مرايا – قال سياسيون إن الأردن لن يقبل بأي خطة سلام خارج فكرة حل الدولتين التي تضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، مشيرين إلى أن خطة السلام الأميركية المعروفة بما يسمي بصفقة القرن لا تزال غامضة.
المحلل السياسي مجيد عصفور، قال إن الأردن يستطيع إنهاء معاهدة السلام مع إسرائيل الموقعة عام 1994، “وهو ما يتسبب بضرر للكيان الصهيوني”.
“الأردن لن يقبل بحل لا يشمل القدس وإنشاء دولة فلسطينية”، وفقا لعصفور الذي قال إن الأردن يؤمن بأن غياب حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يعني استمرار العنف في منطقة الشرق الأوسط.
جلالة الملك عبد الله الثاني أكد في آذار/مارس الماضي، أن القدس ومستقبل فلسطين تمثل خطاً أحمر بالنسبة للأردن، مضيفاً: “كلا على القدس، كلا على الوطن البديل، كلا على التوطين”.
مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، يرى أن أمام الأردن سيناريوهات في مواجهة خطة السلام الأميركية.
وأضاف “صفقة القرن صفقة رديئة وتهدد أمن الأردن وهويته الوطنية”.
كما أكد جلالة الملك في مقابلة مع قناة فرانس 24 في يناير الحالي أنه “من الصعب أن نتخذ أية قرارات تخص الخطة عندما لا نعرف محتواها. وهذه مشكلة لا تواجه الأردن فحسب، بل أصدقاءنا الأوروبيين كذلك. وسنبحث ذلك في أوروبا هذا الأسبوع. نحن ندعم فكرة الجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن علينا أن نرى الخطة أولا إذا أردنا النظر إليها نظرة النصف الممتلئ من الكأس”.
ويرى صبري اربيحات وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الأسبق، أن “ترامب يريد أن يكسب الدعم الصهيوني”، مضيفا: “لا أعتقد أن قبول الصفقة في عقل القيادة الأردنية والمواطنين”.
“اظن أن الأردن اتخذ موقفا رسميا بمعارضة هذا الطرح … ترامب يريد أن يقول إنه أحسن من عمل لصالح إسرائيل ويريد ترامب أن يكسب الدعم الصهويني” بحسب اربيحات.
خطة غامضة
رئيس الديوان الملكي الأسبق، عدنان أبو عودة قال، إن خطة السلام الأميركية لا تزال غامضة.
“في السياسة يوجد مصالح. أحيانا أنت لا تستطيع أن تحقق كل مصلحتك أو لا تحققها لأسباب أخرى اسميها محاذير معينة … قد يضغط عليك ماليا عسكريا”، يضيف أبو عودة، الذي قال: “علينا أن ننتظر حتى الثلاثاء لمعرفة ما سيحصل”.
وزير الخارجية، أيمن الصفدي، أكد في تصريح سابق أن السلام الذي يجب أن تتكاتف كل الجهود الإقليمية والدولية لتحقيقه هو تنفيذ حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني قال في تصريح الخميس لـ”المملكة” إن الأردن وفلسطين أكثر الأطراف المعرضين لمخاطر هذا “المشروع التصفوي”.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنه سيعلن عن خطة السلام الأميركية الأسبوع المقبل، قبل استقباله في واشنطن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو ومنافسه في الانتخابات بيني غانتس.
وتتألف خطة السلام الأميركية من شق سياسي، يتناول قضايا جوهرية مثل وضع القدس، وشق اقتصادي، يهدف إلى “تعزيز اقتصاد الفلسطينيين”، وفقا للبيت الأبيض.