مرايا – قادت المظاهرات الشعبية التي اندلعت ضد حكمه منذ ديسمبر الماضي، إلى نهاية حكم الرئيس السوداني عمر حسن البشير، الذي أعلن وزير دفاعه عوض بن عوف، الخميس، عزله واعتقاله في مكان آمن.
ومنذ 19 ديسمبر الماضي خرج السودانيون في مظاهرات ضد الحكومة التي رفعت أسعار الخبز، لكن سرعان ما تحولت التظاهرات إلى احتجاجات تطالب بإزاحة البشير، وهو الأمر الذي تحقق على يد وزير دفاعه بن عوف.
وكانت هذه الأشهر من الاحتجاجات أصعب اختبار واجهه البشير الذي حكم السودان منذ 30 عاما، ليقضي بذلك أطول فترة حكم في تاريخ السودان الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، ويشتكي معظمهم من الفقر وسوء الأحوال الاقتصادية.
من هو؟
ولد البشير عام 1944 في قرية صغيرة تسمى “حوش بانقا” التي تنتمي إلى قبيلة البديرية الدهمشية الموجودة في شمال السودان وغربه.
وكان البشير أحد قادة الجيش، ومسؤولا عن قيادة العمليات في الجنوب ضد الزعيم المتمرد الراحل جون قرنق.
وفي عام 1989، قام بانقلاب عسكري على الحكومة التي كان يتزعمها رئيس الوزراء الصادق المهدي، وتولى مناصب رئيس مجلس قيادة “ثورة الإنقاذ الوطني”، ورئاسة الوزراء، ورئاسة الجمهورية معا.
ومنذ ذلك الانقلاب لم يجر السودان أي انتخابات رئاسية حتى عام 2010 الذي فاز فيها البشير، بعد انسحاب المعارضة التي وصفت الانتخابات بأنها “غير نزيهة”.
اتفاق السلام وملاحقة جنائية
عام 2005، وقع البشير اتفاق نيفاشا مع قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل جون قرنق، لينهي بذلك حرب أهلية استمرت 21 عاما، وتتأسس جمهورية جنوب السودان.
وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية البشير بتهم تتعلق بجرائم حرب ضد الإنسانية في دارفور منذ عام 2009، إلا أنه تحدى قرار المحكمة بزياراته الرسمية لبلدان عربية وأفريقية.
وفي المقابل، رفض البشير الاتهامات التي وجهها ضده مدعي محكمة الجنايات الدولية، القاضي الأرجنتيني لويس مورينو أوكامبو، الذي قال في أكثر من مناسبة أن لديه أدلة دامغة على تورط البشير في جرائم حرب.
وعد لم ينفذ
ولم تكن الاحتجاجات التي قادت إلى عزل البشير هي الأولى، ففي سبتمبر 2013، اندلعت مظاهرات شعبية واسعة في السودان ضد حكمه، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والمواد التموينية وسوء الأوضاع المعيشية عامة.
وفي محاولة لتهدئة الاحتجاجات، وعد البشير شعبه بعدم الترشح لمنصب الرئاسة في انتخابات عام 2015، لكنه لم يف بوعده.