عمان – أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ونظيره الألماني هايكو ماس اليوم الاستمرار في تطوير الشراكة الاستراتجية التي تربط البلدين والعمل معا من أجل حل الأزمات الاقليمية وتحقيق السلام الشامل الذي يشكل حل الدولتين سبيله الوحيد.
واتفق الوزيران خلال محادثات أجرياها في عمان اليوم على مواصلة التنسيق والتشاور إزاء القضايا الاقليمية بهدف إزالة التوتر وتحقيق الأمن والاستقرار.
كما اتفق الصفدي وماس على حتمية الاستمرار في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) ودورها وفق تكليفها الأممي.
وتناولت المحادثات سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين المملكة وألمانيا، وهي ثاني أكبر مانح للأردن، في جميع المجالات. وأكد ماس دعم ألمانيا برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تطبقه المملكة لمواجهة التحديات الاقتصادية. وأعلن تقديم ألمانيا للأردن قرضا ميسرا غير مشروط بقيمة مئة مليون دولار.
وبحث الوزيران جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية والتطورات في الحرب على الإرهاب، والمستجدات الاقليمية الأخرى، خصوصا جهود محاصرة التوتر مع إيران.
وفِي مؤتمر صحافي مشترك، ثمن الصفدي الشراكة القوية التي تربط البلدين والتي تتكرس تعاونا وتنسيقا عبر التواصل الدائم بين جلالة الملك عبدالله الثاني والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
ورحب الصفدي بماس في زيارته الثانية للمملكة “في هذا اليوم المبارك الذي تحتفل فيه المملكة بعيد الجلوس الملكي.” وقال “ونحن إذ نحتفل بهذا العيد، نحتفل بعشرين عاماً من التفاني في خدمة الأردن، وخدمة القيم التي يمثلها الأردن من العمل من أجل تحقيق السلام، الخروج من دوامة العنف التي تعصف بالمنطقة، والتقدم باتجاه تحقيق السلام الحقيقي الذي تقبله الشعوب، والذي ينهي الظلم، والذي يطلق طاقات المنطقة، عبر شراكاتٍ رسخها جلالة الملك مع شركائنا وحلفائنا في المجتمع الدولي، وفي مقدمها ألمانيا، التي نعتز بشراكتنا معها.”
وزاد أن الشراكة مع ألمانيا هي شراكة موثوقة تبدت في جميع مناحي التعاون على المستوى الثنائي، حيث ألمانيا هي ثاني أكبر مانح للمملكة، وعبر حوار استراتيجي وتعاون في جميع المجالات الاقتصادية.
وقال وزير الخارجية إن التعاون والتشاور والتواصل بين المملكة وألمانيا مستمر عبر عديد اللقاءات التي يجريها جلالة الملك وفخامة المستشارة ميركل، للبناء على الشراكة التي تترسخ يوماً بعد يوم.
وأشار إلى أن “لقاء اليوم كان فرصةً للحديث حول تعزيز العلاقات الثنائية وحول عملنا المشترك من أجل الاسهام في تجاوز التحديات التي تواجها المنطقة.”
وأضاف الصفدي: “القضية الفلسطينية بالطبع كانت في مقدم ما بحثنا، ونحن وألمانيا متفقان على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع. نثمن عالياً الموقف الألماني الثابت، والجهود التي تقوم بها ألمانيا من أجل تحقيق هذا الحل.”
وقال “نحن نريد سلاماً شاملاً ودائماً، ومن أجل أن يكون السلام شاملاً ودائماً لا بد ان ينتهي الاحتلال، لا بد ان تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.”
وأكد أن حل الصراع سياسي وبالتالي لا حل خارج إطار حلٍ سياسيٍ ينهي الاحتلال ويحقق حل الدولتين، لتعيش الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، بأمنٍ وسلامٍ إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية ووفق مبادرة السلام العربية.
كما ثمن الصفدي دعم ألمانيا للأنروا وتأكيد ماس أن ألمانيا سوف تقوم بزيادة هذا الدعم. وقال إن البلدين شريكان في دعم الأنروا، التي يجب أن تستمر في القيام بدورها ازاء اللاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها ألأممي، لأن الأنروا مرتبطة بقضية اللاجئين التي يجب أن تحل وفق قرارات الشرعية الدولية وفي إطار حل شامل للصراع.
وزاد الصفدي أن البلدين متفقان أيضا على تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى حلٍ سياسيٍ للأزمة في سوريا، ومتفقان على ضرورة تكثيف الجهود لحل الأزمات في المنطقة عبر الحوار، وعلى الأسس التي تضمن علاقاتٍ إقليميةٍ قائمةٍ على مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وقال الصفدي “نحن وألمانيا ننطلق من ذات المبادئ التي تستهدف تحقيق السلام والاستقرار، وتستهدف تحقيق التنمية في المنطقة، وتستهدف المساعدة بكل ما نستطيعه من أجل حل قضاياها والتعامل مع تداعيات الأزمات، مثل قضية اللاجئين السوريين. وشكر لألمانيا الدعم الذي تقدمه للمملكة في جهودها تلبية احتياجات مليون و ٣٠٠ الف شقيق سوري يعيشون في الأردن، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة.
من جانبه قال وزير الخارجية الألماني الوزير الألماني “يسرني أن أكون هنا في هذا اليوم الخاص الذي تحتفل فيه المملكة الاردنية الهاشمية بعيد الجلوس العشرين لجلالة الملك عبدالله الثاني على العرش، ونحن نود ان نعبر عن خالص التهاني بهذه المناسبة.”
وقال إن المحادثات ركزت على الوضع في الشرق الأوسط، وعلى التوترات الراهنة، “ونحن نعول على تقييم الاردن للوضع، هذا التقييم بالنسبة لنا مهمٌ جداً كون الأردن لديه معرفةٌ كبيرة ودور متوازن في المنطقة، وبالنسبة لنا دور الاردن دور فاعل مهم جداً في المنطقة، ونحن نكن كل الاحترام والتقدير لدور الاردن البناء المستمر وندعمه بشكلٍ كاملٍ”.
وزاد “نحن على علمٍ بالوضع الاقتصادي الصعب في الأردن نعرف ذلك جيداً، ولذلك يسعدنا تواصل الأردن المشترك مع صندوق النقد الدولي في طريق الاصلاحات وذلك بشكل شجاع جداً، ونحن نحترم ذلك احتراماً كبيراً. وألمانيا تساعد الأردن في هذا الطريق بتوفير منح قرضٍ ماليٍ غير مشروط بقيمة ١٠٠ مليون دولار أمريكي.”
وزاد ماس أن المحادثات تناولت أيضا التعاون في محاربة داعش وتواجد القوات الألمانية في الأردن ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة التنظيم الإرهابي الذي ما يزال تهدسده قائما رغم فقدانه سيطرته المكانية. وأكد أن بلاده تريد أن تساهم في منع اعادة بناء هياكل داعش في المنطقة.
وفِي ما بتعلق بالقضية الفلسطينية قال ماس “نحن نتفق اتفاق تام مع الأردن حول هذه القضية ونعتمد ايضا على تقييم الاردن للوضع. نحن كنا وما نزال متفقين على ان التوصل الى حل الدولتين عن طريق المفاوضات هو الحل الوحيد.” وأكد أهمية دور المملكة بسبب دوره الخاص فيما يخص حماية المواقع المقدسة في القدس.
كما أَكد أن “دور الاونروا مهم جداً، ونحن سوف نواصل الدعم لهذه الوكالة.”