حذّرمن ثقل الوضع الاقتصادي وقلل من اثار فتح الحدود السورية والعراقية
تحرشات اردنية بعد ضغوطات امريكية توقف التصدير والاستيراد من سورية
تجارعمان : قرار الصناعة والتجارة متسرع وغير مدروس
احاديث عن تطبيق اردني للعقوبات الامريكية على سورية
مرايا – عمر كلاب
سحابة صيف او اسرع , هي عمر الانفتاح السوري – الاردني على المستوى التجاري وتبادل الرسائل السياسية بين وزراء الخدمات ” النقل ” وديبلوماسية برلمانية , افضت الى مشاركة مجلس الشعب السوري عبر وفد رفيع في اجتماعات البرلمان العربي الذي احتضنته عمان , فسرعان ما بدأت التضييقات على المنتجات السورية والتحرشات الاقتصادية الامريكية بالتجار الاردنيين الراغبين بالانفتاح على دمشق والتي وصلت مؤخرا الى حظر كل رخص الاستيراد والتصدير من وإلى سوريا، والصادر من وزير التجارة والصناعة طارق الحموري، الامر الذي اثاراستياءً في أوساطٍ اقتصادية أردنية لما يشكله القرار من خسارة تجارية .
القرار الحكرمي تم تبريره داخليا بأنه ردة فعل اردنية على سوء معاملة من الجانب السوري للتجار والبضائع الأردنية، ورفع الرسوم على البضائع، ووسائل النقل , وفي المقابل، قللت مصادر مطلعة من هذه التبريرات لتجنح إلى ضغوطات أميركية ، خصوصاً مع استدعاء أوساط اقتصادية ، وتنبيهها إلى عدم التعاون التجاري مع سورية والا يتم وضع المتعاملين على القائمة الامريكية السوداء .
هذه الاجواء انعكست بالضرورة على اجواء عمان الاقتصادية والسياسية التي تبدي حساسية لاي شأن في الجوار , مانحة اجتماعا سنويا له طابع التقليدية ولا يلتفت له بالعادة الا المهتمون بالشأن الاقتصادي المحلي , ميزة خاصة , بحكم ان المتحدث هو رئيس وزراء سابق معروف عنه استثمار هذا الاجتماع لايصال رسائل سياسية ساخنة وانتقادات لاذعة للاحوال القائمة .
لكنه وعلى غير المألوف , لم يسترسل رئيس الورزاء الاسبق عبد الكريم الكباريتي في الحديث ومنع عن الحضور وجبة دسمة من التحليل السياسي والاقتصادي , دأب الرجل على تقديمه في الموسم السنوي الاعتيادي لاجتماع الهيئة العامة للبنك الاردني الكويتي الذي يرأس مجلس ادارته منذ سنوات طويلة , واعتاد في هذا الاجتماع ان يمنح المحللين والمراقبين الكثير من المحرشات السياسية والتوصيفات القابلة للتأويل والتحليل , لكنه اختصر حديثه على اشارات عابرة وسريعة لكنها بالضرورة لا تخلو من ظل الرجل ونكهته المطلوبة في الحياة السياسية .
الكباريتي وفي كبسولة سياسية عابرة للحدود المالوفة , قال ان من يسير في شوارع عمان يشعر بأن البلد للبيع او للايجار ، وترك الكباريتي الباب مفتوحا في اشارته , فهل المقصود كثرة اللافتات التي تتصدر واجهات المحال التجارية عن البيع او الايجار , ام انها ابعد كثيرا كما هو المألوف عن الرجل واشاراته البعيدة ,منذ انتقاده لحكومة الروابدة على شكل اعلان البلدوزر , فالكباريتي اعتاد ايصال الرسائل بذكاء وحدة ولعل مفردتي البيع والايجار في ظل الحديث عن صفقة القرن يسمح بالذهاب بعيدا في قراءة المفردتين كما يسمح بذلك سلوك الكباريتي السياسي , لكن الملاحظ ان الكباريتي منح حكومة الرزاز فائضا من حنانه , ربما بحكم حساسية الظرف وربما لمودة كباريتية حيال الرزاز وعائلته .
وعلى غرار لعبة ” الدبل كيك ” في كرة القدم , لكز الكباريتي حجم الرهان على انفتاح الطرق والمعابر مع العراق وسورية بضربة مزدوجة , فالامال التي كانت معقودة بعد الانفتاح على دول الجوار , ليست كما تأملنا والحديث هنا للكباريتي , فالاجواء الاردنية السورية ليست كما يجب او ملبدة والعلاقات مع العراق مرتبطة بالعلاقة مع طهران , وهو بذلك يتقاطع مع مرارة اطلقتها غرفة تجارة عمان , عن حجم التحرش الاردني بالجار السوري بعد قرار وزارة الصناعة والتجارة منع استيراد بضائع من سوريا واصفة القرار بأنه متسرع وغير مدروس , خاصة وان ميزان التبادل التجاري يميل لصالح الاردن لاول مرة منذ العام 2008 .
لكزة الكباريتي وشكوى غرفة تجارة عمان تمنحان تسريبات اقليمية صدقية , فالتسريبات تقول ان الاردن قد بدأ بتنفيذ قانون عقوبات امريكي على سورية يحمل اسم ” سيزر ” والذي يمنع التبادلات التجارية وإدخال موادٍ وتصديرها إلى سوريا عبر لائحة فاقت المئة صنف , وهي تقريبا نفس عدد الاصناف التي منع الاردن استيرادها او تصديرها من والى سورية , وبدا الامر كأن الاردن يحاصر نفسه , فالتفاؤل ارتفع بعد فتح معبر نصيب وعودة التبادل التجاري مع سورية , لكن الامال تبخرت حسب موقع اندبندنت السعودي .