مرايا – أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية أن يكون هناك تعاون مع أبناء وادي عربة فيما يتعلق بالاستثمارات التي ستقام في المنطقة، وتعود بالفائدة عليهم بشكل مباشر.
جاء ذلك، خلال اجتماع جلالة الملك مع رئيس وأعضاء شركة تطوير وادي عربة، وممثلين عن المجتمع المحلي في المنطقة، اليوم الثلاثاء، في إطار جولة جلالته في الجنوب.
وشدد جلالة الملك، خلال اللقاء، على أهمية وضع خطة شمولية للجنوب، بالتشاركية بين الجميع، وفق خارطة طريق واضحة.
وأشار جلالته إلى أهمية تطوير قدرات شباب وشابات منطقة وادي عربة، وتدريبهم على التكنولوجيا الحديثة، ليكونوا جاهزين وقادرين على الاستفادة من الاستثمارات التي ستقام في المنطقة.
وأكد جلالة الملك أنه سيتابع بشكل مباشر، من خلال زياراته في الفترة القادمة، تنفيذ ما عرض من خطط وبرامج على أرض الواقع.
بدوره، لفت وزير المياه والري، المهندس رائد أبو السعود إلى أن شركة تطوير وادي عربة المملوكة بالكامل للحكومة، أنجزت عددا من المشاريع في منطقة وادي عربة، واشتملت على بناء سدي رحمة والفيدان بسعة تخزينية بلغت 4 مليون متر مكعب، وتوزيع 350 وحدة زراعية مقامة على مساحة 7200 دونم، استفاد منها 640 أسرة من المجتمع المحلي، وتوزيع 6340 قطعة أرض لغايات السكن على عدد من أهالي المنطقة.
ووفقا لوزير المياه والري، سيقام مصنع للأسمدة الكيميائية في المنطقة بقيمة 75 مليون دينار، حيث تبلغ نسبة مساهمة محفظة الاستثمار الخاصة في وادي عربة فيه 5ر3 مليون دينار، فيما تعتزم الشركة إقامة محطة لتحلية المياه لغايات الزراعة.
وعرض مدير عام شركة تطوير وادي عربة الدكتور يحيى المجالي، الرؤية المستقبلية الشاملة التي تدفع نحو نمو اقتصادي متسارع في منطقة وادي عربة بشكل خاص والمملكة بشكل عام، وأبرز مشاريع الشركة وفقا للمخطط الشمولي للمنطقة.
ولفت إلى أن الخطة التنفيذية المنبثقة عن المخطط الشمولي تتضمن جملة من المشاريع التنموية ذات العلاقة بطبيعة المنطقة، وتراعي متطلبات المجتمع المحلي، وتحرص على جذب مشاريع تساهم في رفع متوسط دخل الأفراد، وتوفير فرص العمل لأبناء المنطقة، حيث وفرت 145 فرصة حتى اليوم، ومن المتوقع توفير 165 فرصة عمل خلال العامين القادمين.
وأشار المجالي إلى إمكانية تحقيق التنمية المتسارعة للبناء على الإنفاق السابق، الذي تجاوز حتى الآن 56 مليون دينار، توزع على إقامة سبع جمعيات زراعية تعاونية، وثلاث جمعيات سياحية، إلى جانب توزيع وحدات زراعية وقطع أراض لغايات السكن على المجتمع المحلي، والعديد من الخدمات المجتمعية، وكذلك إنشاء سدين، وآبار إنتاجية، ومركز أبحاث زراعية.
وقال إن منطقة وادي عربة تمتلك ميزات تؤكد قدرة الأردن ليكون أنموذجا متميزا في ريادة الأعمال في المنطقة، ويوفر الفرصة أمام المستثمرين لتأسيس المشاريع والشركات.
وفيما يتعلق بالتنمية السياحية في المنطقة، قال المجالي إن الشركة أطلقت استثمارا بلغ 7ر3 مليون دينار، لبناء استراحة وادي عربة على مثلث القريقرة على الطريق النافذ من الأغوار الجنوبية إلى العقبة، ويشتمل المشروع على مجمع مطاعم، ومحطة محروقات، ومحلات تجارية، ومدرج خارجي للمناسبات، ومركز استقبال زوار للنقل إلى مخيمات سياحية عبر تطوير مسارات للقيادة الصحراوية.
كما يشتمل المشروع، بحسب المجالي، على 20 سيارة صحراوية رباعية، حيث يشكل هذا الاستثمار دعما للجمعيات السياحية الثلاث في الوادي، وسيتم تنفيذه على مرحلتين، مرحلة المخيمات السياحية تنتهي في 2020 ومرحلة الاستراحة تنتهي في منتصف 2021.
وأشار مدير محفظة وادي عربة للاستثمار، يوسف حميدالدين، إلى أن إطلاق المحفظة بقيمة 60 مليون دينار، يشكل فرصة لاستقطاب الاستثمارات في وادي عربة، إذ سيتم الترويج للاستثمار في المحفظة اعتبارا من آذار القادم، مبينا أن شركة تطوير وادي عربة التزمت بالاستثمار في المحفظة بقيمة 12 مليون دينار.
وبين أن إدارة المحفظة ستتم من جهة شركة المتكاملة لتنمية المشاريع الريادية التي التزمت بالاستثمار بالمحفظة بقيمة 600 ألف دينار.
