مرايا – يخيم الحزن الشديد على محافظة اربد ومواطنيها عقب اصابة طفلة بعيار ناري طائش نقلت على اثرها لمستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي حيث لا زالت تخضع للعلاج وتحت الرعاية الطبية.
واصيبت الطفلة رنيم زياد كراسنة، 12 عاماً بعيار ناري طاش استقر في وجهها وخرج من أسفل الرقبة أثناء لهوها مع أقرانها في منزل أحد أقربائها بمدينة اربد، وفق والدها الدكتور زياد كراسنة.
وقال الكراسنة إنّه تم إسعاف طفلته الى مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي، وخضعت لعملية جراحية، مشيراً إلى أن طفلته هي الوحيدة بعد زواج استمر أكثر من 12 سنة.
وأشار إلى أنه لم يسجل أي شكوى لدى الأجهزة الأمنية واعتبرها «قضاء وقدر»، وخصوصاً وأن الرصاصة لا يعرف مصدرها، داعياً المواطنين إلى عدم إطلاق العيارات النارية في المناسبات والأفراح للتعبير عن سعادتهم في سبيل تعاسة الآخرين والويلات التي تسببها الأعيرة النارية.
وقال مدير مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي الدكتور محمد الغزو  ان الطفلة رنيم ادخلت للمستشفى يوم السبت اثر تعرضها لعيار ناري طائش مجهول المصدر حيث اصيبت بوجهها وخرجت الطلقة من الجهة الاخرى مما تسبب بكسر بفكها السفلي واصابة بعض الاجزاء بالفك العلوي.
وزاد الغزو ان وضعها الصحي مستقر وتتماثل للشفاء بعد ان اجريت لها عملية جراحية وهي الان بالعناية الحثيثة متوقعا خروجها خلال اليومين القادمين، خصوصا ان وضعها الصحي جيد ومستقر الان.
من جانبه قال النائب خالد ابو حسان  ان الطفلة ادخلت ليلة السبت للمستشفى وانه قام بزيارة الطفلة رنيم الكراسنة بالمستشفى واطمان على وضعها وحالتها الصحية، لافتا انها ترقد حاليا بالعناية المشددة وقام بالتحدث اليها حيث تعرفت عليه معربا عن امله بالشفاء والسلامة العاجلة لها.
واكد ان اطلاق الاعيرة النارية ظاهرة خطيرة تهدد الامن المجتمعي، وجلالة الملك اكد اكثر من مرة انه يجب ان يطبق القانون وهذه رسالة لكل ابناء المجتمع الاردني والجهات المسؤولة بضرورة التعامل بحزم مع مطلقي الاعيرة النارية، منوها ان البعض يعبر عن فرحه باطلاق النار لكنه بذات الوقت يقتل الاخرين برصاصه.
واضاف ابو حسان ان الاجهزة الامنية تقوم بواجبها وليست مقصرة لكن المطلوب تشديد الاجراءات والعقوبات وعدم التساهل مع اي شخص يمارس اطلاق الاعيرة النارية التي تزهق الارواح وتقضي على احلام الابرياء خصوصا اننا جميعا معرضين للاذى من هذه الظاهرة السلبية.
وزاد ان إطلاق العيارت النارية بالمناسبات وخاصة بفصل الصيف ليست من عاداتنا وقيمنا وليست من ديننا لان بها هدر للمال بغير وجه حق بالإضافة الى قتل وإلحاق الأذى والأضرار بالعديد من المواطنين.
وقال محافظ اربد رضوان العتوم ان اطلاق الاعيرة النارية له اثر على سلامة وامن واقتصاد الوطن والمواطن اضافة الى انعكاساتها على السلم والامن المجتمعي وصحة الافراد، مشددا على اهمية الالتزام بالقانون بهذا الاطار، وان الحاكمية الادارية تطبق القانون بحق اي شخص يتم ضبطه وهو يمارس اطلاق الاعيرة النارية او يحمل السلاح عبر اتخاذ اقسى الاجراءات والعقوبات المعمول بها.
واكد على اهمية تكاتف وتظافر الجهود والعمل بروح الفريق مؤسسات رسمية واهلية وافراد وقيادات مجتمعية للتصدي لهذه الظواهر ومحاربتها بشتى الوسائل.
واشار الى اهمية دور الخطابين الاعلامي والديني في التوجيه نحو المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع في مواجهة ومحاربة استخدام العيارات النارية وحمل السلاح دون سند ومبرر قانوني ومقاطعة المناسبات التي يصار فيها الى اطلاق العيارات النارية وحمل السلاح وتفعيل التعاون مع الاجهزة الامنية والمعنية في التعامل معها قانونيا وامنيا واداريا.
واكد الناشط الاجتماعي قاسم الداوود على اهمية وجوب الوقوف بحزم شعبي ورسمي ضد اطلاق العيارات النارية في الافراح والمناسبات، واهمية تحفيز المواطنين وتوعيتهم بمخاطرها مع تشديد الرقابة الامنية في هذا المجال.
وطالب بضرورة تغليظ عقوبة إطلاق العيارات النارية التي تتسبب في إلحاق ألاذى بالمواطنين وترويعهم وإزهاق أرواح الأبرياء مؤكدا على اهمية تعديل القانون والعقوبات المعمول بها حاليا بحيث يتم تشديد العقوبات على مطلقي الاعيرة النارية وحاملي الاسلحة.
ونوه الى اهمية عدم تدخل اصحاب الذوات والوجهاء والواسطات عندما يتم ضبط شخص يمارس اطلاق النار او يحمل سلاح حيث نلاحظ تدخل من اطراف عديدة لصالح مطلق النار لتكفيله واخراجه من الحبس.
واضاف الداوود انه يقع على عاتق المجتمع الاردني مسؤولية كبيرة تجاه الظاهرة السلبية، مبينا انه عندما يقوم بحضور مناسبة او فرح ويتم اطلاق الاعيرة النارية فانه يقوم على الفور بالانسحاب من هذه المناسبة وهذا الامر يجب ان يكون متبعا من قبل جميع افراد الشعب الذين تقع عليهم مسؤولية مواجهة هذا الامر عبر رفضه وعدم تقبله.
واكد الداوود على اهمية قيام الحكومة باجراء حملة لجمع الاسلحة غير المرخصة والتي اصبحت منتشرة بكثافة وهو امر لا يخفى على احد ومشاهد في جميع المناطق الى جانب القيام بحملات توعوية وتثقيفية بضرورة التقيد بالقانون وعدم مخالفته وتطبيق القانون بحزم بحق كل شخص مطلق للعيارات النارية.
ويشار انه في العام 2015 توفيت الطفلة بيلسان خالد السنجلاوي ولا يتجاوز عمرها العامين، في مدينة الحسين الطبية متأثرة بإصابتها برصاصة طائشة في محافظة إربد، ثاني أيام عيد الفطر، وذلك أثناء تواجدها بأحد الساحات العامة بمدينة اربد حيث انها احدى ضحايا الاعيرة النارية الطائشة التي لا ذنب لها بها حيث قتلت فرحتها اثناء لهوها ولعبها.
و بقيت بيلسان تحت العلاج في الخدمات الطبية الملكية لمدة 4 شهور حاول من خلالها الكادر الطبي إنقاذ حياتها، إلا أنها توفيت متأثرة بإصابتها بالعيار الناري الطائش الذي لم يعرف مصدره لغاية الآن حيث شكلت وفاتها صدمة لذويها ببلدة دير السعنة بلواء الطيبة باربد خصوصا انها توفيت بعيار ناري طائش مجهول المصدر. الدستور