مرايا – يستمر العطاء الإنساني الهاشمي النبيل بفيض من مبادرات الخير والعون يطلقها ويرعاها الملك عبدالله الثاني لتحقيق الأفضل للإنسان الاردني وترسيخ المواقف المشرفة للأردن عربيا وعالميا.
وتوثق المرحلة الاولى من سلسلة المبادرات الملكية السامية (ملك وشعب) 1999-2012 التي اصدرها الديوان الملكي الهاشمي في مجلدات سبعة، محطات ذلك العطاء ورؤى ومرتكزات القيادة الهاشمية الاصيلة للملك عبدالله الثاني، وتتناول موضوعات وطنية وعربية من ضمنها الدعم الهاشمي لنصرة لقدس والمقدسات، وتقديم العون للأهل في الاراضي المحتلة وقطاع غزة.
وتلخص وكالة الانباء الاردنية (بترا) ما يوثقه هذا الإصدار بالكلمة والصورة لمواقف الملك عبدالله الثاني ازاء القضية الفلسطينية على الصعيد الانساني، ودعم ومناصرة الشعب الفلسطيني المرابط على أرضه، ايمانا مطلقا بضرورة مساعدة الأهل في قطاع غزة رغم الحصار والظروف داخله وخارجه، فتلك مبادئ مستقرة في وجدان وضمير الهاشميين. وكانت إعادة منبر صلاح الدين الأيوبي إلى مكانه الأصلي في المسجد الأقصى المبارك بتوجيهات وإشراف وتبرع من الملك عبدالله الثاني، وساما مشرفاً في تاريخ العطاء والبذل الهاشمي، ذلك المنبر الذي امتدت له يد الغدر والإثم لتحرقه يوم الحادي عشر من آب عام 1969، فيما شهد المسجد الأقصى عمليات صيانة ومتابعة مستمرة، كما قوافل الخير إلى الضفة وغزة والشعب الفلسطيني، وصولاً إلى مساعدة ومعالجة أوضاع الطلاب الفلسطينيين الدارسين في الجامعات الأردنية وغير القادرين على دفع رسومهم الجامعية.
وتتواصل المبادرات الملكية بإنشاء صندوق لحماية وترميم المقدسات في مسجد قبة الصخرة وتقديم دعم مالي للمعهد العربي الاردني الكويتي في ابو ديس، واستقبال عدد من المرضى من ابناء غزة في المستشفيات الاردنية،اضافة الى تبرع للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة. ويتوالى العون الهاشمي ليؤكد بذل جل ما يمكن لتثبيت الاهل المقدسيين في ارضهم في مواجهة الاحتلال والتمسك والالتزام الشديدين بالهوية العربية للقدس ومقدساتها برعاية هاشمية لا تتهاون ولا تلين ولا تحيد عن مواقفها المشرفة تجاه القضية الفلسطينية.
كما استمر الدعم الملكي للمؤسسات الوقفية التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ويتحمل الأردن نفقاتها ومصاريفها ورواتب العاملين فيها .
وفي لفتة سامية أخرى، كرم الملك عبدالله الثاني المقدسي محمد نسيبة الذي احتضن في حديقة منزله في القدس المحتلة ضريح شهيد اردني قضى نحبه في حرب عام 1967 في صورة انسانية جسدت التلاحم بين الشعبين الاردني والفلسطيني حيث استشهد في تلك الحرب اكثر من 700 جندي اردني وفقد وأصيب اكثر من 6000 من الابطال الاشاوس من الجيش العربي الذين كانوا يدافعون عن القدس وفلسطين ويفدونها بالمهج والارواح .
واستكمالا للخطوات الهادفة لرعاية وحماية الاماكن المقدسة قدم الملك عبدالله الثاني دعما ماديا للعاملين في المسجد الاقصى المبارك، ودعم مشروعات لترميم الفسيفساء والزخارف الجصية في قبة الصخرة المشرفة والمسجد القبلي وتصفيح الاسطح الغربية لأروقة الاقصى وأسطح جامع النساء والمتحف الاسلامي بألواح الرصاص، وتوريد مولدات للطاقة الكهربائية لإنارة المسجد الاقصى، وتنفيذ نظام لإطفاء الحريق، وفرش المصلى المرواني وقبة الصخرة المشرفة.
