– الرئيس الإيطالي: الأردن أنموذج ليس على مستوى الشرق الأوسط فقط بل على مستوى العالم أجمع
– الرئيس الإيطالي: على المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي الوقوف إلى جانب الأردن
– الرئيس الايطالي: نسعى لأن يكون الأردن بوابة للشركات الإيطالية في المنطقة
– الملك يقدر دور إيطاليا القيادي في سبيل تحقيق الاستقرار في المنطقة
– الملك: نحن نتشارك في رأي ثابت حول القدس والأمل بأن تكون مدينة سلام توحد الجميع
– الرئيس الإيطالي للملك: تسلمكم لجائزة مصباح السلام المهمة شهادة للدور المهم الذي تقومون به
– الرئيس الإيطالي: إيطاليا ستستمر في دعم جهود الأردن والوقوف إلى جانبه وهو ما يجب على كل الدول أن تقوم به
– الرئيس الإيطالي يؤكد اهتمام بلاده بزيادة أعداد السياح الإيطاليين إلى الأردن

مرايا – ركزت مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، في قصر الحسينية الأربعاء، على فرص توسيع التعاون بين الأردن وإيطاليا في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والطاقة والسياحة.

وتناولت المباحثات آخر المستجدات التي تشهدها المنطقة، وضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا، بما يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.

وأكد جلالة الملك والرئيس ماتاريلا، خلال مباحثات ثنائية حضرتها جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وابنة الرئيس الإيطالي السيدة لورا ماتاريلا، متانة علاقات الصداقة بين البلدين والحرص على توسيع التعاون المشترك في شتى الميادين.

وفي بداية المباحثات الموسعة، التي حضرها سمو ولي العهد وعدد من كبار المسؤولين في البلدين، رحب جلالة الملك بالرئيس الإيطالي، وقال “لطالما جمعت بلدينا علاقات تاريخية قوية، وزيارتكم اليوم مع وفد رفيع المستوى تؤكد على الروابط المتميزة بين شعبينا. وعلى مستوى شخصي، أرحب بكم ثانية”.

وتابع جلالته ” أثمن دعم بلادكم التاريخي للأردن في مواجهة التحديات المختلفة، فأنتم شريك اقتصادي حيوي وشريك في التصدي للتحديات في الإقليم وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة حوض البحر المتوسط. ولدينا رؤى مشتركة حول عملية السلام ومستقبل القدس. ونحن نقدر دور بلادكم القيادي في سبيل تحقيق الاستقرار في منطقتنا”.

وقال جلالته “نحن نتشارك في رأي ثابت حول القدس والأمل بأن تكون مدينة سلام توحد الجميع. وهذا موقف مهم في مواجهة التحديات في مستقبل المنطقة. ونحن مستمرون بالتطلع لدور إيطاليا المؤثر في تحكيم المنطق والتركيز على ما يجمع الناس، لا ما يفرقهم”.

وأضاف جلالته “أتطلع لمناقشة بعض التحديات السياسية التي تواجهنا في الإقليم، بالإضافة إلى المنافع الاقتصادية المشتركة للأردن وإيطاليا بالنظر إلى الفرص التي توفرها المنطقة”.

من جانبه، قال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، خلال المباحثات الموسعة، “شكرا لكم جلالة الملك على هذا الترحيب الحار، وكان لي الشرف الكبير أن استضيفكم وجلالة الملكة في قصر كيرينالي قبل ثلاث سنوات”.

وأضاف “أود أن أعيد التأكيد – جلالتكم – على الدور المهم للمملكة الأردنية الهاشمية في تحقيق السلام والوئام بين الأديان والثقافات المختلفة، ويعتبر الأردن أنموذجا ليس على مستوى الشرق الأوسط فقط، بل على مستوى العالم أجمع”.

وقال “إن تسلمكم لجائزة مصباح السلام المهمة في مدينة أسيزي الإيطالية مؤخرا شهادة للدور المهم الذي تقومون به يا جلالة الملك”.

