وهل يقلل الشهر الكريم نسب العودة السورية ؟
مرايا –بسمة ابورمان – مع بدء العام التاسع على الازمة السورية واللجوء السوري في المنطقة ،عاد القليل ولم يعد الكثير لبلاده ، تقول المنظمة الاممية لشؤون اللاجئين ان العودة طوعية ولا قيود عليها ويقول اللاجئون “نريد العودة ولكن ليس باليد حيلة” و تقول الجهات المسؤولة في سوريا ان الاوضاع مستقرة و ان الامن مستتب ولكن يتخوف السوريون وكلا له اسبابه
يقول ابو عدي ( اسم مستعار) “فقدنا المأوى والمال ومصدر الرزق بل وفقدنا ايضا وطننا ، لم تعد سوريا كما كانت عليه ، لم تعد كما تركناها ، كل شيئ ضاع ، تعرضنا للكثير الكثير ، الضرب القتل الموت والفقد والحرمان ولم يتبقى لدينا سوى الكرامة ولا شيئ سواها “
ويضيف ابو عدي” احب بلادي وارغب بالعودة ولكن ليس باليد حيلة ، فقدت ابنائي، فقدت عملي الذي هو مصدر رزقي الاول و الاخير ،فقدت بيتي الذي هو معاشي ومأمني والاهم من هذا كله فقدت بلدي ،فكيف اعود وانا الرجل الخمسيني ، هل لأعمرها ام لأموت فيها”
الامر الذي لاحظته اثناء الحوار مع ابو عدي ان هناك فرق بين الرغبة في العودة للبلاد و القرار الحقيقي والتطبيق الفعلي للعودة بل والعودة طواعية للبلاد ، الامر اشبه ما يقارب للعجز ، الرغبة في العودة موجودة ولكن الامان في البقاء هو الأفضل. الامان النفسي والاجتماعي والامني و اهمها الامان المعيشي كما لفت ابو عدي عندما قال ” لدينا اعمالنا ووظائفنا ومصدر رزقنا هنا ،فأن عدنا لا يوجد لنا وظيفة توفر لنا قوت يومنا “
تقول ناديا “اسم مستعار” لو انني املك ضمانات لما بعد العودة سأكون اول العائدين ، القلب يخفق للبلاد ولكن أرواحنا وابنائنا وكرامتنا هي اخر ما نملك . وتضيف” كلي امل ان تنتهي الازمة ونعود لبلادنا نعمرها بهمة ابنائنا وشبابنا ،مكتفية بالقول: بلادي و ان جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام .
وتقول سعاد” اسم مستعار” :”ارغب بالعودة ولكن بعد ان ينتهي الشهر الكريم ،يحمل في طياته الاجواء الحارة والتعب والعطش ونرغب بالعودة بعد العيد المبارك لنبقى بصحتنا وقوتنا للعودة للبلاد،فقد اشتقنا”
مما يتردد الى المسامع ان الشهر الكريم يحول دون ارتفاع اعداد اللاجئين العائدين الى بلادهم بسبب الصيام وما يحمله مشوار العودة من متاعب جسمانية على اللاجئ الصائم دون وجود ارقام رسمية من مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في الاردن الى غاية اللحظة.
يتخوف اللاجئون من العودة بسبب خوفهم مما ينتظرهم من صعوبة في عودة الحياة الطبيعية على ما كانت عليه ،كالعودة للمدارس والجامعات و الوظائف ووجود الخدمات التي يحتاجها كل شخص ، يصعب على اللاجئ العودة بدون ضمانات مثل :تأمين وظيفة او مصدر لكسب الرزق ، ووجود المدارس والمساجد والكنائس و الخدمات لتحقيق عيش كريم فقط عيشا كريما لا اكثر.
يعيش اكثر من 20 بالمئة من اللاجئين السوريين في الاردن في المخيمات المنتشرة في المفرق والازرق ،مخيمي الزعتري والازرق على التوالي اضافة الى المخيم الاردني الكويتي ، والباقي منتشرا في مختلف ارجاء المملكة ، يعمل بعضهم والبعض الاخر غير قادر على ذلك ، منقسمون بين طفل رضيع و امرأة وكبير سن ، منهم الكبير والصغير ومن جاء طفلا و اصبح رجلا متزوجا مع مرور التسع سنوات الماضية.
اكثر من 120 الف تصريحا للعمل تم اصداره بالتعاون مع وزارة العمل لتمكين اللاجئين من كسب الرزق والمساهمة في تحسين سبل العيش له ولعائلته كما يعمل السوريون مهنا مختلفة ومتنوعة لا تتطلب الشهادات العليا بقدر ما تتطلبه من قدرة يدوية للقيام بالعمل المطلوب مقابل اجرا محددا مع صاحب العمل.
تظهر الدراسات واستطلاعات الرأي المعدة حديثا ان نسب اللاجئين ممن يرغبون بالعودة قليلة نظرا للعديد من الاسباب الامنية والاجتماعية والاقتصادية و تؤكد مفوضية اللاجئين ان اللاجئ هو وحده من يملك القرار في العودة من عدمها و ان اللاجئ هو البوصلة للاختيار ، ويحتاج اللاجئ ضمانات للعودة لبدء الحياة من جديد في بلاده التي فر منها بسبب الحرب ، ويقرر اللاجئ أن يبقى او يعود ، فهل تزداد نسب العودة السورية بعد العيد؟؟