مرايا – بدأ عشرات الآلاف من أعضاء نقابة المعلمين الأردنيين الثلاثاء الإدلاء بأصواتهم لانتخاب هيئتهم المركزية التي سينبثق عنها مجلس النقابة للسنوات الثلاثة المقبلة، في عملية يتوقع مختصون أن تنعكس نتائجها على خطط تحسين أوضاع المعلمين والطلاب.
رئيس اللجنة العليا للانتخابات أمين عام وزارة التربية والتعليم سامي السلايطة قال إن نسبة الاقتراع العامة في كل المحافظات وصلت 72% حتى الساعة 2 مساءً.
محافظة الكرك سجلت أعلى نسبة اقتراع بين المحافظات بنسبة 77%، فيما سجلت محافظة العاصمة النسبة الأدنى 54%.
السلايطة أضاف أن نسب الاقتراع حتى 12 صباحاً بلغت في محافظة البلقاء 62.2%، وإربد 58.5%، وعجلون 72%، وجرش 69%، والزرقاء 55%.
أما محافظة معان، فسجلت نسبة اقتراع 60.7%، والطفيلة 71%، والمفرق 72.3%، ومأدبا 68%.
وفُتحت صناديق الاقتراع في مراكز الاقتراع المنتشرة في المحافظات كافة في تمام الساعة 8 صباحا، وستغلق الساعة 5 مساءً، وفقا للسلايطة.
السلايطة قال إن مراكز الاقتراع “تشهد إقبالا شديداً من المعلمين لاختيار ممثليهم في انتخابات الدورة 4 للنقابة، والعملية تسير بكل سهولة ويسر”.
اللجنة العليا للإشراف على انتخابات النقابة للدورة الرابعة 2019 أعلنت إتمام استعداداتها لإجراء الانتخابات، كونها الجهة المسؤولة عن عمليتي الاقتراع والفرز وحساب النتائج وإعلانها.
ويبلغ عدد المعلمين المسددين لاشتراكات النقابة الذين يحق لهم الانتخاب 80033 معلما ومعلمة، ينتخبون 104 مرشحين على مقاعد فردية على مستوى المديرية، و34 قائمة على مستوى المملكة، موزعين على 308 صناديق في المحافظات.
العدد الكلي لأعضاء النقابة، التي أنشئت في 2011، يقارب 130 ألف معلّم ومعلّمة.
نائب نقيب المعلمين السابق إبراهيم شبانة قال إن نحو 42 ألف معلم ومعلمة أعضاء في النقابة، معظمهم يعملون في القطاع الخاص، لا يحق لهم المشاركة في الانتخابات؛ لأنهم لم يسددوا اشتراكاتهم.
وتتكون الهيئة المركزية لنقابة المعلمين من 164 عضوا، بحسب القانون المعدل لقانون نقابة المعلمين الأردنيين لسنة 2018، بدلا من 316 عضوا كما كانت في قانون النقابة القديم.
وفاز 5 معلمين بمقاعد فردية بالتزكية، وفازت قائمة العقبة بالتزكية بعد انتهاء الفترة القانونية للترشح والانسحاب.
وبموجب قانون نقابة المعلمين الأردنيين، يمثل كل محافظة 10 أعضاء في الهيئة المركزية، بمجموع 120 شخصا، إضافة إلى ممثل واحد عن كل مديرية للتربية والتعليم، وعضو لكل 5 آلاف معلم.
ومن المقرر أن تنتخب الهيئة المركزية المنتخبة المجلس الجديد للنقابة في 14 أبريل، ويتكوّن المجلس من الرئيس ونائبه، و12 عضوا.
نظام انتخاب جديد
وتجرى انتخابات نقابة المعلمين الأردنيين بموجب نظام الانتخاب المختلط الذي يجمع بين الأغلبية على مستوى المديرية والقائمة النسبية المفتوحة على مستوى المحافظة.
السلايطة قال إن انتخابات اللجنة المركزية تجرى للمرة الأولى بالقائمة النسبية المفتوحة على مستوى المملكة وفق نظام الانتخاب الجديد، بينما تضمّن النظام السابق قوائم مغلقة.
“يعني ذلك أن المقاعد توزّع حسب النسبة المئوية من مجموع الأصوات التي تحصل عليها كل قائمة، بينما كانت القائمة التي تحصل على أعلى عدد أصوات تحصد المقاعد جميعها”، يوضّح السلايطة، الذي أضاف أن نظام الانتخاب في القانون الجديد “فيه تمثيل للجميع”.
“نتمنى أن يكون مجلس النقابة مهنيا وقريبا من المعلم وهمومه، وأن يعمل على خدمة المعلم بالشراكة مع الوزارة”، وفق السلايطة.
