مرايا – خاص – في اللحظة التي يشكو فيها القطاع العام من ترهل وزيادة في الاعداد , تتحرك مسيرات المتعطلين عن العمل الى العاصمة عمان من اجل التوظيف في المؤسسات العامة والحكومية , رافضين اعضاء هذه المسيرات العمل في القطاع الخاص او تلقي التدريب والتأهيل اللازم لدخول سوق العمل , بل ان احد المتعطلين عن العمل قال في حديث تلفزيوني لقناة المملكة ان بعض المتعطلين يبلغون اليوم الخامسة والثلاثين من العُمر ولا يمكن تأهيلهم , وكان التأهيل والتعليم مرتبط بعمر معين .
حُمّى المسيرات نحو العاصمة العامة تجتاح المحافظات اليوم , فبعد ظاهرة دكتور الطفيلة انتقلت العدوى الى العقبة التي سيّر المتعطلون منها مسيرة شارفت على الوصول , واليوم تطالعنا الاخبار ان اربد بصدد تحريك مسيرة ايضا , وسط صمت خجول من المؤسسات المعنية بالتشغيل والتوظيف , وتأييد انتهازي من قوى نيابية وسياسية , وجدت في دعم المتعطلين فرصتها في نقد الحكومة حتى على حساب ثوابت فكرية وحزبية .
المتعطلون يبحثون وحسب مطالبهم عن وظيفة في القطاع العام وشركاته , رغم معرفتهم بأن القطاع العام مزدحم , لكنها رغبة في عدم العمل , بحكم ان الوظيفة العامة باتت اليوم مريحة ولا تتطلب جهدا ولا تتطلب حتى حضورا الى الوظيفة , فيكفي ان تحضر لشرب فنجان قهوة او كاسة شاي للحصول على الراتب , فمعظمهم يبحث عن وظيفة ولا يبحث عن شغل , ويجد في تيارات سياسية وحزبية وبرلمانية دعما وتأييدا بدل ان يتم ادانة ظاهرة التوظيف على حساب التشغيل .
حمى المسيرات باتت سلوكا مريبا للضغط على اعصاب الدولة وبابا للاسترزاق السياسي لدى كثير من الساسة والنواب , لذلك نرى مطالبات ركيكة بضرورة نقلهم بحافلات او توفير مرافقة طبية وامنية لهم بدل ثنيهم عن هذه المسيرات البائسة وضرورة ادماجهم في برامج للتشغيل والتدريب , فحجم العمالة الوافدة يفوق الاحتمال وثمة فرص عمل في قطاعات مختلفة تحديدا في محافظة العقبة , والحال ايضا في اربد .
صحيح ان الحكومة وبرامجها ومسلكيتها ما زالت جاذبة للابتزاز , بحكم سلوكها السياسي الرخو وعدم امتلاكها رؤية شمولية لمعالجة هذا الملف , لكن ذلك لا يعني ان المسيرات على صواب .