مرايا – أعادت المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال ، بحق عائلة “السواركة – أبو ملحوس” (14 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري)، إلى الأذهان تاريخاً دموياً حافلاً بالمجازر، بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة.
وتنضم عائلة “السواركة” إلى (133) عائلة فلسطينية في غزة، استهدفتها القوات الإسرائيلية، منذ عام 2006 وحتى الآن، بحسب رصد أعدته وكالة الأناضول، اعتمادا على مصادر حقوقية.
واستشهد ثمانية أفراد من عائلة “السواركة” – 5 منهم أطفال- جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلهم، فجر 14 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، في دير البلح وسط قطاع غزة، خلال تصعيد استمر يومين، عقب اغتيال القيادي في سرايا القدس “بهاء أبو العطا” بقصف منزله في حي الشجاعية شرقي غزة.
** 133 مجزرة عائلية
ويُظهر رصدٌ لتاريخ استهداف قوات الاحتلال للعائلات الفلسطينية في قطاع غزة، أن “إسرائيل” استهدفت (133) عائلة فلسطينية في غزة بالقصف الجوي والبري والبحري منذ عام 2006 وحتى الأسبوع المنصرم، خلّفت (692) من الشهداء.
وشهدت فترة الحروب الثلاثة التي شنتها “إسرائيل” ضد غزة في أعوام 2008، 2012، و2014، وقوع العدد الأكبر المجازر بحق العائلات.
وتعرضت (17) عائلة من غزة للإبادة – خلال الفترة المذكورة – باستشهاد عشرة شهداء فأكثر من أبنائها دفعة واحدة، أدت إلى شطب أُسر كاملة من السجل المدني الفلسطيني.
كما تعرضت (8) عوائل فلسطينية للاستهداف الإسرائيلي بشكل مُتكرر لأكثر من مرة على فترات زمنية مختلفة.
ولمحافظة غزة النصيب الأكبر من ارتكاب المجازر بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، حيث تعرضت (38) عائلة منها، لارتكاب مجازر بحقها، تليها محافظة شمال غزة بـ (37) عائلة، ثم رفح بـ (36) عائلة، فخانيونس بـ (14) عائلة، وأخيراً الوسطى بـ (8) عوائل.
** أبرز مجازر العائلات
ومن أشهر المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد العائلات في غزة، كانت في صيف عام 2006، حين أطلقت بوارج البحرية الإسرائيلية عدداً من القذائف تجاه شاطئ بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، أصابت عائلة “غالية” التي كانت تستجم على شاطئ البحر، وعددها (9) أفراد، ما أدى لإبادتها بالكامل باستثناء الطفلة “هدى” التي التقطتها صور الكاميرات وهي تصرخ على فقدان والدها وعائلتها.
وفي تشرين ثاني/نوفمبر من نفس العام، فتحت المدفعية الإسرائيلية نيران قذائفها تجاه حي سكني يقع على الشريط الحدودي، شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، مُخلّفة (19) شهيداً من عائلة “العثامنة” نصفهم من الأطفال.
ومن أبرز العائلات التي تعرضت للمجازر خلال الحروب الإسرائيلية ضد غزة: عائلة “السموني” من حي الشجاعية، والتي فقدت (29) شهيداً من أبنائها دفعة واحدة في يناير/كانون ثاني 2009، إلى جانب عائلة “أبو جامع” التي فقدت (26) شهيداً في خانيونس جنوب غزة عام 2014.
كما فقدت عائلة “الداية” من حي الزيتون بمدينة غزة (22) شهيداً في يناير/كانون ثاني 2009، وعائلتا “النجار” و”أبو جبر” فقدت كل منهما (20) شهيداً في يوليو/تموز 2014.
وفيما يُعرف بـ “الجمعة السوداء” في رفح، بتاريخ الأول من أغسطس/آب خلال حرب 2014، استشهد أكثر من مائتي فلسطيني بقصف مدفعي إسرائيلي استهدف مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث فقدت (23) عائلة، ثلاثة أفراد فأكثر من أبنائها خلال القصف.
ويقول الفلسطينيون، إنهم لا يتوقعون أن يتوقف مسلسل الاستهداف للعائلات الفلسطينية، في ظل غياب أي مساءلة من قبل المجتمع الدولي لإسرائيل على ما ترتكبه ضد الفلسطينيين.