مرايا – قال الأمين العام للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم الدكتور نواف العجارمة، إن اللجنة الحالية التي كلفنا بها هي لجنة لتأدية الحقوق لأصحابها، في ظل تغيب من كان عليه أداء هذه الحقوق.
وأضاف العجارمة في منشور له عبر حسابه الشخصي عبر “فيسبوك”، أن “لسنا بديلا لأحد ولن نرضى بأن نكون”.
وتابع “نحن دائما مع المعلم أنى ولى بوجهه؛ لأننا مع الوطن، وعلى يقين بأنه سيكون معنا كما كان طيلة مسيرتنا المشرفة المباركة، من غير مزاودات على عمق انتمائنا، وصدق ولائنا”.
وتاليا نص ما كتب العجارمة:
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ العربيِّ الهاشميِّ الأمينِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، وبعدُ؛
لمْ نكنْ يومًا إلّا معلّمينَ، مهما تقلَّدْنا منَ المناصبِ، أو اختلفَتْ بنا المواقعُ، ولمْ نكنْ إلّا حمَلَةَ رسالةٍ مقدّسةٍ زادَ عبؤها على كواهِلِنا بزيادةِ المسؤوليّاتِ، وعِظَمِ الواجباتِ، واتّساعِ رقعةِ الرّؤيةِ وامتدادِها.
وها نحنُ نتابعُ مسؤوليّاتِنا في موقعٍ جديدٍ كُلِّفْنا بهِ، ولبّيْنا لهُ نداءَ الواجبِ، راجينَ أنْ نكونَ اليدَ الّتي تُقرّبُ بينَ يدِ المعلّمينَ ويدِ وزارتِهم، لا اليدَ الّتي تزرعُ مزيدًا منَ الأوتادِ بينَهم، مرجعيّتُنا في ذٰلك تاريخٌ ناصعٌ طويلٌ منَ الأواصرِ المتينةِ بينَ المعلّمِ ووزارتِهِ الأمِّ، منذُ أنْ كانَ تلميذًا غضَّ العودِ على مقاعدِ الدّراسةِ، وحتّى صارَ معلّمًا على جمرِ المسؤوليّةِ.
تاريخٌ طويلٌ منَ العطاءِ المتبادلِ، لا يحقُّ لأيِّ جهةٍ تسفيهُهُ ولا تحقيرُهُ، لأنَّ تاريخَ التّربيةِ والتّعليمِ في أردنّنا الحبيبِ هوَ تاريخُ الأردنِّ ذاتُهُ، فقدْ كُنّا ولا نزالُ روّادَهُ، وإنّنا لَنُباهي بحصيلتِنا وإنجازِنا في هذا المجالِ، كما لمْ نفعلْ في أيِّ مجالٍ آخرَ..
لمْ نكنْ يومًا – وزارةً ومعلّمينَ- إلّا جسمًا واحدًا يثقُ كلُّ عضوٍ فيهِ بالآخرِ، ويَتَداعى لَهُ بالسّهرِ والحمّى إنِ اشتكى، أمّا هذا الجفاءُ المُستَجِدُّ على روابِطِنا فليسَ منْ مصلحةِ الوطنِ، ولا الوزارةِ، ولا المعلّمِ.
ولعلَّ عيدَ الأضحى المُباركَ منحَنا فرصةَ التّعبيرِ مُجدّدًا عنْ ثقتِنا بكلِّ معلّمٍ ومعلّمةٍ، مُستندينَ إلى قناعاتِنا بأنَّ تاريخًا طويلًا منَ العطاءِ لا يَصحُّ أنْ تَفسدَ لهُ في الودِّ قضيّةٌ.
إنّ اللجنةَ الحاليَّةَ التي كُلِّفنا بها هي لجنةٌ لتأديةِ الحقوقِ لأصحابِها في ظلِّ تَغيُّبِ مَنْ كانَ عليهِ أداءُ هٰذهِ الحقوقِ، ولسْنا بديلًا لأحدٍ، ولنْ نرضى بأنْ نكونَ، لٰكنَّ تحمُّلَ المسؤوليّةِ شرفٌ نُباهي بهِ، ودَينٌ علينا وفاؤُهُ بِحُبٍّ، وإصرارٍ على التّفاني في الخدمةِ حتّى آخرِ رمقٍ فينا، فروحُ المسؤوليّةِ هيَ ما يُميّزُ المعلّمَ، ولولاها ما استحقَّ هذا الشّرفَ العظيمَ.
نحنُ دائمًا معَ المعلّمِ أنّى ولّى بوجهِهِ؛ لأنَّنا معَ الوطنِ، وعلى يقينٍ بأنَّهُ سيكونُ معَنا كما كانَ طيلةَ مسيرتِنا المشرِّفَةِ المباركَةِ، مِنْ غيرِ مزاوداتٍ على عمقِ انتمائِنا، وصدقِ ولائِنا.
القافلةُ تسيرُ في طريقِها، وأنتمْ أهلُها، وحداةُ ركبِ التّغييرِ فيها، فلا تَتَقَطّعَنَّ بِكمُ السُّبُلُ.
كلُّ عامٍ والوطنُ وقائدُهُ العظيمُ بألفِ خيرٍ كلُّ عامٍ والمعلّمُ بخيرٍ، ووزاتُنا العريقةُ بخيرٍ؛ ليظلَّ أردنُّنا الحبيبُ بخيرٍ، ما نبضَ فينا بِحبِّهِ قلبٌ، وما تَدفَّقَتْ دماؤنا ولاءً لهُ في كلِّ عِرْقٍ…