وأضاف الرئيس الإيطالي “جلالة الملك، أعتقد أننا نتشارك في عدد من الأهداف والآراء ومنها تلك المرتبطة بمنطقة البحر المتوسط، حيث نعمل من أجل تحقيق السلام ومزيد من التعاون، وكذلك تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار الذي ترسخونه أنتم يا جلالة الملك وبلدكم”.

وتابع قائلا “لدينا تعاون قوي، وأعتقد أنه ما زال هناك فرص لزيادته، خصوصا في المجالات الأمنية والثقافية”.

وقال “اسمحوا لي يا جلالة الملك أن أعرب عن إعجابي بكرم الضيافة الذي يقدمه الأردن للاجئين، منهم اللاجئون السوريون مؤخرا، وسبقهم قبل ذلك لاجئون فلسطينيون وعراقيون، ومن دول أخرى من المنطقة. كانت لي الفرصة يوم أمس لزيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وهو في الحقيقة مدينة وليس مخيما”.

وأضاف “إيطاليا يا جلالة الملك ستستمر في دعم جهود الأردن، وفي عام 2019 نسعى لأن نحافظ على مساهماتنا لتكون بنفس مستوى عام 2018، وفي الحقيقة قبل أيام وافقت وكالة التعاون الإيطالية على ثمانية قروض ميسرة بقيمة 85 مليون يورو لدعم الأردن، خصوصا لقطاع التعليم، وأعتقد أن هذا مهم لنعبر عن وقوفنا مع الأردن، وهو ما يجب على كل الدول أن تقوم به”.

وتابع الرئيس الإيطالي “يسعدني أننا نقدم منحة بقيمة 3 مليون يورو إضافية لمساعدة الأردن، لدعم مشروع المرأة الذي تنفذه الأمم المتحدة في مخيم الزعتري، ولدعم مشروع الصحة النفسية التابع لمنظمة الصحة العالمية”. وقال “أعتقد أن الأردن بحاجة أن يقف المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي إلى جانبه إذا ما نظرنا إلى الجهود الإنسانية الكبيرة التي يقوم بها”.

وخلال المباحثات التي تناولت عملية السلام، أكد جلالة الملك ضرورة تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا جلالته أهمية دور الاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص.

وشدد جلالته على أهمية الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، مؤكدا أن الأردن مستمر بتأدية دوره في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، انطلاقا من الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.

من جهته، قال الرئيس الإيطالي إن الأردن والاتحاد الأوروبي يتشاركان بموقف واحد تجاه عملية السلام وحل الدولتين، مؤكدا دعم بلاده للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.

وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، أكد الرئيس الإيطالي اهتمام بلاده بزيادة أعداد السياح الإيطاليين إلى الأردن، وتعزيز التعاون وتبادل اللقاءات بين القطاع الخاص في البلدين، مشيرا إلى أنه سيكون هناك لقاء بين ممثلي القطاع الخاص الشهر الحالي ولقاء آخر في شهر تشرين الأول هذا العام لإقامة شراكات بينهم.

ولفت إلى أهمية الفرص الاستثمارية في الأردن باعتباره بوابة للأسواق الإقليمية والعالمية، مضيفا أننا نسعى لأن يكون الأردن بوابة للشركات الإيطالية في المنطقة.

وتطرقت المباحثات إلى أزمات المنطقة، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها، مثلما تم استعراض الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية.

وحضر المباحثات رئيس الوزراء، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، ووزير الدولة لشؤون الاستثمار، رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، والسفير الأردني في إيطاليا.

وحضرها عن الجانب الإيطالي، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومستشارو الرئيس الإيطالي، والسفير الإيطالي في عمان.

وأقام جلالة الملك مأدبة غداء تكريما للرئيس الإيطالي والوفد المرافق له.

وكان جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد في مقدمة مستقبلي الرئيس الإيطالي والسيدة ابنته، لدى وصولهما إلى قصر الحسينية، حيث جرت للضيف مراسم استقبال رسمية، وعزفت الموسيقى السلامين الوطني الإيطالي والملكي الأردني.

واستعرض جلالته والرئيس الإيطالي حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما.