مرايا – اعتبر كتاب ومحللون فلسطينيون أن موقف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية حول الأردن “يشكل إسنادًا حقيقيًا للمملكة في موقفها الرافض للتوطين وللوطن البديل”.
وشددوا على أن موقف هنية “يسخر المقاومة لإسناد موقف عمّان من قضية المقدسات، وأن ذلك يتطلب موقفًا مماثلًا من الأردن تجاه حماس لإعادة تطبيع العلاقات بين الطرفين”.
أبو شمالة: موقف هنية من الأردن يؤكد حجم التفاهم بين حماس وعمّان
ورأى الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، أن موقف هنية من الأردن “يؤكد حجم التفاهم بين حماس وعمّان من القضايا الثلاثة الرئيسة؛ رفض التوطين، رفض الوطن البديل، والمقدسات”.
وقال أبو شمالة لـ “قدس برس”، إن هنية تحدث أمس الثلاثاء بهذا الأمر في لقاءين؛ الأول خلال لقاء مع الكتاب والمثقفين في غزة، والثاني خلال زيارته للمستشفى الميداني الأردني بغزة.
وذكر أن هنية أشار إلى أن الأردن يتعرض لمؤامرتين الوطن البديل والتوطين وهو يؤكد أن “حماس” تقف مع الأردن في وجه هذا العدوان.
وتابع: “حديث هنية يعني أنهم مع الأردن في حماية المقدسات، وأن المقاومة جاهزة أن تكون سندًا لكل قرار أردني في الدفاع عن المقدسات”.
وأوضح أن هنية قال خلال الاجتماع مع المثقفين إن حماس طرحت خلال اجتماعها مع المنسق الخاص لعملية السلام في الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف قبل يومين بأن القدس هي التي ستفجر التهدئة، وأنهم لن يقفوا ساكتين في التهدئة إذا تعرضت القدس لأي عدوان.
أبو عامر: حماس تسعى منذ فترة لإعادة ترميم علاقاتها الإقليمية وخاصة العربية
من جهته، أفاد عميد كلية الإعلام في جامعة الأمة بغزة، عدنان أبو عامر، بأن حركة “حماس” تسعى منذ فترة لإعادة ترميم علاقاتها الإقليمية وخاصة العربية وتحاول كذلك أن تبقى على العلاقات القائمة مع عديد الدول العربية.
وأردف أبو عامر في حديثه لـ “قدس برس”، “حماس تسعى لزيادة علاقاتها مع الدول الأخرى التي كانت تطفوا عليها نوع من الفتور أو عدم التحمس وعدم السخونة، مثل الأردن والسعودية وبعض دول الخليج، وتسعى لاستئناف العلاقات التي يبدو عليها جانب القطيعة مثل سورية”.
واستطرد: “حديث هنية حول الأردن يأتي في إطار مسعاه لتحسين العلاقة وتوسيع فضاء حماس الإقليمي والدولي باعتبارها لم تعد محصورة في غزة، وإنما تمثل كل الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “الأردن يتعرض لضغوط إقليمية ودولية في موضوع الأوقاف والمقدسات الإسلامية في القدس، وهناك مخاوف أن يكون أحد ضحايا صفقة القرن بما يتعلق بالوطن البديل أو توطين اللاجئين”.
وبيّن: “الضغوط الدولية طالت أيضًا حالة من التنازع الإقليمي للوصاية على المقدسات الإسلامية من قبل دول معينة في المنطقة ورغبة الولايات المتحدة وإسرائيل إفساح المجال من لهذه الدول على حساب الوصاية الأردني على المقدسات”.
وتابع: “هذه الأمور مجتمعة تشعر حماس أنها ممكن أن تكون لحظة مناسبة لكي تبدي دعمها للموقف الأردني ومساندتها سياسة عمّان تجاه القدس بالذات وعدم ترك الأردنيين وحدهم في هذه المحنة التي يبدو أنها محنة صعبة”. على حد تعبيره.
الغريب: حماس تعتبر الأردن جزء من الدول المؤثرة إقليميًا
بدوره، صرّح الكاتب والمحلل السياسي، شرحبيل الغريب، بأن موقف هنية من الأردن ربما يمهد الطريق أمام معالجة العلاقة السابقة ما بين “حماس” وعمان.
ونوه الغريب في حديث لـ “قدس برس”، “لكن نجاح أي اختراق في عودة العلاقة مرهون بالموقف الأردني على اعتبار أن القضية الفلسطينية هي القضية الجامعة بعيدًا عن القضايا الأخرى”.
وأضاف: “إستراتيجية حماس التي أعلنها هنية أمس تقوم على أنها معنية بفتح علاقات مع كل الدول المؤثرة في المنطقة، وحماس تعتبر الأردن جزء من هذه الدول التي لها تأثير في الوضع الإقليمي”.
وأوضح أن هنية أكد على موقفين؛ الأول الثناء على موقف الأردن من قضية رفض الوطن البديل والتوطين ودعم حركته للموقف الأردني، والثاني تأكيد وصاية الأردن على المقدسات وموقف حماس الداعم لهذه الوصاية.
وشدد على أن هنية يجدد رفض حركته لكل الحلول التي تطرح من اجل تصفية قضية حق العودة واللاجئين تحت عنوان الوطن البديل.
وكان هنية، قد أكد أمس أن حركته تقف إلى جانب الأردن في مواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، مشيدًا بتصريحات العاهل الأردني عبد الله الثاني الأخيرة التي رفض فيها هذه الضغوط.
وقال هنية أمس الثلاثاء خلال زيارته للمستشفى الميداني الأردني غربي مدينة غزة: “نقف إلى جانب الأردن في مواجهة كافة الضغوطات الخارجية وبخاصة الأمريكية والإسرائيلية التي تسعى إلى تغيير الجغرافية السياسية للمنطقة”.
وأضاف: “اليوم هناك موجات طاغية تهب على المنطقة، من أجل تغيير الجغرافية السياسية فيها، وبهدف إخضاع صناع القرار في المنطقة للقبول بالمنظور الأمريكي الإسرائيلي لما يسمى بصفقة القرن”.
وشدد هنية على ان حركة “حماس” لن تقبل بأي حلول لقضية فلسطين على حساب الأردن وسيادتها.