مرايا – أكد رئيس الوزراء وزير الدفاع الدكتور عمر الرزاز أهمية مأسسة إدارة الأزمات ووضع الخطط المسبقة والقابلة للتنفيذ على أرض الواقع للتعامل مع أية كوارث طبيعية أو أوبئة أو مخاطر تهدد المملكة، مع التأكيد على العمل بروح الفريق الواحد بين مختلف أجهزة الدولة استجابة للتوجيهات الملكية السامية.
جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعا لإطلاق تمرين إدارة الأزمات الوطني “سهام الحق” الذي عقد في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات اليوم الاثنين، بحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة وعدد من الوزراء ومدراء الأجهزة الأمنية وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.
وأشار الرزاز إلى أن ما ميز الأردن خلال الأشهر الماضية في التعامل مع جائحة كورونا هو الاستجابة السريعة واتخاذ إجراءات فورية للحد من انتشاره، “ونحن كحكومة وأجهزة دولة كنا متحدين في وضع الإجراءات والتعلم من الدروس التي مررنا بها خلال الأزمة والعمل على تصحيحها”.
وأضاف: “نحن دولة قوية وأثبتنا ذلك بقيادة وتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بأن نعمل معا كفريق واحد”، مؤكدا أننا لن ننجح في التغلب على أي من المخاطر والكوارث دون العمل بروح الفريق الواحد”.
واستمع رئيس الوزراء والحضور إلى إيجاز عن التمرين من آمر كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية حول الفرضيات التي يقوم عليها والمراحل التي يتضمنها، إضافة إلى الإجراءات الواجب اتباعها من مختلف أجهزة الدولة عند وقوع أية أزمة مركبة.
وستقوم القيادة العامة للقوات المسلحة – الجيش العربي بإجراء تمرين ” سهام الحق” بالتشاركية مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، ويحاكي التمرين سيناريوهات أزمات مركبة تتعرض خلاله المملكة إلى موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد بالتزامن مع أزمات أخرى، ويشارك فيه جميع الوزارات والقوات المسلحة – الجيش العربي والأجهزة الأمنية والجهات المعنية وفق منظومة إدارة الأزمات الوطنية.
وأشاد رئيس الوزراء بهذا الصدد بالمنهجية العلمية للتمرين المبنية على خبرة طويلة، مشيرا إلى امكانية تزامن الكوارث الطبيعية والأزمات المتعددة في منطقتنا مع بعضها البعض، ” وهذا شيء مبرر ولا يوجد فيه مغالاة”، لافتا إلى أن المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات أنجز دراسات حول حاكمية إدارة الأزمات في العالم التي تتطلب العمل كفريق واحد وفقا للتوجيهات الملكية السامية في هذا الخصوص.
وأشار إلى الفرق الهائل بين دراسات وأدلة عمل ورقية وبين التمرين العملي الذي وضعته القوات المسلحة الباسلة بالتعاون والمشاركة مع الوزارات والأجهزة الأمنية، مؤكدا أن هذا هو الوقت المناسب لعمل تدريب على أرض الواقع يبين الفجوات التي قد تظهر من خلال عدم الوضوح أو التضارب في الصلاحيات بين الجهات المعنية.
كما أكد الرزاز أهمية وضع خطط عمل لكل الكوارث والأزمات والمخاطر التي قد نواجهها بما فيها تخزين المواد الخطرة، مع أهمية دمج هذه الخطط ليتسنى بعد ذلك تدريب موظفي الوزارات عليها من خلال إجراء تمرين على أرض الواقع، بحيث يكون لديهم دليل إرشادي للعمل به حال وقوع أي كارثة – لا قدر الله-، يوضح أدوراهم والخطوات التنفيذية الواجب القيام بها.
وأعاد رئيس الوزراء التأكيد على توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بأهمية استخدام المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات كحاضنة لكل الأعمال التي تقوم بها جميع مؤسسات الدولة عند المخاطر، إذ يحتوي على العديد من القدرات ويتوفر على قاعدة بيانات هائلة مع وجود ممثلين من مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى.
ولفت إلى أن تولي مسؤولية أي أزمة مستقبلية يجب أن يكون بالاعتماد على وصف الجهة المسؤولة والقدرات التي تمتلكها مع التأكيد على ضرورة توزيع الأدوار وتحديد الوظائف بين بقية المؤسسات الأخرى.
وأشار الرزاز إلى أهمية البناء على خلية الأزمة التي وضعت أثناء جائحة كورونا ودورها في تنظيم العمل اليومي، بحيث يكون هناك فريق على مستوى خلية الأزمة المركزية، يعكس دورها على الميدان، مع وجود خلايا ميدانية من بينها تتفقد المعابر الحدودية وتتأكد من تخزين المواد الخطرة.
ويهدف إجراء تمرين إدارة الأزمات الوطني ” سهام الحق” إلى تقييم الإجراءات الاستراتيجية والعملياتية والتكتيكية المعيارية لمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية المتخذة من قبل أصحاب القرار في حال تعرض المملكة لأزمة مركبة (جائحة كورونا مع أحداث أخرى).
كما يهدف إلى اختبار قدرات الدولة للتعامل مع أزمة مركبة، وتقييم أداء وفعالية ومنظومة إدارة الأزمات الوطنية في جميع المستويات، والتأكد من تطوير الإجراءات المعيارية لمؤسسات الدولة كافة بعد موجة كورونا الأولى، ومدى قدرة مؤسسات الدولة في المحافظة على المستوى الصحي الذي وصلت إليه في ظل الموجة الأولى وغيرها.