وتمتد الأيدي الهاشمية البيضاء الى جنوب فلسطين؛ الى قطاع غزة المحاصر، وفي هذا يقول الملك عبدالله الثاني “هذا اقل شيء، وشيء بسيط نقدمه لإخواننا بغزة” تلك كانت كلمات الملك عبدالله الثاني وهو يعلن حملة وطنية للتبرع بالدم للشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
فقد شملت مبادرات الملك عبدالله الثاني تزويد مستشفيات قطاع غزة بأدوية ومعدات وأجهزة طبية مختلفة من ضمنها مستشفى الشفاء الذي يعد أكبر مستشفيات قطاع غزة، والمهدد بالتوقف عن العمل لتمكينه من مواصلة خدماته الطبية والإنسانية للأشقاء الفلسطينيين حيث تبرع الملك عبدالله الثاني بجهازي غسيل الكلى، ليترجم تأكيداته “لن نتخلى في يوم من الأيام ولا تحت أي ظرف من الظروف عن تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة للأشقاء الفلسطينيين حتى يصلوا إلى حقوقهم وتقوم الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية” واقعا على الأرض.
وفي طائرة عسكرية اردنية تابعة لسلاح الجو الملكي غادرت مساعدات تم نقلها بجسر جوي سيّره الاردن لتصل الى الاهل هناك بعد إعاقة عدوان الاحتلال عملية توزيع المساعدات للأهل هناك .
وحين اعتدت “إسرائيل” على سفن اسطول الحرية وجه الملك عبدالله الثاني للتنسيق مع جميع الدول التي لها رعايا على متن تلك السفن لتوفير ما يلزمهم من علاج وادوية وتم نقل عدد منهم الى المستشفيات الاردنية.
ويتوالى العون الهاشمي ليؤكد بذل جل ما يمكن لتثبيت الاهل المقدسيين في ارضهم في مواجهة الاحتلال والتمسك والالتزام الشديدين بالهوية العربية للقدس ومقدساتها برعاية هاشمية لا تتهاون ولا تلين ولا تحيد عن مواقفها المشرفة تجاه القضية الفلسطينية.
وما زالت في الاصداء تلك الاستجابة الفورية لنداء اغاثة اطلقته جمعية ايتام في قطاع غزة حيث تبرع الملك عبدالله الثاني بكفالة 1500 يتيم لتضاف تلك اللفتة السامية الى مبادرات متعلقة بتجهيز مستشفى ميداني عسكري للمساعدة في علاج جرحى العدوان الصهيوني على غزة عام 2009 وليكون اول مستشفى عربي يحط في القطاع ولا زال يقدم خدمات الرعاية الصحية منذ ذلك الحين.
ويستمر الباب الخاص بالقضية الفلسطينية ومساعدة الاهل في قطاع غزة والاراضي المحتلة في سلسلة مبادرات “ملك وشعب” ليسرد مبادرات الملك عبدالله الثاني فيلقي الضوء على لقاءات الملك عبدالله الثاني المتعددة بشخصيات فلسطينية قدمت الى المملكة من مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، لتؤكد ان العلاقات الاردنية الفلسطينية هي أنجح علاقات بين شعبين متماسكين، وان الدعم الاردني سياسيا وإنسانيا محط تقدير الشعب الفلسطيني على الدوام.
وفي العام 2012 وحين صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة منح فلسطين صفة دولة مراقب، وصف الملك عبدالله الثاني ذلك الحدث بـ “التاريخي”، وقام الملك عبدالله الثاني بزيارة الى رام الله التقى خلالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لتشكل تلك الزيارة دعما وتأكيدا لوقوف الاردن الدائم الى جانب الاشقاء الفلسطينيين ومساندته لهم في سعيهم لتحقيق تطلعاتهم بإقامة دولتهم المستقلة والكاملة السيادة على ترابهم الوطني.
وتتناول مجلدات “ملك وشعب” تفاصيل تلك الزيارات واللقاءات والتي تؤكد الامل بجهود الملك عبدالله الثاني في وقف الظلم عن الشعب الفلسطيني ومعاناته، وفي ذلك يقول الملك عبدالله الثاني “لا يستطيع احد ان يشكك في حق الفلسطينيين في اقامة دولتهم ومطلبهم بالعدل، وبوطن بلا احتلال، وهذا المطلب هو قضية الشعب العربي الاولى، وفي الاردن تتصدر قضايا الوضع النهائي بما فيها الحدود واللاجئون والامن والقدس سلم الاولويات”.