مرايا – “الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، يؤمن بأن الطريق إلى الأمام مبني على التكامل العالمي، أي بإعادة ضبط العولمة للبناء على مواطن القوة والموارد التي يمتلكها كل منا، لمنفعة الجميع، مما يؤدي إلى تآزر وازدهار عالميين”، بهذه الكلمات خاطب سمو ولي العهد المشاركين بأعمال الدورة الثالثة لمؤتمر القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2020 التي عقدت أمس، عبر تقنية الاتصال المرئي، لتشكل كلمات سموه دعوة ضرورية للعالم اجمع، لتعديل المسار العالمي من اجل مجابهة الكوارث والأوبئة التي تواجهها دول العالم.
وجاء تأكيد سمو ولي العهد لإعادة ضبط العولمة، امتدادا لدعوة جلالة الملك عبدالله الثاني لضبط العولمة واستخدامها بالشكل الصحيح، في مقالة نشرتها “واشنطن بوست” في نيسان (إبريل) الماضي، وبأن بلدا واحدا بمفرده لن يكون بمقدوره مواجهة تحد صعب مثل جائحة فيروس كورونا المستجد، وبأن عولمة العالم، اصبحت ضرورة وحاجة ملحة، بخاصة وان نموذج العولمة لن يكون بمقدوره الصمود والمواجهة هذا التحدي.
حديث سمو ولي العهد، يعزز ضرورة تشكيل صيغة تعاون عالمية بين الدول، يتم بموجبها وخلالها مواجهة التحديات البشرية بكافة أنواعها، والبناء على مواطن القوة والموارد التي تمتلكها كل دولة.
نقاط مهمة يجدر الوقوف عندها كثيراً في كلمة سمو ولي العهد، أبرزها استعداد الأردن للقيام بدوره، ليكون مركزاً إقليمياً لمحاربة فيروس كورونا وتداعياته وتحدياته المستقبلية، عبر البناء على قطاعات المعدات الطبية والمنتجات الدوائية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
أشار سموه الى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن، وانه خلال الازمة كان على قدر التحدي؛ إذ عمل مبرمجون أردنيون موهوبون، على تصميم وبناء بنية تحتية للتعلم عن بعد، والتسوق عبر الإنترنت، وغيرها من الحلول الرقمية.
وأضاف سموه “وعلى نحو مماثل، تمكنا من زيادة القدرة الإنتاجية لمعدات الوقاية الشخصية والمعدات الطبية، لتغطية احتياجاتنا ومساعدة الآخرين، وبحجم استثمار تراكمي يبلغ نحو 1.8 مليار دولار، فإن قطاع صناعاتنا الدوائية، لديه الإمكانيات لزيادة قدراته على البحث والتطوير، لمنفعة منطقتنا بأكملها”.
وبرغم كل التحديات الاقتصادية والمتغيرات الدولية التي فرضتها الجائحة، يرى سموه انها اختبار للمعدن الحقيقي للبلدان والشعوب، وايضاً دعوة للعالم اجمع لاجتياز الاختبار هذه المرة، والثبات على الاهداف والتنامي في الطموحات، والصلابة في مجابهة الظروف، لتعزيز الحرص على القفز فوق المثبطات وقهر العقبات، والارتقاء إلى منصات الإنجاز والعمل، ممّا يؤدي إلى تآزر وازدهار على مستوى العالم.
وعلى الرغم من الظرف الاستثنائي والضائقة التي تجتاح العالم نتيجة تفشي الجائحة، والإشكاليات والسوداوية التي نشأت داخل الخطاب العالمي الجديد بفعل الازمة التي تطل علينا فيها الكثير من الخطابات من هنا وهناك، نجد في خطاب سمو ولي العهد، نافذة تطل على أمل وثقة بمستقبل أفضل، إذ قال سموه “هذه الأزمة بينت لنا أيضاً ما يمكننا فعله من أجل عالم أفضل”.
الغد