كما أشار إلى الشراكة التي تجمع شركة تطوير وادي عربة مع مبادرة تسارع الأردن، وهي مبادرة بين القطاع الخاص والحكومي (PPP)، توفر مبلغ 5ر3 مليون دينار لدعم وإطلاق مسرعات الأعمال والمحافظ الاستثمارية في الأردن، وتأتي في سياق تبني الرؤية المتعلقة بحاجة الأردن لمسرعات أعمال متخصصة تساعد على الخروج بحلول مبتكرة، وقفزات نوعية تختزل المراحل التقليدية للنهوض بالاقتصاد الأردني.
وتوقع أن يكون دور مسرعة الأعمال الزراعية “حصاد” في وادي عربة حافزا لتنمية القطاع الزراعي في الأردن، من خلال بناء بيئة داعمة ومحفزة تلتقط الأفكار المميزة، بهدف إيجاد شركات قادرة على النمو وتسريع تطور الاقتصاد من وادي عربة، وجعله واحة ومختبرا مفتوحا للأفكار.
وعبرت النائب شاهة العمارين عن تقدير أبناء وادي عربة لجهود جلالة الملك في تحسين واقع المنطقة، وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه أبنائها.
وأشارت إلى أهمية إيجاد مشاريع سياحية وزراعية للحد من الفقر والبطالة، ودعم وتشجيع الجمعيات الزراعية في المنطقة، خصوصا فيما يتعلق بكلف المياه والكهرباء.
ولفتت إلى ضرورة إيلاء قطاع الشباب الاهتمام من خلال توفير المراكز الشبابية، وكذلك تحسين الخدمات الصحية، ورفد المراكز الطبية بالكوادر الطبية اللازمة، وفتح رياض وحضانات للأطفال.
وطالب مساعد رئيس مجلس محافظة العقبة علي أبو خليل، بتوزيع وحدات زراعية على المواطنين، وتخصيص وحدات إسكانية لهم.
ولفت إلى أهمية توفير محطات تحلية لمعالجة المياه المالحة، ودعم المشاريع الصغيرة، ودعم الجمعيات الخيرية والتنموية في منطقة وادي عربة، لتمكينها من القيام بدورها تجاه المجتمعات المحلية.
وعبر عضو مجلس محافظة العقبة موسى العمارين عن تقدير وشكر أبناء وادي عربة لجلالة الملك على جهوده في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، وحرصه على التواصل معهم والاطلاع على احتياجاتهم.
وتطرق رئيس بلدية قريقرة وفينان، عقاب العمارين، إلى أهمية دعم البلديات في وادي عربة، ودعم بلدية قريقرة وفينان في تنفيذ مشاريع البنية التحتية، وإنشاء صالات وملاعب رياضية للشباب، لافتا إلى أهمية إنارة الطريق السياحي الواصل لفندق نزل فينان البيئي، ودعم المزارعين في المنطقة، وتوزيع وحدات إسكانية للمواطنين.
وأعرب عن اعتزازه بمواقف جلالة الملك الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ودعم الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة.
ولفت رئيس بلدية قطر ورحمه أحمد الإحيوات إلى أن تعدد المرجعيات وغياب التنسيق بين المؤسسات العاملة في وادي عربة تسبب في انخفاض مستوى الخدمات.
واقترح أن يتم تحويل منطقة وادي عربة إلى إقليم تنموي زراعي، بهدف تسهيل الإجراءات وفتح مزيد من الفرص للمواطنين في المنطقة.
وأكد رئيس بلدية وادي عربة، موسى السعيديين، ضرورة تطوير البنية التحتية في المنطقة وتوسعة الطريق العام وربط وادي عربة بمنطقة البترا.
وأشار إلى ضرورة إعادة النظر في وضع السدود، والمضي قدما في تنفيذ مشروع سد وادي موسى.
وأعرب عضو مجلس محافظة العقبة إرويضي السعيديين، عن سعادة أبناء وادي عربة بزيارة جلالة الملك، وتقديرهم لحرص جلالته على تلمس احتياجات المواطنين.
وعبر عن اعتزاز أبناء اللواء بمواقف جلالة الملك المشرفة تجاه الوطن وقضايا الأمة.
وحضر الاجتماع رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، ومستشار جلالة الملك للسياسات والإعلام، ومحافظ العقبة، ورئيس هيئة الاستثمار.
كما زار جلالة الملك مزرعة جمعية رحمة الزراعية التعاونية، إحدى المشاريع المدعومة من شركة تطوير وادي عربة، التي تقام على مساحة مستغلة حاليا تبلغ 60 دونما مزروعة بالعنب والنخيل.
واستمع جلالة الملك إلى شرح من رئيس جمعية رحمة الزراعية التعاونية أحمد أبو خليل عن المزرعة، حيث أشاد جلالته بالجهود المبذولة في إدارتها واستدامتها.
ولفت جلالته إلى ضرورة مواصلة هذه الجهود والتوسع في المشاريع الزراعية في المنطقة، بتشاركية بين المجتمع المحلي وشركة تطوير وادي عربة.
وخلال الإيجاز، بين رئيس الجمعية أن المزرعة التي سيتم توسعتها إلى 100 دونم، هي جمعية نموذجية في وادي عربة، يبلغ عدد الأعضاء المستفيدين منها 290 عضوا من المجتمع المحلي.
وأشار إلى أن الجمعية تتلقى دعما من شركة تطوير وادي عربة يتمثل بتأجير الأراضي بأسعار رمزية لا تتجاوز 7 بالمئة من قيمة استئجار الأرض الفعلية سنويا، كما تتلقى خدمة توفير المياه بأسعار تفضيلية، إضافة إلى الدعم اللوجيستي وتقديم الخبرة الفنية.