مرايا – قال كاتب إسرائيلي إن “النتيجة الفورية لانتهاء كل جولة من المواجهات العسكرية مع حماس في غزة، تتمثل فيما تسببه للطرفين من قتل وخراب، ولا يبدو أنها في طريقها إلى النهاية، لأننا ندخل أنفسنا في دوامة ليس لها مخرج، وما إن تبدأ تهدئة أمنية بعد جولة دامية حتى يبدأ العد التنازلي لانطلاق جولة أخرى أكثر دموية”.
وأضاف رام كوهين، الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وترجمته “عربي21″، أنه “يجب ألّا يتقبل الإسرائيليون فرضية أننا أمام جولات أخرى قادمة من المواجهات العسكرية مع حماس، أو أن الوضع في غزة ليس له حل؛ لأن القوة العسكرية لن تقدم لنا حلا”.
وأوضح أن “قطاعا سكانيا في غزة يضم مليوني نسمة، لا يمكن احتلاله، والسيطرة عليه، فهو لن يبقى صامتا، وفي الوقت نفسه لن يكون بإمكان إسرائيل تغييبه عن الوجود، غزة باقية معنا نحن الإسرائيليين للأبد، حتى لو كانت أمنياتنا بألا تكون كذلك، إسرائيل وغزة قدرهما أن يعيشا بجانب بعضهما كجيران “في الحلوة والمرة”، وطالما أن هذا هو الواقع، فيجب التفكير بطريقة مختلفة عما فكرنا فيه سابقا حتى وصلنا للمواجهة الأخيرة”.
وأشار كوهين، الذي يدعو للتعايش مع الفلسطينيين، إلى أن “رئيس الحكومة نتنياهو فعل في الماضي جهودا حثيثة من أجل عدم الذهاب إلى معركة عسكرية في غزة، وشكل ضبط النفس الذي أبداه خلال تلك الفترة محل تقدير واحترام، لأنه وضع يده على الأهداف التي يريد تحقيقها، وسعى لتحصيلها دون حرب”.
وأضاف أن “نتنياهو يقع على عاتقه اليوم مهمة أساسية تتمثل بإعادة إعمار قطاع غزة، وتحويله إلى مدينة مرغوب العيش فيها، ويتفاخر سكانها بها، وإعلانه الاستعداد عن بذل كل جهد مستطاع لإعمار غزة، والحرص على مواطنيها، هكذا بتصريح يفاجئ كل العالم”.
واستدرك بالقول إنه “يجب عدم التخفي وراء التصريح فقط، فالحكومة الإسرائيلية ملزمة بإصدار 50 ألف تصريح عمل لعمال فلسطينيين يخرجون من قطاع غزة للعمل في الزراعة والصناعة في غلاف غزة والمناطق المحيطة بها، والقيام بحملات لجمع التبرعات من كل أنحاء العالم لتحسين منظومات الكهرباء وتحلية المياه والبنى التحتية والصرف الصحي، وترميم المباني العامة والمستشفيات والمدارس وغيرها”.
وأضاف أن “الخطوة الإسرائيلية تشمل الاستعداد لإقامة منطقة صناعية كبيرة على طول الحدود مع إسرائيل، وتمكين آلاف المرضى الغزيين من تلقي العلاج في المشافي الإسرائيلية لإنقاذ حياتهم، فمن يخرج منهم فقط لا يتجاوزون العشرات، فضلا عن الشروع بإقامة ميناء بحري برقابة إسرائيل في قبرص أو دولة أخرى، سكان غزة ليس لهم طريق للخروج منها إلى العالم، ما جعل حياتهم لا تطاق”.
وختم بالقول إنه “من الأهمية بمكان الاستمرار في سياسة ضبط النفس الإسرائيلية، وعدم الذهاب إلى خيار تخريب غزة، يجب إجراء مفاوضات مباشرة مع قادة حماس، لأننا الأقوى ونملك الأدوات، ونستطيع أن نفاوضهم من منطلق قوة”.