الحلول , ومن يقرأ لغة جسد الملك يصل الى ما يسره كثيرا .الانباط