المعلم محمد الوشاح قال، إن الصبغة السياسية غلبت على عمل النقابة لسنوات طويلة، ودعا المعلمين إلى “التصويت لمن سيعمل لمصلحة المهنة والمعلمين، بغض النظر عن توجهاتهم السياسية”.
“ما يهم هو انتخاب مجلس “يعمل بصدق على تحسين ظروف العمل والظروف المعيشية للمعلمين”، بحسب الوشاح، الذي قال، إن هناك معلمين يتقاضون الحد الأدنى للأجور، وهو أمر لا يتناسب مع مجهودهم، ولا مع دورهم في المجتمع.
معلمة اللغة الإنجليزية ميسون صالح، التي تعمل في مدرسة خاصة في عمّان، قالت إن غالبية المعلمين لا يحظون بفرص تدريب وتمكين كافية قبل بدء العمل في هذا المجال.
“قطاع التعليم فيه دائما تجدد وتطور في أساليب التدريس التي يجب أن يتم إطلاع المعلمين عليها، وتطوير مهاراتهم وفقا لكل ما هو جديد”، حسبما قالت .
ماذا يحتاج القطاع؟
يقول المختص التربوي ذوقان عبيدات، إن “المطلوب من مجلس النقابة القادم التحدث باسم المعلمين، وتحسين ظروفهم وحمايتهم، وتحقيق مكانة مجتمعية مناسبة لهم”.
وأضاف أن هناك 3 مشكلات رئيسية تواجه القطاع أدت إلى تراجع مستوى التعليم في الأردن متعلقة بالمعلمين، والمناهج، وبالمهنة نفسها.
“المعلم مؤهلاته ضعيفة، وحماسه وتدريبه ضعيف، ولا يتلقى تدريبا مناسبا ولا كافيا … ولا يتلقى إشرافا مناسبا لتحسين الأداء”، وفق عبيدات.
بما أن نقيب المعلمين يكون عضوا في المجلس الوطني للمناهج، طالب عبيدات بضرورة أن تبذل النقابة جهدا في الإسهام في تطوير المناهج، التي وصفها بأنها “لا تنمي الهوية ولا المواطنة ولا الشخصية”.
“لا قيمة لمناهج لا يشارك المعلمون بها، ولا قيمة لمناهج تقر بمعزل عن المعلمين، ولا قيمة لأي مناهج تأتي من الخارج مستواها أعلى من مستوى المعلمين”، وفق عبيدات.
أما بالنسبة للمهنة، فدعا عبيدات إلى اعتبار التعليم مهنة، وليست وظيفة يقوم بها أي شخص.
وأضاف الخبير التربوي أنه “لا يجور لأي شخص ممارسة التعليم إلا عند اتقان مهارات التدريس كافة قبل ممارسة العمل”.
آلية الاقتراع والفرز
وبما يخص آلية الاقتراع، يبرز الناخب بطاقة الأحوال المدنية أو جواز سفر، وتتحقق لجنة الانتخاب من شخصيته، وتتأكد من وجود الاسم في سجل الناخبين، ويتم التأشير عليه.
ويتوجه الناخب لمعزل الاقتراع ليدلي بصوته بسرية، ويقترع بورقتين إحداهما للمقاعد الفردية، والثانية للقائمة النسبية المفتوحة. يجوز للناخب اختيار اسم أو أكثر ضمن القائمة التي يرغب بالتصويت لها.
“سيتم السماح للموجودين داخل أسوار المدارس فقط بالاقتراع بعد الساعة 5 قبل إغلاق الصناديق بشكل نهائي”، وفق السلايطة.
سلايطة قال، إن عملية الفرز ستجرى في مكان الاقتراع نفسه، مبينا أن غرفة الاقتراع الواحدة تضم صندوقين أحدهما للمقاعد الفردية، والثاني للقوائم.
“عملية الفرز ستبدأ مباشرة بعد انتهاء الاقتراع في المراكز، وستعلن نتائج الفروع تباعا”، وفق السلايطة الذي توقّع إعلان النتائج النهائية قبل منتصف الليل.
وزير التربية والتعليم وليد المعاني قرر تعليق دوام الطلبة في المدارس الثلاثاء، وأبقى دوام المعلمين والإداريين كالمعتاد، من أجل إتاحة الفرصة للمعلمين للمشاركة في الانتخابات.
وتم تأجيل جميع الفعاليات التربوية المقررة يوم الثلاثاء المقبل في جميع مديريات التربية والتعليم في البلاد.
عبيدات دعا المجلس الذي سيتم انتخابه بناءً على انتخاب الهيئة المركزية إلى “الابتعاد عن السياسة، والتفرغ لتطوير المهنة”.