مرايا – كتب وزير الإعلام الأسبق الدكتور محمد المومني:
يغلق المطار كما يغلق مطعم شاورما! بل ان مطعم الشاورما يعود للعمل بعد اسبوع ويبقى مطارنا مغلقا! هكذا وبكل بساطة يقرر احدهم ان فتح المطار فيه خطر ويغلق هذا المرفق الحيوي الهام الذي يعد شريانا اقتصاديا للبلد ولقطاعات النقل والسياحة والاستثمار. ألم يكن هناك اي اعتبار للخسارة الاقتصادية الكبيرة المترتبة على اغلاق المطار؟ ألم يفكر احد بالمعاناة الانسانية الكبيرة التي تترتب على الناس بسبب استمرار اغلاق هذا المرفق الهام؟ ألم يتدبر أحد بحجم الخسارة على آلاف العائلات التي تعتاش من اعمال المطار او عوائد الخزينة المقدرة بمئات الملايين؟ كل هذا لا يبدو قد أخذ بعين الاعتبار، وغاب التوازن عن القرار المتعلق بالمطار، واستمرت عقلية حجر البلد واعتبارها جزيرة معزولة عن العالم. دول العالم كلها تتعايش مع الوباء الباق لاشهر طويلة الى حين وجود لقاح، ونحن نسير عكس العالم ونتعامل بعقلية العزل وتقليل الاحتكاك مع العالم الموبوء حتى لا نصاب بالفيروس. هذا تفكير غير منطقي لم يتدبر اصحابه ولم يحضروا درسهم جيدا. سيتعايش العالم مع الفيروس ويسير قدما بحياته الاقتصادية ونحن نراوح مكاننا ندفع ثمن عقلية صحية متشددة تتعامل مع الاردن كجزيرة معزولة!
الحال ليس افضل بموضوع التعليم، فالصورة ضبابية تماما. تصريحات رسمية تؤكد بدء الدوام في بداية ايلول، تتبعها تصريحات طبية تقول ان الدوام سيكون للمواد الاساسية فقط! وانه قد يكون لثلاثة ايام في الاسبوع فقط. اي تشويش هذا الذي توقعون المدارس والاهالي به وهم على وشك ان يبدأوا العام الدراسي. والادهى، ان الدوام يربط ايضا بحجم الاصابات التي نعلم لا محالة انها ستحدث بين صفوف الطلبة فهل نعطل المدارس من جديد اذا ما حدثت اصابات ام نلجأ كما لجأت دول اخرى للتعقيم وتعطيل الطالب الذي يصاب فقط؟ اسئلة كثيرة محيرة اربكت الناس، ولا يبدو ان هناك ثقة بأن القرار سيراعي التوازن بين الصحي والتعليمي، فمازال التغول غير المنطقي هو السائد.
المطار والتعليم في خطر بسبب مصفوفة عبقرية اخفقت في اول امتحاناتها. نعلم الان ان ما تخوفنا منه ثبتت صحته، فالمصفوفة مغالية في التشدد، وغير منطقية، ولم تكن بالقياس على تجارب عالمية فضلى بل اختراع طبي غير موفق. فقد الرأي العام ثقته بالمصفوفة، واصبحت مجالا للتندر بدل ان تكون وسيلة لتسيهل الفهم وتبسيط الواقع امام الناس. من وضعوها انفسهم يغيرونها ويبدلونها لانهم ادركوا انها غير واقعية ومتشددة وخانقة للاقتصاد والناس. تجارب كل دول العالم التي لا تقل حرصا عنا واهتماما بصحة شعبها تشير لضرورة التعايش مع الفيروس وعدم استخدامه لتعطيل الاقتصاد وحياة الناس. هذا معناه ان الاصابات ستزداد حتما ولكن التعايش مع ذلك يبقى اقل ضررا بدرجة كبيرة مع خنق الاقتصاد والتضييق على المجتمع واعاقة اعماله.
الغد